تحدثت الأسبوع الماضي عن التعليم وعدم ملائمة مخرجاته لسوق العمل، وبعد ذلك بدأت أتأمل، هل لدى وزارة التربية والتعليم السعودية أهداف تسعى لتحقيقها عبر العملية التعليمية؟ بالتأكيد إن لدى وزارة التربية والتعليم أهدافا، ولكن يبدو لي أن هذه الأهداف قديمة، إذ إنه في الماضي كان الهدف تخريج طلاب يعرفون القراءة والكتابة ليقوموا بمهام العمل الوظيفي، لذلك كان المنهج يحقق هذا الهدف باقتدار.
اليوم نحن بلد نفطي وصناعي وتجاري، لذلك فإن الجهات الصناعية والتجارية، وبمعنى آخر المشغلين، يطلبون خريجين بمواصفات معينة لا يخرجها التعليم بمنهجه القديم. ولنأخذ على سبيل المثال مسيرة التعليم، فقد درست المنهج التعليمي وبعد ذلك رأيت أولادي يدرسون ذات المنهج، وللأسف المضمون كما هو ولم يتغير سوى لون الغلاف واسم المؤلف.
الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أراحنا من العناء وقال إنه يجب مراجعة مادة التاريخ والتربية الوطنية، وهي من المواد التي يصعب على الكتبة التطرق إليها لأنه قد يطعن في وطنيته، ولكن خالد الفيصل أراحنا من ذلك، وأنا أضيف أيضا معه مراجعة المنهج الديني وبقية المناهج في المدارس، فما زالت المناهج مثقلة بالتكرار والحشو.
أقترح على وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في المناهج وتخفيفها، وإضافة مواد تكسب مهارات لتجعل الخريج قادرا على العمل في مصنع أو مشروع تجاري. كما أقترح على الوزارة تكوين لجنة لتقويم المناهج من فترة لفترة، وأن نتجاوز الحساسية في تغييرأأأأنه المنهج.
الأمر الآخر تكوين لجنة من وزارة التربية والتعليم تقيم الخريجين من كل مرحلة لمعرفة مناسبتهم لسوق العمل، فإذا اكتشفت أنهم لا يصلحون لسوق العمل تقوم بتغيير المنهج والتنسيق مع طالبي العمل حول المعارف التي يرغبون في إكسابها للطالب.
للأسف نحن في المملكة العربية السعودية لدينا خوف من المساس بالمنهج، بينما نحن في واقع الأمر نحتاج إلى ثورة تعليمية يتم فيها تغيير المنهج وتطوير المعلم وتفعيل وسيلة التعليم لنخرج شبابا يكونون مكسبا لطالب العمل أينما ذهبوا.
فالهند مثلا حينما اتجهت إلى تعليم الحاسب الآلي اكتسحت مواقع التوظيف في هذه المهنة في كل أنحاء العالم. الهند حاليا تستعد عبر منافذ التعليم لديها لتخريج مصرفيين يسيطرون على المصارف في المنطقة العربية، لأنها عرفت أن المصارف العربية تعاني عجزا في هذا الموضوع. الفلبينيون مثلا حددوا أهدافا واضحة للعملية التعليمية، لذلك صمموا دبلومات بعد الثانوية العامة تخرج عاملين في الفئة الوسط، لذلك نراهم يسيطرون على وظائف التمريض، الكهربائيين، فنيي الأجهزة الإلكترونية، وغيرها من وظائف الدرجة الوسطى. لماذا؟ لأن العملية التعليمية لديهم لديها أهداف.
* كاتب سعودي [email protected]