أقدم بنك في العالم يطلب مساعدة حكومية لأول مرة منذ تأسيسه عام 1472

إنقاذ أحد أعرق البنوك البريطانية من الانهيار قبل 3 أيام من قمة لندن

TT

قبل ثلاثة أيام من قمة مجموعة العشرين بلندن، وفي علامة أخرى على أن الأزمة المالية العالمية لا تظهر أي بوادر انفراج، أُعلن أمس عن إنقاذ بنك «دانفرملين»، الذي يعتبر أحد أقدم المؤسسات المالية البريطانية، وأكبر «بنك تعاوني» في اسكتلندا من الانهيار بعد شرائه من قبل بنك «نايشون وايد» البريطاني. وقد تم الاستحواذ على «دانفرملين »، الذي أُسس قبل 140 عاما، بعد 48 ساعة من رفض الحكومة البريطانية إنقاذه من الانهيار، إثر إعلانه خسائر بقيمة 26 مليون جنيه استرليني، وإعلانها طرحه للبيع. وبموجب صفقة البيع التي سارعت الحكومة البريطانية و«البنك المركزي البريطاني» للتوصل إليها لمنع «دانفرملين» من الانهيار، سيحصل «نايشون وايد» على فروع البنك الاسكتلندي، إلى جانب القروض الجيدة والمدخرات، وفي المقابل ستتكفل الحكومة البريطانية بالأصول المتعثرة وما قيمته 1.5 مليار جنيه استرليني من الرهون العقارية السكنية والتجارية. وقد أعلن «نايشون وايد» أنه سيحافظ على الاسم التجاري للبنك الاسكتلندي «دانفرملين»، غير أنه لم يستبعد التقليل من عدد موظفي البنك، الذين يبلغ عددهم 500 موظف، مستثنيا من ذلك موظفي الفروع الذين تعهد بعدم اللجوء إلى تسريحهم إجباريا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وفي تأكيد آخر على أن الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعديد من البنوك والمؤسسات العالمية ما زالت تراوح مكانها، لجأ بنك «مونتي دي باسكي دي سيينا» الإيطالي، الذي يعتبر «أقدم بنك في العالم» إلى الحكومة الإيطالية لطلب المساعدة ، وذلك لأول مرة في تاريخه الذي يمتد إلى 537 عاما. وأعلن البنك الإيطالي أنه طلب مساعدة حكومية بضخ 1.9 مليار يورو ( 2.5 مليار دولار) في رأسماله؛ لمواجهة المصاعب المالية التي يعانيها. ويعتبر «مونتي دي باسكي دي سيينا»، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1472 بمدينة سيينا بمقاطعة توسكاني، من أكثر البنوك الإيطالية حاجة لضخ أموال في رأسماله. وحذا «مونتي دي باسكي دي سيينا» حذو الكثير من البنوك الإيطالية والأوروبية التي لجأت إلى طلب المساعدة الحكومية للتغلب على الأزمة المالية العالمية. و«مونتي دي باسكي دي سيينا» هو البنك الإيطالي الخامس الذي يطلب مساعدة الحكومة الإيطالية، والاستفادة من خطة لحكومة برلسكوني بقيمة 12 مليار يورو لدعم السيولة في القطاع المصرفي الإيطالي. وعلى صعيد متصل، أعلنت الحكومة الإسبانية مساء أول من أمس أن البنك المركزي الإسباني (بنك إسبانيا)، الذي لم يتأثر نظامه المصرفي بشكل كبير من جراء الأزمة المالية العالمية المستمرة، سوف يتدخل لإنقاذ مؤسسة المدخرات الإقليمية «كاجا كاستيلا لا مانتشا».

وقالت الحكومة إن بنك إسبانيا استحوذ علي مؤسسة «كاجا كاستيلا لا مانتشا»، وقام باستبعاد مجلس إدارته.

وعلق وزير الاقتصاد الإسباني بيدرو سولبس عقب اجتماع لمجلس الوزراء على عملية الاستحواذ قائلا «إن مؤسسة المدخرات كانت تعاني من مشكلة سيولة كبيرة».

وبحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، استبعد سولبس تقارير تفيد بأن مؤسسة «كاجا كاستيلا لا مانتشا» تعاني من عجز مالي يصل إلى 3 مليار يورو (4 مليار دولار)، ولكنه ألمح إلى أنه لا توجد مؤسسة مالية محصنة ضد الأزمة المالية العالمية.

وتجدر الإشارة إلى أن مدخرات المودعين، التي تصل إلى حوالي 17 مليار يورو في «كاجا كاستيلا لا مانتشا» مؤمن عليها.

وكان من ضمن المقترحات لإنقاذ مؤسسة «كاجا كاستيلا لا مانتشا» هو اندماجها مع بنك «يونيكاجا»، ولكن لم تتضح حالة هذه المقترحات.

ويقع المقر الرئيسي لمؤسسة «كاجا كاستيلا لا مانتشا» في مدينة سوينسا الواقعة في وسط إسبانيا. ويبلغ عدد المدخرين فيها نحو مليون شخص.

وفي ضوء الأزمة المالية العالمية، طلب اتحاد المصارف الإسبانية «سي إي سي إيه» مؤخرا مساعدة حكومية، وحذر الحكومة من عواقب التقليل من شأن الصعوبات التي يعمل في ظلها النشاط المصرفي.

وبسبب نظام المراقبة الصارم الذي تتبعه سلطات المراقبة المالية، فإن البنوك الإسبانية لم تصب بضرر كبير حتى الآن من جراء الأزمة، ولكن مع ذلك.. عانت بنوك الادخار في إسبانيا من قلة الائتمان، الناجمة عن انتهاء انتعاش سوق العقارات في البلاد.