البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي يستكمل منظومة خزن الوقود المكرر

محطاته الخمس توفر الوقود لفترات تتراوح بين 6 أشهر وعام

TT

أعلن البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي أمس أنه أنهى، بتدشينه أمس الأول موقع الخزن الاستراتيجي في القصيم، برنامجاً طموحاً يهدف إلى استحداث نظام أمن لتخزين المشتقات البترولية وتوفيرها لجميع القطاعات بهدف استخدامها في أوقات الأزمات والطوارئ، مضيفاً أنه بتدشين مشروع القصيم تكاملت منظومة الخزن الاستراتيجي للوقود المكرر في السعودية.

وقال مصدر في إدارة برنامج الخزن الاستراتيجي، وهو الجهاز المستقل الذي يرأسه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أن إدارة البرنامج سلمت مشروع القصيم إلى شركة أرامكو السعودية لتشغيله يوم أمس الأول بعد عام من إدارته من قبل البرنامج. وكان الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم دشن، نيابة عن ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، موقع الخزن الاستراتيجي في القصيم.

ويعتبر موقع الخزن الاستراتيجي في القصيم هو الخامس ضمن شبكة منتشرة في أنحاء السعودية، فقد سبقه افتتاح أربعة مواقع في الرياض وجدة وأبها والمدينة المنورة. وقال المصدر إن محطات الخزن الخمس قادرة على توفير الوقود للمناطق التي تتواجد فيها في مدة تتراوح بين 6 أشهر وعام واحد، مفيداً أن ربط المحطات بشبكة من الأنابيب وفرت على الاقتصاد الوطني الكثير من النفقات خاصة في مجال النقل والتوزيع.

وأضاف أن محطة التخزين في أبها التي تتصل بخط أنابيب طوله 254 كيلومتراً وارتفاعه نحو 3 آلاف متر عن سطح الأرض هو الأعلى من نوعه في العالم، وفرت تكاليف النقل لنحو 200 ناقلة للمنتجات النفطية. كما وفر مشروع الخزن في المدينة المنورة الذي يتغذى بخط أنابيب من مصفاة ينبع بطول 170 كيلومتراً نحو 200 ناقلة للمنتجات النفطية.

وأضاف المصدر أن المنتجات النفطية المخزنة يجري تدويرها عبر تداولها في الأسواق وتعويض الفاقد عبر خطوط الإمداد. مضيفاً أن هذه المحطات الخمس تسهم في رفع كفاءة إمدادات الطاقة في البلاد وتوفير الوقود في أوقات الأزمات والذروة.

وكانت شركة أرامكو السعودية اعتبرت، في بيان لها أول من أمس، أن مشروع الخزن الاستراتيجي عزز من قدرة الشركة على تلبية احتياجات السوق المحلية من هذه المنتجات في الظروف الموسمية والطارئة، وأتاح المخزون مرونة عالية في جدولة أعمال صيانة المصافي وتلافي أي نقص في إمداد المستهلكين بالمنتجات البترولية. وأشارت الشركة أن هذه الخطوة ستحقق من خلالها «أرامكو السعودية» معادلة التشغيل الأمثل لتلك المواقع بكل ما تعنيه من كفاءة في توفير الإمدادات البترولية، وضمان وصولها إلى جميع المستهلكين في الوقت المناسب وبأقل تكلفة.

كما أشارت إلى أن شبكة الأنابيب الضخمة التي تربط مواقع الخزن الاستراتيجي بمواقع الإمداد في «أرامكو السعودية»، وفّرت الكثير من النفقات. وأشارت إلى أن شبكة الأنابيب ستسهم في تقليل نقل الوقود بواسطة الناقلات البرية، والحدّ من وقوع الحوادث وتقليص الخسائر الناجمة عن حركة الناقلات في طريقها من وإلى مخازن الوقود.

يذكر أن البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي تم تأسيسه في منتصف الثمانينات الميلادية كجهاز مستقل، وقام البرنامج في بداية تأسيسه باستقطاب عد كبير من المهندسين السعوديين من الجامعات السعودية وذوي الخبرة من القطاعات الهندسية المختلفة واستعان بعدد من بيوت الخبرة العالمية في مجال الدراسات الجيولوجية والبيئية والإنشائية بهدف استحداث نظام أمن لتخزين المشتقات البترولية وتوفيرها لجميع القطاعات المهمة ودعم قطاع التوزيع والإمداد، وتم اختيار خمسة مواقع موزعة توزيعاً استراتيجياً في أنحاء السعودية (الرياض، جدة، أبها، المدينة المنورة، القصيم).

وقد تعاقد البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي مع شركات تنفيذ سويدية وعالمية تمتلك خبرة طويلة في مجال تخزين المنتجات البترولية تحت الأرض، وبدأ العمل أولا في موقع الرياض وتلته باقي المواقع الخمسة تباعاً. وبعد انتهاء كل موقع يقوم البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي بتعبئته بالمنتجات البترولية بأنواعها الثلاثة (بنزين، ديزل، وقود طائرات) وتشغيله لمدة سنة كاملة وبعد الاطمئنان على سير المشروع وإنهاء جميع الاختبارات التشغيلية بنجاح يتم تسليم الموقع لشركة أرامكو السعودية.