مستثمرون سعوديون وعلماء أجانب يطلقون شركة لتطوير أغشية «النانو»

تسعى إلى توطين التقنية برأسمال يتجاوز 266 مليون دولار

الأمير بدر بن سعود بن سعد آل سعود («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن في السعودية منتصف الأسبوع الجاري عن إطلاق شركة سعودية متخصصة في مجال الصناعات التقنية لأغشية النانو، وبرأسمال يتجاوز المليار ريال (266.6 مليون دولار). وستسعى الشركة الجديدة إلى تطوير تقنية أغشية النانو وتصنيعها في مجال صناعات متعددة التقنية وبمعايير عالمية، داخل السعودية.

الأمير بدر بن سعود بن سعد آل سعود رئيس مجلس إدارة مجموعة الشركة السعودية لصناعة وتطوير أغشية النانو، أكد من جانبه أن انطلاق الشركة الجديدة جاء بعد مفاوضات ومشاورات مكثفة استمرت لمدة تزيد على ثلاث سنوات مع شركات عالمية متخصصة في صناعة أغشية النانو، ليتوج الاتفاق على تأسيس شراكة استراتيجية مع شركاء مستثمرين وعلماء متخصصين في هذا المجال.

وأشار الأمير بدر بن سعود إلى أن الشركة ستقدم خدمات تختص بالعمل على تطوير تقنية أغشية النانو وتصنيعها في مجال صناعات متعددة، مفيدا أن هذه التقنية تعتمد على عمليات فصل المواد إلى أدق جزيئاتها (النانو) وتدخل في صناعات متعددة مثل صناعة تحلية ومعالجة المياه والصناعات النفطية ومجالات صناعة الأدوية والمواد الطبية والصناعات الزراعية والغذائية ومنتجات تقنية حماية وتلوث البيئة.

وقال الأمير بدر بن سعود «بفضل الله وتوفيقه وتشجيع خادم الحرمين الشريفين المستمر في دعم العلم والعلماء لتوطين هذه التقنية في المملكة لمصلحة المواطن والإنسانية عامة جعلني أتفرغ تماماً لمتابعة تطورات هذه التقنية على مستوى العالم والحمد لله تم الاتفاق لتوطين هذه الشركة في السعودية والاستفادة من تطبيق ابتكاراتها العلمية في تقنية أغشية النانو في مجال المياه».

وعد ما تم إنجازه بأنه من الفرص الحقيقية والنادرة لمواكبة دول العالم في استخدام وتقديم خدمات بتقنية النانو على مستوى عالمي بدل الاستعانة من مراكز أبحاث للاستشارة والتطوير من خارج المملكة. وأرجع ذلك لأن السعودية تعتبر أكبر دولة في العالم تنتج مياه محلاة من تحلية ماء البحر، مشيرا إلى أن ذلك يدفع لأن تكون المملكة الدولة الأولى من حيث إنتاج مستلزمات التشغيل المرتبطة بتقنية النانو في قطاع المياه لا سيما أن التكلفة الحالية للإنتاج عالية جداً وهناك زيادة مضطردة في حجم الاستهلاك. وأضاف أن خدمات الشركة ستصل إلى أنحاء العالم كافة، حيث أنها تتميز بتملك العديد من براءات الاختراع العالمية والابتكارات العلمية في تقنية أغشية النانو بالإضافة إلى عدة تقنيات غير مسبوقة علمية أخرى في مجال علم الهندسة الكيميائية والميكانيكية التي ستسهم في تطوير وتصميم طرق جديدة مبتكرة لعمليات هندسية مرتبطة بصناعات متعددة.

من جانبها، أشارت الشريفة زهرة إدريس بن علي الباحثة العلمية عضوة الفريق العلمي بالشركة والمتخصصة في الأحياء الدقيقة والجزيئية (ذات أبعاد النانو) إلى أن الاستفادة من الابتكارات العلمية في تطوير الأغشية ذات تقنية النانو لهذه الشركة ستساهم في تطوير أساليب حديثة في التنبؤ عن طرق أكثر أداء للأغشية ذات تقنية النانو ومعالجتها.

وأبانت أن ذلك سيؤدي لزيادة فعالية استخداماتها في عمليات الفصل والتعلق من خلال دراسة خصائص ثبات حركة الجسيمات الدقيقة (خلايا مختلفة، فيروسات) لقياس القوى، ليس على مستوى النانو فحسب بل على مستوى يصل إلى بيكو نيوتن (1 على ألف نانو) وهذه أول شركة في العالم ستقوم بتقدير قياس المعلقات غير المرغوبة والملوثة على هذا المستوى القياسي في تحلية ومعالجة المياه. وذكرت الباحثة السعودية أن توطين الشركة لتقنية النانو يفتح مجالا كبيرا أمام مراكز الأبحاث المحلية حيث سيتم تزويدها باحتياجاتها من هذه التقنية لتطوير أبحاثها وتطوير البحث العلمي للباحثين وستتاح لهم الفرص للاستفادة من هذه التقنية في المملكة لتطوير الصناعات المختلفة بطريقة أفضل فاعلية، مثل صناعات الأدوية المستهدفة للأمراض Targeted drugsكالمضادات الحيوية (للأمراض الفيروسية والخلايا السرطانية (Cancer Stem Cell، وفي استخدامات طبية والصناعات النفطية وغيرها من الصناعات العديدة التي تتعلق بعمليات فصل الجزيئات بعضها عن بعض بتقنية أغشية النانو.