«مانشستر يوناتيد» الإنجليزي يخطب ود مستثمرين سعوديين لرعاية النادي

بعد نجاح تجربته مع «الاتصالات السعودية».. وعدم تأثر المملكة بالأزمة المالية العالمية

يتمتع نادي مانشستر يوناتيد الإنجليزي بشعبية كبيرة في السعودية مما دفعه للبحث عن شركاء استراتيجيين لرعاية النادي (تصوير: علي العريفي)
TT

كشفت مصادر استثمارية لـ«الشرق الأوسط» أن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم بطل العالم للأندية وبطل أوروبا وإنجلترا بدأ بمخاطبة عدد من المستثمرين والشركات السعودية للدخول في رعاية النادي، وذلك في خطوة لتعزيز موارد النادي بعد المخاوف المستقبلية لعدم تجديد شركة «أميركان إنترناشيونال جروب» عملاق التأمين الأميركي الراعي الرئيسي للنادي الإنجليزي.

ويأتي تحرك النادي الإنجليزي في ظل ما أعلنته شركة التأمين الأميركية العملاقة «إيه.إي.جي» في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي أنها لن تجدد عقد رعاية نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بطل أوروبا والعالم.

حيث قالت الشركة الأميركية إنها تجري محادثات فعلية مع مانشستر يونايتد فيما يتعلق بعقد الرعاية الحالي للنادي الفائز بدوري إنجلترا الممتاز لكرة القدم، الذي ينتهي في مايو (أيار) من العام المقبل 2010، خاصة أن الشركة تعاني من تداعيات الأزمة المالية العالمية في عملياتها حول العالم.

وأوضحت المصادر أن مانشستر بدأ بإرسال عروضه للرعاية لبعض الشركات السعودية، تشمل رعاية سنوية بقيمة 50 مليون يورو تتضمن حصول الراعي على مميزات من خلال حضور المباريات وتخصيص مقاعد في المنصة الرئيسية لعملاء أو لمنسوبي تلك الشركات.

وذكرت المصادر نفسها أن تجربة «مانشستر يونايتد» مع شركة الاتصالات السعودية دفعت النادي الإنجليزي لتعزيز حضوره في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أن شهدت ساحة كرة القدم الإنجليزية دخول مستثمرين من الشرق الأوسط للاستثمار في كبرى الأندية الإنجليزية، كما حدت مع النادي الثاني في مدينة مانشستر عندما اشترته مجموعة أبوظبي للاستثمار قبل سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأضافت أن النادي الإنجليزي عزز من حضوره بعد النتائج الملموسة في شراكته مع شركة الاتصالات السعودية، خاصة أن منطقة الخليج العربي لم تتأثر بالشكل الكبير بتداعيات الأزمة المالية العالمية، خاصة السعودية التي استطاعت سياستها المالية أن تجعلها بمنأى عن أضرار الأزمة التي لحقت بالعالم أجمع. من جهته، قال محمد الفرج مدير عام الشؤون الإعلامية في شركة الاتصالات السعودية، إن الشراكة مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي أثبتت جدواها لكلا الطرفين، خاصة في ظل مسببات النجاح، عبر شعبية مانشستر يوناتيد في السعودية، وحجم عملاء شركات الاتصالات من جهة أخرى، الذين تفاعلوا بشكل ملفت، مما يعزز شراكة الاتصالات السعودية وبطل أندية العالم.

وأضاف أن المسؤولين في مانشستر يوناتيد لمسوا حجم شعبيتهم في السعودية بعد النتائج الجيدة التي حققتها الشراكة مع الاتصالات السعودية، الأمر الذي أوضح لهم مدى تفاعل الجمهور السعودي مع النادي الإنجليزي.

وعادت المصادر لتشير إلى أن مانشستر بدأ في إرسال عروضه للمستثمرين السعوديين من خلال دعوتهم لبحث أوجه التعاون في المجالات الاستثمارية المختلفة التي يقدمها النادي الإنجليزي.

وحسب موقع النادي الإنجليزي، فإن مجالات الرعاية متعددة، إلا أنها يجب أن تكون على المدى الطويل ولا يتم اختيار مباراة عن أخرى، في الوقت الذي يرعى «مانشستر يوناتيد» نحو 12 راعيا موزعين ما بين شركات تقدم الدعم المادي كشركة أميركان إنترناشيونال جروب، وشركة نايك الأميركية للملابس، التي تقدم قمصان النادي، بالإضافة إلى شركاء استراتيجيين كشركات التغذية، وشركاء جغرافيين كشركة الاتصالات السعودية، وشركات معدات رياضية، وغيرها من الشركات التي تدخل في شراكة مع النادي من أجل استخدام شعار النادي في منتجاتها.

من جهته أوضح محمد الحمران الرئيس التنفيذي لشركة «علامة» للاستشارات التسويقية أن بحث «مانشستر يوناتيد» لرعاة من السعودية طبيعي، في ظل عدم تأثر الكثير من الشركات في المملكة بالأزمة المالية العالمية، بالإضافة إلى الشعبية التي لمسها النادي الإنجليزي عند حضوره للسعودية في إحدى المناسبات.

وأضاف أن شراكة الاتصالات السعودية مع بطل إنجلترا وأوروبا أعطته دافعا للبحث عن شركاء جدد، لضمان إيجاد موارد مالية للنادي، خاصة أن اسم مانشستر يوناتيد يساعده على تسويق منتجاته بشكل كبير.

وأكد الحمران أن الرياضة حالها حال أي قطاع تجاري بعد أن تحولت إلى صناعة، يدخل فيها جميع العناصر، من صناع ومستهلكين ومسوقين، وبالتالي باتت تتعامل مثل أي قطاع إنتاجي يبحث عن مدخلات ومخرجات تجارية، مشيرا إلى أن الساحة الرياضية شهدت قبل فترة ضخ مبالغ كبيرة، من أجل الارتقاء بالصناعة، خاصة أنها قطاع تنافسي كبير، يوفر بيئة جيدة للاستثمار بشكل عام.