الأسهم السعودية تتجاهل قلق «النتائج الربعية» وتواصل الانتفاضة النقطية

وسط بقاء السيولة في مستويات مرتفعة

TT

واصلت سوق الأسهم السعودية انتفاضاتها النقطية دون اكتراث لطبيعة المرحلة الحالية المنتظر فيها إعلان النتائج المالية للربع الأول من العام الجاري، إذ بدا استمرار تواصل الروح المتفائلة في الاقتصاد العالمي منعكساً بشكل جلي في الأسواق المالية.

وتجاهلت سوق الأسهم القلق المصاحب لهذه الفترة في كل ربع سنة، إذ تبدو التداولات غير مستقرة وتتسم بالتذبذب، إلا أن الواقع الحالي في سوق الأسهم السعودية غير ذلك، حيث بدا المؤشر العام في غاية الاستقرار الفني مدعوماً بصعود متتالٍ في مؤشراته وتنامي أداء القطاعات العاملة وسط وفرة في السيولة لم تسجل بهذا المستوى منذ شهور.

واتضح جلياً انعكاس أجواء التفاؤل في الأسواق العالمية والاقتصاد الدولي بشكل عام مع إعلان حزمة النتائج العملية التي آلت إليها مجموعة العشرين خلال اجتماعاتهم في قمة لندن قبل أيام، إذ لا تزال الأسواق العالمية تعول عليها الكثير لتقوم بإصلاحه في المرحلة المقبلة.

وانقضى الربع الأول من العام الجاري قبل 7 أيام بينما يمكن للشركات المدرجة الكشف عن النتائج المالية الأولية لأعمالها خلال الربع من العام في مدة 15 جلسة تداول كما هو منصوص في أنظمة هيئة السوق المالية.

وأغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس على صعود نقطي جيد قوامه 81.5 نقطة، تمثل 1.6 في المائة من حجم المؤشر العام الذي توقف عند 5082.54 نقطة نهاية التعاملات، تم خلالها تداول 304.5 مليون سهم بلغت قيمتها الإجمالية 5.5 مليارات ريال (1.4 مليار دولار)، نفذت عبر 166.8 ألف صفقة منفذة.

وقال فهد العتيبي، محلل فني مستقل، إن هناك حركة إيجابية من خلال موجة صاعدة مرتدة متوقعة من مستوى 5100 إلى 5400 نقطة بعد ذلك يرشح أن تعاود سوق الأسهم الهبوط ولكن التوجه العام متفائل بناء على النموذج الفني المشروط.

ولفت العتيبي أن مستويات 4800 إلى 4500 ستكون مرشحة لاستقبال المؤشر العام مجدداً في حال ملامسة مستويات المقاومة السالفة، مضيفاً أن المؤشر العام سيسجل قيعاناً قريبة إلى نحو 3960 نقطة في أعنف سيناريو هبوط.

وقال العتيبي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بشكل عام ما زال لسوق الأسهم نموذج إيجابي يمكّن من استهداف أرقام عليا حيث يمثل السقف الأعلى للنموذج الفني الحالي 5580 نقطة»، مضيفاً أنه بعد هذا المستوى في حال الوصول إليه سيكون من الصعب الاستمرار، إذ لابد من جني أرباح لتهدئة المؤشرات.

وأضاف العتيبي أن المؤشرات الآنية ترى إمكانية الوصول إلى مناطق اختراقات عند 5400 نقطة و5580 نقطة تمثّل اختراق القناة الهابطة الكبرى إلا أن المرشح هو عملية جني أرباح قريبة، لافتاً إلى أنه برغم وجود عطاء متواصل من السوق إلا أنه لابد من تهدئة المؤشرات والتعرض لخسائر نقطية. أمام ذلك، كشفت تقارير مصرفية أمس عن توقعاتها بنمو الاقتصاد السعودي وقدرته على مقاومة الأزمة المالية العالمية، حيث ذكر بنك السعودي البريطاني (ساب) تقديره بارتفاع أداء الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة خلال العام الجاري مقابل 4.2 في المائة العام المنصرم، بينما قدرت شركة جدوى السعودية للاستثمار أن يبلغ النمو بحدود 0.2 في المائة.

ووفقاً لماجد الحربي، محلل فني سعودي، أن المحفزات المحيطة ترشح بقدرة المؤشر العام على الوصول إلى مستويات الاختراقات النقطية المشار إليها، إذ تكشف السيولة الموجودة وسرعة تدفقها إلى السوق وجود قدرة على الشراء واستغلال فرص السعرية المتاحة. وأضاف الحربي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المحفزات الأخرى تتمثل في توقعات إيجابية لبعض القطاعات الرئيسية في سوق الأسهم وكذلك بعض الشركات الأخرى، مما يدعم الموقف العام لحركة التداولات المنتعشة خلال هذه الفترة.