أمين اتحاد البورصات العربية: خسائر أسهم المنطقة 600 مليار دولار منذ 2008

اعتبر الارتداد القاسي طبيعيا بعدما ارتفعت الأسعار 141% بينما لم يزد الناتج القومي سوى 81%

TT

دعا فادي خلف، أمين عام اتحاد البورصات العربية، إلى المزيد من الرقابة والإفصاح والشفافية في الأسواق المالية العربية، ووضع الآليات الاستباقية التي يجب اتباعها خلال الأزمات، مثل آليات ضبط السوق عند انخفاض أحجام التداول، وتحديد الحالات القصوى التي تؤدي إلى إقفال السوق.

وأضاف خلف، خلال افتتاح المؤتمر الـ32 لاتحاد البورصات العربية أمس في الدار البيضاء، أن العالم عرف ما بين 1982 و2007 فترة ربع قرن من النمو المتواصل، تخللتها بعض الأزمات. وقال: «إن هذا النمو ترافق مع حالات من الجشع وأخذ المخاطر غير المجدية من قبل القيمين على العديد من الشركات، وها نحن اليوم ندفع الثمن باهظا من أجل العودة والانطلاق على أسس جديدة. فلا بد أن نأخذ العبر من الأزمة الحالية لكي لا ندفع الثمن مرتين».

وقال خلف إن خسائر أسواق المال العربية بلغت 600 مليار دولار منذ بداية سنة 2008 إلى الآن، وهبط مؤشر أسواق المال العربية خلال هذه الفترة بنسبة 64.76 في المائة مقابل 66.06 في المائة بالنسبة لمؤشر الأسواق الناشئة، و59.61 في المائة بالنسبة لسوق الأسهم العالمية في المتوسط.

وأضاف خلف أن الأسواق المالية العربية لم يكن بإمكانها تفادي الأزمة، لأنها كغيرها من الأسواق المالية العالمية عرفت ارتفاع أسعار الأسهم إلى مستويات عالية جدا. وأشار إلى أن أسعار الأسهم العالمية ارتفعت ما بين 1997 و2007 بنسبة 141 في المائة، فيما ارتفع حجم الناتج القومي العالمي خلال هذه الفترة بنسبة 81 في المائة، وبالتالي فقد قاربت نسبة ارتفاع أسعار الشركات ضعفي نسبة نمو إنتاجها. وأضاف خلف أنه كان طبيعيا أن تعرف أسواق المال العالمية حركة ارتدادية قاسية تعيد أسعار الأسهم إلى مستويات أكثر عقلانية.

ودعا عمر يدار، رئيس بورصة الدار البيضاء، إلى وضع خطة عمل لتحقيق التقارب في النظم والقوانين المهيكلة لأسواق المال العربية، والإدراج المزدوج للشركات العربية في بورصات بلدانها الأم، وفي باقي البورصات العربية، بالإضافة إلى صياغة خطة عمل لتشجيع حركة الرساميل الاستثمارية عبر قنوات أسواق المال العربية، وذلك كخطوة ضرورية في التقدم باتجاه اندماج أسواق المال العربية.

وقال يدار إن المؤتمر الـ32 لاتحاد البورصات العربية سيولي اهتماما خاصا بموضوع تبادل التجارب في مجال مواجهة آثار الأزمة، والخروج بتصور عربي مشترك للتنسيق في هذه الظرفية الصعبة. وأضاف يدار: «نتمنى صادقين أن تكون هذه الأزمة حافزا للتآزر والتعاون بين الإخوة مسؤولي أسواق الأوراق المالية في الأقطار العربية، أي نضع لبنة لإرساء أسس متينة لسوق عربية حصينة فاعلة، قادرة على فرض وجودها في عالم الغد الذي لم تتضح بعد معالمه، والذي أجمع الجميع من خبراء ومحللين على أنه سيختلف شكلا ومضمونا عن عالم ما قبل الأزمة». ومن جهته، دعا يوسف بنكيران، رئيس الجمعية المهنية لشركات الوساطة في البورصة، إلى إنشاء اتحاد عربي لشركات الوساطة في الأسواق المالية العربية من أجل تعزيز التعاون، ولعب دور في مجال التقارب بين أسواق المال العربية.