استبيان: السعودية وأبوظبي الوجهة المفضلة للمستثمرين في القطاع العقاري خلال العامين المقبلين

200 مستثمر يؤكدون تراجع أسواق المنطقة.. واقتصاد المملكة الأقل تأثرا بالأزمة

توقع أكثر من 200 مستثمر أن أداء الأسواق السعودية سيكون الأفضل خلال العام أو العامين المقبلين (أ.ف.ب)
TT

أكد استبيان اقتصادي نشرت نتائجه أول من أمس، أن السعودية وأبوظبي ستكونان الوجهة المفضلة للمستثمرين في القطاع العقاري خلال العامين المقبلين. وأكد نحو 200 مستثمر عقاري أن جميع أسواق المنطقة تعيش الآن مرحلة تراجع، بينما الاقتصاد السعودي هو الأقل تأثراً بالأزمة. ويرى نصف المستثمرين المستطلعة آراؤهم، بدء انتعاش الأسواق السعودية خلال 12 شهراً.

وأوضح التقرير الصادر عن شركة جونز لانغ لاسال للاستشارات العقارية، أن المستثمرين أخذوا يركزون خلال الشهور الستة الماضية على العوامل الاقتصادية الأساسية ومخاطر السوق والإجراءات الحكومية أكثر من أي وقت مضى. وتوقع أولئك المستثمرون بدء انتعاش الأسواق خلال فترة تتراوح بين 12 و18 شهراً، مؤيدين بذلك توقع تقرير (مينا هاوس) الصادر عن شركة جونز لانغ لاسال والذي يغطي منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليكون 2010 عام حصاد الدورة الاقتصادية الراهنة والعام الأمثل للاستثمار. ويغطي استبيان الشركة آراء نحو 200 من كبار المستثمرين العقاريين ومديري صناديق الاستثمار السيادية وأصحاب الثروات الكبيرة في المنطقة، ويوفر مؤشراً مثالياً على توجهات الأسواق العقارية في المنطقة. ووفقا للاستبيان فإن المستثمرين يرون أن أبوظبي ستكون أفضل أسواق المنطقة خلال الفترة المقبلة التي تتراوح بين 12 و24 شهراً. ويعتقد أولئك المستثمرون أن النمو المتوازن لاقتصاد أبوظبي حتى الآن، وثروتها النفطية الكبيرة والنقص النسبي للمساكن وسائر فئات الأصول في أسواقها، يجعلون من الإمارة الأكثر جاذبيةً استثمارياً من جميع الأسواق الكبرى الأخرى في المنطقة.

في حين اعتبر نحو ربع المستثمرين الذين تم استطلاع آرائهم، أن أداء الأسواق السعودية سيكون الأفضل خلال العام أو العامين المقبلين، ويعتقدون أن مدينتي جدة والرياض توفران أفضل الفرص الاستثمارية، بينما سوف تباشر المدن الاقتصادية السعودية الجديدة التأثير إيجابياً في الأسواق أواخر العام الحالي. كما سوف يواصل النقص الكبير في الوحدات السكنية وخاصةً في فئة ذوي الدخل المتوسط، تغذية الطلب في أكبر اقتصاديات منطقة الخليج. كما لاحظ المستثمرون المستطلعة آراؤهم، الإمكانيات الواعدة للسوق القطرية، وتوقع ضعف عدد المستثمرين الذين توقعوا ذلك في استبيان العام الماضي، تفوق أداء السوق القطرية على أداء أسواق سائر دول المنطقة. وتؤدي توقعات النمو القوي لإجمالي الناتج المحلي القطري والثروات الكبيرة التي يمتلكها المواطنون القطريون، إلى جعل قطر أكثر الدول تمتعاً بالحماية من الأزمة الاقتصادية العالمية في فترة قريبة. ويقول الاستبيان أن قيمة رؤوس الأموال والإيجارات لم تبدأ في الانخفاض في أسواق الشرق الأوسط، سوى في الربع الأخير من عام 2008، بينما كانت سائر أسواق العالم قد انخفضت قبل ذلك بشكل ملحوظ. مؤكدا في الوقت ذاته أن ردة فعل الأسواق العقارية للشرق الأوسط سريعةً نسبياً خلال الشهور الستة الماضية، وتكيفت الأسعار مع الحقائق الجديدة للأسواق.

ويشير الاستبيان إلى أن حكومات الشرق الأوسط استجابت بسرعةٍ لتحديات الأزمة، مقارنةً مع سرعة استجابة حكومات دولٍ أخرى ذات اقتصاد أكثر نضوجاً. كما يلفت التقرير إلى أن هذه الحكومات تبذل جهوداً منسقة لاستعادة استقرار الأسواق المالية والعقارية في المنطقة، بعد إجراء تقييم لمدى الأضرار التي لحقت بها.

وفيما يتعلق بأداء الأسواق العقارية في الشرق الأوسط، يقول الاستبيان إنه يواصل التفوق على أداء الأسواق العالمية، ويوضح التقرير أن المستثمرين يعتقدون أن أداء الأسواق العقارية في الشرق الأوسط سوف يتفوق على أداء أسواق سائر مناطق العالم خلال العامين المقبلين. ويرى 36 في المائة من المستثمرين المشاركين في الاستبيان، أن أداء الأسواق العقارية في الشرق الأوسط سيكون الأفضل عالمياً خلال الفترة المقبلة التي تتراوح مدتها بين 12 و 24 شهراً.

كما أكد المستثمرون لدى تقييمهم لأسواق المنطقة، أن هناك تحولا ملحوظاً في تركيز صناديق الثروات السيادية وكبار المستثمرين في المنطقة، لمصلحة أسواقهم المحلية.

واعتبر المستثمرون أن سوق دبي هي الأكثر تأثراً بالأزمة، وأنها ستكون بالتالي آخر الأسواق التي ستنتعش. «فقد تعرضت دبي إلى ضربةٍ مزدوجة تمثلت في تزامن الأزمة العالمية مع ارتفاع معروض الوحدات السكنية الجديدة في أسواقها العقارية. ومع حصول عمليات تكيف كبيرة في قيمة رؤوس الأموال والإيجارات، وقد تصبح دبي خلال الفترة المقبلة التي تتراوح بين 12 و 24 شهراً موطن بعض أكثر فرص الاستثمار العقاري جاذبية وعائداً في المنطقة. ويمكن القول بالتالي، إن الأسواق التي لم تتطور بنفس سرعة تطور أسواق دبي، وتمكنت من تعلم الدروس من نموذج دبي، تتمتع بحمايةٍ أفضل».

وقال ايان اوهان رئيس عمليات الاستثمار (مين) بشركة جونز لانغ لاسال «نلاحظ وجود الكثير من الإيجابيات في التقرير. ونرى في عودة المستثمرين إلى العوامل الاقتصادية الأساسية التي تحكم الاستثمار، مثل التركيز على العائد، نقطةً إيجابية على غرار توقع ظهور ضوء قريباً في نهاية نفق الأزمة العالمية الراهنة. ومع توقع أن تصبح أبوظبي والمملكة العربية السعودية الوجهة المفضلة للمستثمرين خلال السنوات القليلة المقبلة، تبدو منطقة مينا مستعدةً للنمو بشكل ملحوظ وكبير. ومع بدء ظهور مؤشرات انتعاش الاقتصاد العالمي على الساحتين العالمية والإقليمية، يبدو المستثمرون المخضرمون الذين يتفهمون أهمية انتهاز الفرص في الوقت المناسب، مصممين على عدم تفويت فرص الاستثمار المتاحة، وراحوا يبرمون الصفقات بالفعل».

ومن جهته قال أندرو شالرزورث رئيس استشارات تمويل الشركات بالشركة، إن المؤسسات وصناديق الاستثمار تعتبر عوامل حاسمة وحيوية في إعادة بناء ثقة المستثمرين بالاستثمار العقاري. «ولقد بدأنا نشاهد عودة اهتمام المستثمرين بالصناديق الخصوصية التي توفر استراتيجيات استثمارية صحيحة وإدارة احترافية موثوقة ودفقاً مستمراً لعمليات التملك».