«شموع سوداء» تلقي بظلالها على المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي

عودة قوية للسيولة لتتجاوز 2.2 مليار دولار

أفقدت جلسة أمس المؤشر العام أرباح 4 جلسات ماضية ليغلق عند مستوى 5250 نقطة (رويترز)
TT

ألقت الشموع السوداء الفنية بظلالها على المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي في ثاني تعاملاتها الأسبوعية وسط قيم تداول مرتفعة تجاوزت 8.4 مليار ريال (2.2 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 390 مليون سهم.

وجاءت تداولات الأمس مختلفة شكلا ومضمونا على يوم أول من أمس بعد أن حقق المؤشر العام ارتفاعا قويا ليعود في تعاملات الأمس بشكل مختلف بعد عمليات بيع كثيفة على الأسهم القيادية التي أفقدت المؤشر العام أرباح 4 جلسات ماضية ليغلق عند مستوى 5250 نقطة خاسرا 216 نقطة بنسبة 3.96 في المائة.

وشهدت الأسهم السعودية هبوطا متسارعا جراء التراجع في الأسهم القيادية التي سحبت معها 91 في المائة من الأسهم المتداولة حيث أغلقت 7 أسهم على النسب الدنيا المسموح بها في نظام تداول في حين ارتفعت 10 أسهم كان أبرزها سهم المملكة الرابح 9.8 الذي شهد تذبذبا كبيرا في حركة السعرية بحجم تداول وقيم سوقية لم نشهدها منذ أكثر من سنة.

ومن جهة أخرى، تصدر سهم «سابك» قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث القيمة تلاه مصرف الإنماء ثم الأسماك، في حين اعتلى مصرف الإنماء قائمة الأكثر نشاطا من حيث الكمية بأكثر من 40 مليون سهم تلاه المملكة، ثم سهم سابك. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أشار عبد القدير صديقي عضو جمعية الاقتصاد الدولي أن المؤشر العام شهد عملية جني أرباح عنيفة نتيجة التضخم في المؤشرات الفنية على المدى القريب، مشيرا إلى أن ارتفاع السيولة عند هذا المستوى يعتبر أمرا سلبيا، معززا بالقول «هناك عمليات تدوير واضحة شهدها السوق خلال يوم أمس».

وبين المحلل الفني أن الشمعة السوداء «ابتلعت» إغلاقات الجلسات الماضية التي تعتبر إشارة سلبية على المدى القريب، حيث أتى التأثير من الأسهم القيادية وتحديدا «سابك» و«سامبا» و«الراجحي» التي كانت في وضع فني سلبي نوعا ما.

من ناحيته، ذكر في حديث لـ«الشرق الأوسط» محمد الحارثي عضو جمعية الاقتصاد السعودي أن السوق يترقب نتائج «سابك» الربعية، مبينا أن هناك حالة من الاطمئنان من قبل المستثمرين بعد نتائج المالية للمصارف ومدى قوتها وعدم تأثرها بشكل سلبي من الأزمة المالية. وأفاد الحارثي أن الصور الفنية ما زالت إيجابية على المدى المتوسط والبعيد، بيد أن المؤشر العام ما زال خارج القناة الهابطة، مضيفا أن ما يجري بالسوق يعتبر صحيا بعد عمليات صعود متتالية من دون عمليات جني أرباح لتهدئة المؤشرات الفنية على المدى القريب.

وتوقع الحارثي أن موجة التصحيح قد تمتد إلى مستويات ما بين 4700 إلى 4950 نقطة فيما يعاود الصعود إلى مستويات 6500 نقطة على المدى البعيد.

من ناحية أخرى، لفت تقرير صادر عن شركة «جدوى» للاستثمار بأن أسواق الأسهم السعودية تواصل الاستفادة من الارتفاع في الأسواق العالمية، مشيرة إلى أن البيانات الاقتصادية تحسنت بالرغم من أن نتائج أرباح الشركات جاءت متباينة إلا أنها لم تفلح في وقف المد التصاعدي للسوق. وبين التقرير حدوث تحسن طفيف بعد ضعف شديد شهدته الأشهر القليلة الأخيرة، حيث ارتفع حجم القروض إلى القطاع الخاص في فبراير (شباط) لأول مرة منذ 3 أشهر كما خفت حدة التراجع في عدد صفقات منافذ البيع (أكثر المعايير قربا من مؤشر مبيعات التجزئة يتوفر في المملكة) وقفز إنتاج الأسمنت بنسبة 18 في المائة خلال الشهرين الأولين من عام 2009 مقابل ذات الفترة من العام الماضي.