أميركا: حديث عن انتحار المسؤول المالي في «فريدي ماك» للإقراض العقاري

أنباء عن دخوله في مناقشات حول مسؤولية إفلاس الشركة

TT

خلال ثلاثة أيام، وفي منطقة واشنطن العاصمة، وقعت ست حوادث انتحار وقتل لها صلة بالكارثة الاقتصادية التي تواجهها حاليا الولايات المتحدة. صباح أمس الأربعاء، وقد وجد ديفيد كلرمان، المسؤول المالي في مؤسسة «فريدي ماك» شبه الحكومية ميتا يرجح أنه انتحر. و«فريدي ماك» كانت من أوائل البنوك والمؤسسات المالية التي أفلست في بداية السنة، مع تفاقم الكارثة الاقتصادية.

وكان لإفلاس «فريدي ماك» صلة بقروض شراء عقارات، حيث كانت قدمت دعما حكوميا لشراء أكثر من عشرة ملايين منزل. ولكن، بسبب تسهيل شروط الإقراض، أصيب سوق المنازل والعقارات بانهيار، كان بداية الكارثة الاقتصادية الحالية.

لعشرين سنة تقريبا، عمل كلرمان في مؤسسة «فريدي ماك». وفي السنة الماضية صار مسؤولا ماليا. لكن يبدو أنه دخل في منافسات داخلية، وفي مناقشات حول الذين يتحملون مسؤولية الإفلاس. في ذلك الوقت، أسرعت وزارة الخزانة وأمطرت مساعدات على «فريدي ماك»، وأنقذتها من الإفلاس. لكن، استمرت المناقشات حول مسؤولية الإفلاس. وفي الشهر الماضي، استقال ديفيد موفيت، المدير التنفيذي لـ«فريدي ماك». ونشرت أخبار بأن للاستقالة صلة بهذه المناقشات. بالإضافة إلى «فريدي ماك»، توجد مؤسسة «فاني ماي» الفرعية والأصغر حجما. وأيضا، هي شبه حكومية. وتضمن المؤسستان أكثر من نصف قروض المنازل في الولايات المتحدة. وصباح أمس الأربعاء، أعلنت الشرطة تفاصيل انتحار كرستوفر وود، أيضا في ضاحية من ضواحي واشنطن، بعد أن قتل زوجته وأولادهما الثلاثة، وترك مذكرة قال فيها إنه انتحر بسبب الكارثة الاقتصادية، وخاصة فشله في دفع أقساط قرض عقاري وديون وصلت جملتها إلى قرابة نصف مليون دولار.

وقال في المذكرة إنه فشل في بيع المنزل بسبب الركود الاقتصادي. وإنه فقد وظيفة كانت تدر عليه ثمانية آلاف دولار تقريبا كل شهر.

وقالت الشرطة، بعد أن فحصت فواتير وبيانات مالية تابعة للعائلة، أن ربع مليون دولار تقريبا كانت ديون تراكمت بسبب استعمال الرجل وزوجته لبطاقات الديون.

خلال الشهور القليلة الماضية، زادت حوادث الانتحار بسبب الكارثة الاقتصادية. في سان هوزي بولاية كاليفورنيا، انتحرت أرملة عمرها تسعون سنة بعد أن أمرها البنك بأن تخلي منزلا سكنت فيه لأربعين سنة. وفي بدفورد بولاية ماساجوستس، انتحرت ربة بيت بعد أن أخفت على زوجها حقيقة وضع العائلة الاقتصادي. وأرسلت خطابا إلى البنك قالت فيه: «عندما يصلكم هذا الخطاب، أكون ميتة». وفي كانساس سيتي بولاية ميسوري، انتحرت كارلين بولدراما بعد أن خرجت من مكتب شركة تأمين رفضت تأمين منزلها.

ويتوقع خبراء وأطباء نفسانيون أن تستمر حوادث الانتحار بسبب الكارثة الاقتصادية. وفي الأسبوع الماضي، نشر مركز «غالوب» للاستفتاءات أن أقل من عشرة في المائة من الأميركيين قالوا إنهم مرتاحون للوضع الاقتصادي الحالي. وأن هذا أقل رقم منذ أن بدأ المركز يسأل هذا السؤال قبل خمسين سنة.