لبنان يتهيأ لموسم سياحي أفضل من العام 1974.. والإشغال الفندقي تضاعف

في ضوء تعزيز تجهيزات المطار ورحلات الميدل إيست

تدل الإحصاءات الأخيرة إلى أن الإشغال الفندقي في لبنان بلغ 62 % في الشهرين الأولين من العام الحالي (أ.ف.ب)
TT

تتواصل التحضيرات الرسمية والخاصة في لبنان من أجل موسم سياحي يتوقع له المعنيون نجاحا يفوق النجاح الذي حققه في العام 1974، ويستدل على ذلك بحجز مقاعد الطائرات المتوجهة إلى بيروت منذ مطلع الشهر الجاري، سواء من الدول العربية أو الدول الغربية، وأستراليا وحتى أفريقيا، على الرغم من جو الانتخابات النيابية الضاغط، وتداعيات الأزمة المالية العالمية.

وفي مجال التحضيرات، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست)، الناقلة المحلية الوحيدة في لبنان، محمد الحوت، عن برنامج جديد للرحلات بدأت الشركة اعتماده منذ 29 مارس (آذار) الماضي. وهو يتناول زيادة الرحلات بنسبة كبيرة ولا سيما من السعودية والكويت والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، واعتماد رحلات مباشرة إلى بعض العواصم وزيادتها تدريجيا. وعلى سبيل المثال هناك 11 رحلة يوميا إلى الرياض وجدة ومدينة الكويت، وابتداء من 17 مايو (أيار) ستكون هناك 25 رحلة أسبوعيا إلى باريس.

وفي مجال التحضيرات أيضا، قام وزراء السياحة والداخلية والأشغال العامة، إيلي ماروني وزياد بارود وغازي العريضي، بجولة استطلاعية مشتركة لـ «سد النواقص والحاجات» في المطار، شارك فيها كبار موظفي السياحة والمطار، وأسفرت عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات منها رصد 16 مليون دولار لشراء تجهيزات أساسية لتفعيل قطاعات مختلفة في المطار، وقد بدأت هذه التجهيزات بالوصول فعليا، ومنها آلات لكشف ومراقبة طرود الشحن الكبيرة، فضلا عن التجهيزات العادية المتعلقة بالنظافة وتسيير العمل اليومي داخل المطار.

وكشف وزير السياحة، من جهته، أن وزارته وقعت اتفاقيتين جديدتين للسياحة مع بولونيا وفنزويلا، من ضمن سلسلة اتفاقيات، لاجتذاب السياح والمغتربين إلى لبنان، علما أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية صنفت بيروت أول مقصد سياحي في قائمة 44 مقصدا سياحيا العام 2009، بدليل الاستمرار في إنشاء الفنادق الجديدة كالـ «فورسيزونز» و«لوغراي».

وتدل الإحصاءات الأخيرة إلى أن الإشغال الفندقي بلغ 62 في المائة في الشهرين الأولين من العام الحالي، في مقابل 38 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي، وهكذا احتل لبنان المرتبة 19 في تصنيف مؤسسة «إرنست آند يونغ» بين 22 دولة شرق أوسطية بعدما جاء في المرتبة الأخيرة في نهاية فبراير (شباط) 2008، وعلى صعيد النمو في الإشغال الفندقي احتل المرتبة الأولى، فيما استفادت فنادق المقاصد الأخرى من نسبة إشغال مرتفعة العام الماضي في الوقت الذي كان لبنان يعاني من عدم استقرار سياسي وأمني.

ويؤكد ماروني «أن المؤشرات السياحية الحالية يمكن البناء عليها للقول إن العام 2009 سيتخطى العام 1974 لجهة أعداد السياح التي ستؤم لبنان، والتي بلغت في ذلك العام 1.4 مليون سائح، وشكلت العائدات السياحية آنذاك ما يمثل 25 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، فيما لا تصل اليوم إلى ما نسبته 7 في المائة، ومما سيسهم في تعزيز «الموسم» في الصيف المقبل هو الإقبال الشديد على الانتخابات النيابية، ومشاركة نحو 3 آلاف شاب وشابة في مؤتمر الفرانكفونية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، واعتماد بيروت عاصمة للكتاب.

ويعرب نقيب وكالات السفر والسياحة في لبنان، جان عبودن لـ «الشرق الأوسط» عن تفاؤله لما يحمله العام 2009 على مستوى القطاع السياحي، متوقعا نموا يزيد على 22 في المائة لسوق قطع التذاكر بالمقارنة مع العام 2008. وأكد أنه «في الوقت الذي تتراجع فيه صناعة الطيران في العالم، فإن لبنان يسير بعكس التيار لجهة زيادة عدد الرحلات من وإلى لبنان».

وتدل الإحصاءات الجديدة الصادرة عن وزارة السياحة أن مداخيل الفنادق فئة 5 نجوم حققت زيادة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي فاقت 54 في المائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، و20 في المائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام 2004. ومن إحصاءات العام الماضي أن عدد الليالي التي أمضاها السياح في الفنادق زادت بنسبة 47.5 في المائة عن السنة 2007، فيما حقق المدخول زيادة بالنسبة نفسها تقريبا، وتوزع السياح على 168 بلدا. وشكل الرعايا العرب، بمن فيهم اللبنانيون، 74.4 في المائة من إجمالي عدد السياح في العام 2008، وأمنوا 7.06 في المائة من الليالي.