الإطاحة بلويس من رئاسة «بنك أوف أميركا» مع بقائه رئيسا تنفيذيا

المستثمرون الغاضبون اعتبروه مسؤولا عن سلسلة من الإجراءات الخاطئة

TT

يوم الأربعاء، علا التصفيق داخل مسرح بيلك، تحية لنجم في عالم التمويل الأميركي يخبو ضوؤه: إنه كينيث لويس، رئيس «بنك أوف أميركا» المحاصر. ولكن، هذا القدر من هتاف التحية من جانب الموظفين الذين يدينون بالولاء له لم يزحزح حملة الأسهم قيد أنملة، فقد جرد لويس، الذي ساعد على جعل «بنك أوف أميركا» البنك الأكبر في الولايات المتحدة، من لقب الرئيس، فيما مثل ضربة شديدة تجعل من مكانته وإرثه تكتنفهما الكثير من الشكوك. وخلال اجتماع عام يعقد بصورة سنوية ظهر فيه الكثير من الخلاف، قال المستثمرون الغاضبون إن لويس مسؤولا عما يرونه سلسلة من الإجراءات الخاطئة جعلت من البنك، الذي كان يوما يتمتع بالقوة، يأخذ مساعدات حكومية مرتين. وبالنسبة للويس، فإن الخبر غير السار وصله بعد الساعة السادسة مساء بقليل، بعد اجتماع بدا أنه جذب الكثيرين في مدينة تشارلوت، حيث يقع مقر «بنك أوف أميركا» شامخا يناطح السحاب. وعلى الرغم من أن لويس سيبقى رئيسا تنفيذيا، وعلى الرغم من الدعم الذي عبر عنه مجلس الإدارة بالإجماع له، فإن الكثيرين داخل وخارج البنك يتساءلون هل سيمكنه البقاء. ويواجه لويس تحديات كبرى، ويفقد الكثير من مستثمريه صبرهم. وحتى بعد الحصول على مليارات من الدولارات من أموال دافعي الضرائب، يقول بعض المحللين، إن البنك ما زال يحتاج إلى المزيد لدعم مصادر تمويله الضعيفة. ويذكر أنه منذ فترة ليست بالبعيدة، كان هناك احتفاء برؤية لويس، وكانت عملية الاستحواذ الجريئة التي قام بها لـ«ميريل لينتش» الخطوة الأخيرة ضمن سلسلة من عمليات الاستحواذ الكبيرة التي ساعدت على تحويل «بنك أوف أميركا» إلى كيان له قدر كبير من الأهمية على المستوى الوطني. ولكن، كان هذا هو الحال في ذلك الوقت. والآن، ثمة انتقادات كثيرة موجهة إلى لويس، بسبب الدفع أكثر مما ينبغي مقابل «ميريل»، الذي جعل خسائر «بنك أوف أميركا» تؤدي أن يطلب خطة إنقاذ ثانية من واشنطن. ولكن، بحلول السابعة صباحا يوم الأربعاء، كانت الطواقم الإخبارية تقف خارج البنك متوقعة حسم القضية، وشق الموظفون الطريق خلال الحشد المتنامي. انتقل جوناثان فينغ، وهو من حملة الأسهم البارزين في البنك ومن منتقدي لويس، من كاميرا إلى أخرى. ورفع عدد قليل من المتظاهرين علامات، وكان من بين المحتجين جودي كونيك، التي ارتدت قميصا كتبت عليه عبارة تلخص نظرة منتقدي لويس: «افصلوه!!! افصلوا كينيث لويس». وبعد ذلك امتلأ «مسرح بيلك» بالناس، وتدفق المحتشدون عبر الرواق، حيث كان ينظر حشد آخر إلى شاشات فيديو. وقالت متحدثة باسم البنك: إن العدد بلغ 2200. ورحب الكثيرون بالسيد لويس، فهو الرجل الذي ساعد على وضع تشرلوت على الخريطة المالية العالمية، واستمر التصفيق لأكثر من نصف دقيقة، وأخذ حملة الأسهم يتناوبون على الميكروفون لتقديم شهاداتهم. وقال لويس: «لا تعد عمليات الاستحواذ هذه أخطاء يجب الندم عليها، فهي تبدو كعمليات ناجحة تحتاج إلى الاحتفاء بها، نحن نؤسس لهذه الشركة على المدى البعيد».

وبصورة تدريجية، أخذ الحشد يقل، وبعد أربع ساعات، انفض الاجتماع مع بقاء مصير لويس غير معروف. وقد أدلى الكثير من حملة الأسهم بأصواتهم، ولذا احتاجت عملية إحصاء الأصوات وقتا أكثر مما كان متوقعا. ويقول روبرت سيكلر، وهو متحدث باسم البنك، إن بعض كبار حملة الأسهم قالوا: إنهم صوتوا لرفع لقب الرئيس عن لويس بسبب مخاوف ذات صلة بإدارة المؤسسة، وليس لأنهم لا يدعمون لويس. وفي النهاية، كان الختام: فضل 50.34 في المائة من حملة الأسهم، 25 مليون صوت، رفع لقب الرئيس عن لويس. واختار الثلث إخراجه من هيئة مجلس الإدارة كلية. وحتى قبل أن تكون عملية فرز الأصوات نهائية، كان مديرو البنك ينظرون في استبدال لويس كرئيس لأنه كان واضحا أنه خسر دعم عدد كبير من حملة الأسهم.

* خدمة «نيويورك تايمز»