فيات تتطلع للاستحواذ على شركة أوبل الألمانية

بعد صفقة كرايسلر التاريخية

TT

أعرب خبير ألماني متخصص في مجال السيارات عن اعتقاده بأن رغبة شركة فيات الإيطالية للسيارات في التدخل في أزمة أوبل الألمانية المتعثرة المملوكة لمجموعة جنرال موتورز الأميركية صارت أقوى بعد إعلان تحالف فيات مع شركة كرايسلر الأميركية يوم الخميس.

وقال خبير السيارات فرديناند دودنهوفر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «ستكون فيات أكثر شراسة في تتبع تطور مسألة أوبل وذلك من أجل الاستفادة من الضمانات الحكومية لأوبل التي تقدر 3.3 مليار يورو لتخفيف أعباء اتفاقها مع كرايسلر».

وطالب دودنهوفر الحكومة الألمانية بالتأني في دراسة ما إذا كانت فيات تقدم وعودا مبالغا فيها من أجل الفوز بصفقة أوبل.

من ناحية أخرى، يرى دودنهوفر الأستاذ بجامعة دفيسبورغ إيسن أن شركة ماجنا الكندية النمساوية للصناعات المغذية لصناعة السيارات تمثل الشراكة الأفضل لأوبل. وأضاف أن ماجنا جديرة بالثقة وتمتلك الكفاءة العالية لتقديم حل ملموس في هذا الشأن.

كما أن الدخول المحتمل لشركة «جاز» الروسية للسيارات في الصفقة مع ماجنا من شأنه، حسب اعتقاد دودنهوفر، أن يدعم مركز أوبل في فتح سوق مستقبلية في روسيا. الجدير بالذكر أن شركة كرايسلر ثالث أكبر منتج للسيارات في الولايات المتحدة أعلنت أمس تقديم طلب إلى إحدى محاكم نيويورك لحمايتها من الإفلاس بعد فشل محاولاتها للتوصل إلى اتفاق مع دائنيها لاستعادة الاستقرار المالي. في حين أكد الرئيس الأميركي أوباما الذي سبق أن تنبأ بإشهار إفلاس شركة كرايسلر المتعثرة دخولها في تحالف مع فيات الإيطالية للسيارات لتشكيل سادس أكبر شركة سيارات في العالم.

وكانت مصادر حكومية أميركية أشارت الخميس إلى استحواذ فيات على نسبة 20% من كرايسلر وعزمها زيادة الحصة إلى 35% في وقت لاحق. ومن ناحية أخرى قال الرئيس التنفيذي لشركة فيات الإيطالية لصناعة السيارات في حديث نشر أمس الجمعة إن مشروع الشركة القادم هو التوصل إلى اتفاق مع شركة أوبل الألمانية بعد تحالف تاريخي مع كرايسلر الأميركية.

وقال سيرجيو مارتشيوني لصحيفة لاستامبا إن فيات ملتزمة كذلك بإيطاليا لكنها تحتاج للعمل مع الحكومة والنقابات العمالية لحل «المشاكل الهيكلية». وأضاف مارتشيوني الذي ظهر باعتباره مشتريا محتملا لوحدة جنرال موتورز في ألمانيا «يتعين علينا الآن التركيز على أوبل. إنهم أفضل شريك بالنسبة لنا».

وحتى بعد صفقة كرايسلر قال مارتشيوني «لم أتخل للحظة واحدة عن التزامي بالنظام الايطالي». وقال «بالتعاون مع النقابات والحكومة سنتمكن من مواجهة المشكلات الهيكلية وأن نحافظ على التزاماتنا تجاه العاملين».

وكانت كرايسلر لصناعة السيارات تقدمت بطلب لإشهار إفلاسها أمس الخميس وأعلنت اتفاقا مع شركة فيات الإيطالية بعد أن تضررت من انخفاض مبيعات السيارات وعدم قدرتها على التوصل لاتفاق لإعادة هيكلة ديونها. ورغم مفاوضات مكثفة دامت أسابيع فشلت كرايسلر في حشد تأييد كامل من مقرضيها لتجنب أول حالة إشهار إفلاس لشركة كبرى لصناعة السيارات في الولايات المتحدة.

وأشاد الرئيس باراك أوباما بالخطوة باعتبارها حاسمة لإنقاذ 30 ألف وظيفة في كرايسلر التي تملك سيربيرس كابيتال جروب حصة الأغلبية فيها ومئات الألوف من الوظائف لدى الموردين والمتعاملين مع الشركة.