تراجع إنتاج الغاز الروسي إلى أدنى مستوياته في 10 سنوات

متأثرا بتدهور الطلب الأوروبي.. فيما واصل إنتاج النفط ارتفاعه

TT

تراجع إنتاج الغاز الطبيعي لشركة «غازبروم» الروسية العملاقة أكثر من الربع الشهر الماضي، ليصل إلى أدنى مستوياته في عشر سنوات، مواصلا انحداره المطرد في رد فعل على تدهور الطلب الأوروبي. في المقابل أظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أمس استمرار ارتفاع إنتاج النفط في أبريل (نيسان)، رغم المخاوف من أنّ تدني سعر الخام وتباطؤ الاستثمار قد يفضي إلى تكرار الانخفاض الذي شهده العام الماضي. وفي أبريل (نيسان) بلغ إنتاج «غازبروم» من الغاز 1.15 مليار متر مكعب يوميا، أي بانخفاض سبعة بالمائة من 1.24 مليار متر مكعب في مارس (آذار) 2009، وانخفاض 28 بالمائة من 1.60 مليار متر مكعب في أبريل (نيسان) 2008. وبحسب تقرير لـ«رويترز» يقول محللون إن مثل هذه المستويات المنخفضة لم تشاهد منذ عشر سنوات، لكنهم يتكهنون بتحسن في النصف الثاني من العام عندما تلحق أسعار الغاز كما هو متوقع بسعر النفط المنخفض الذي تقتدي به، متأخرة نحو ستة إلى تسعة أشهر. وفي الوقت الحالي يعمد المستهلكون الذين تشتد حاجتهم للسيولة إلى تأجيل المشتريات لحين انخفاض سعر الغاز، ويلجأون إلى أنواع وقود بديلة. ويأتي نحو 80 في المائة من إنتاج الغاز الروسي من «غازبروم» التي تمد أوروبا بربع حاجاتها من الغاز، وتعد أكبر منتج للوقود في العالم. وتنتج النسبة الباقية شركات غاز أصغر أو شركات نفط رئيسية، وتظهر الأرقام أن «نوفاتك»، ثاني أكبر منتج روسي للغاز، استخرجت 2.5 مليار متر مكعب في أبريل (نيسان)، وذلك دون تغير يذكر على أساس سنوي وبانخفاض طفيف عن مارس (آذار) 2009. كانت الشركة تعتزم زيادة الإنتاج عشرة بالمائة هذا العام، وكانت «غازبروم» التي تسيطر على كل خطوط الأنابيب الرئيسية في روسيا قالت إنها ستطلب من المنتجين المستقلين كبح الإنتاج لتحمل جانب من عبء انخفاض الطلب. وبلغ إجمالي إنتاج الغاز الروسي في أبريل (نيسان) 1.47 مليار متر مكعب يوميا، وذلك بانخفاض سبعة بالمائة من 1.58 مليار متر مكعب يوميا في مارس (آذار)، وانخفاض قدره 23 في المائة من 1.92 مليار متر مكعب يوميا في أبريل (نيسان) 2008. في غضون ذلك أظهرت البيانات زيادة إنتاج النفط 0.5 في المائة إلى 9.85 مليون برميل يوميا الشهر الماضي من 9.8 مليون في مارس (آذار)، وبزيادة 1.3 في المائة من 9.72 مليون برميل يوميا في أبريل (نيسان) 2008.

وفاجأ إنتاج النفط الروسي الخبراء في الشهور الأخيرة بصعوده على عكس التوقعات، نظرا لتدني أسعار الطاقة وانخفاض استثمارات التنقيب والإنتاج. وروسيا ثاني أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، وقد تراجع إنتاجها نحو واحد بالمائة العام الماضي بسبب تقادم الاحتياطيات وانخفاض أسعار الخام. ويثير هذا القلق في بلد تعتمد ميزانيته بشدة على عائدات تصدير النفط، وبلغت صادرات النفط عبر خطوط الأنابيب 4.37 مليون برميل يوميا في أبريل (نيسان)، أي بزيادة 3.6 في المائة من 4.22 مليون برميل يوميا في مارس (آذار)، لكنها تراجعت 3.3 في المائة من 4.52 مليون في أبريل (نيسان) من العام الماضي. وأبقت «روسنفت»، أكبر منتج للنفط في البلاد، إنتاجها مستقرا الشهر الماضي قياسا إلى أبريل (نيسان) 2008.