«فيات» الإيطالية تسعى لإنشاء أول إمبراطورية أوروبية في قطاع السيارات

تنوي ضم «أوبل».. ووزير الاقتصاد الألماني يرى العرض «مثيرا للاهتمام»

تنوي فيات إبقاء علامة أوبل التجارية في حال تمت صفقة الاستحواذ (إ.ب.أ)
TT

بدأ عملاق صناعة السيارات الإيطالي «فيات» العمل نحو إنشاء أول إمبراطورية في قطاع السيارات الأوروبي من خلال الاستحواذ على وحدات «جنرال موتورز» الأوروبية التي تتكون من «أوبل» و«فوكسول». وأفاد وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور غوتنبرغ، أمس، بعد اجتماعه مع الرئيس التنفيذي لـ«فيات» سيرجي مارشيوني، أن المجموعة الإيطالية تنوي الاستحواذ على وحدة «أوبل» الألمانية من دون تراكم أية ديون وستبقي وحدات تجميع السيارات الرئيسية في ألمانيا إذا تمت الاتفاقية بنجاح. وأفاد غوتنبرغ بعد اجتماعه مع مارشيوني أن الاتفاقية تتطلب تمويلا قصير الأمد من قبل «فيات» يقدر بحوالي 6.6 إلى 9.3 مليار دولار على المستوى الأوروبي. ووصف الوزير الألماني العرض الإيطالي بـ«المثير للاهتمام»، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية بحاجة إلى النظر فيه بإمعان قبل الوصول إلى قرار نهائي. وأضاف الوزير أن «فيات» تعتزم من خلال المحادثات الإبقاء على العلامة التجارية لـ«أوبل». من جهة أخرى، أكد خبير السيارات الألماني فيردناند دودنهوفر أن شراء شركة «فيات» الإيطالية للسيارات المحتمل لـ«أوبل» الألمانية ينطوي على مخاطر ملموسة.

وقال البروفسور دودنهوفر في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية أمس، في مدينة ايسن غرب ألمانيا «المخاطرة المالية لأوبل ستزداد (إذا تمت صفقة الاستحواذ من قبل فيات)». ورأى الخبير الألماني أن شركة «أوبل» المتعثرة المملوكة لـ«جنرال موتورز» الأميركية التي تواجه خطر الإفلاس ستفقد من خلال تعاونها مع «فيات» الإيطالية إمكانية أن يكون لها حضور في السوق الروسي المتنامي للسيارات ولن تستطيع تطوير تقنيات مهمة.

كما أشار دودنهوفر، الأستاذ بجامعة ديوسبورغ ايسن الألمانية، إلى أن «فيات» تركز على موديلات مشابهة للماركات التي تنتجها «أوبل»، مضيفا: «كلا الشركتين تتنافسان على استقطاب نفس العملاء في السوق الأوروبية».

وقال غوتنبرغ أمس في برلين، إن حكومة برلين ستنظر في أي عروض أخرى لشراء شركة «أوبل» المتعثرة التي تمتلكها «جنرال موتورز» الأميركية العملاقة للسيارات، والتي تواجه خطر الإفلاس.

وجاءت التصريحات قبل ساعات قليلة من لقائه مع رئيس المجموعة الإيطالية. وكشف ماركيوني في حديث مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن خطط لدمج قطاع السيارات في مجموعة «فيات» مع شركة «كرايسلر» التي اشترت «فيات» حصة كبيرة فيها مؤخرا وفرع «جنرال موتورز» في أوروبا «أوبل»، مضيفا: «من وجهة النظر التكنولوجية والصناعية، فهذا زواج أبرم في السماء».

وقال وزير الاقتصاد الألماني إنه يريد أن يرى بيانات محددة بشأن أي عرض لشراء «أوبل» مضيفا: «لا يسعني إلا أن آمل أن نحصل على بيانات وحقائق يمكن التعويل عليها». وأكد الوزير أن هذه البيانات ستكون العنصر الحاسم في نجاح أي صفقة استحواذ على «أوبل».

وقال ماركيوني إن استحواذ «فيات» على «أوبل» لن يؤدي إلى إغلاق أي من مصانع «أوبل» في ألمانيا. غير أن صحيفة «فاينانشيال تايمز» توقعت أن تؤدي صفقة استحواذ «فيات» على «أوبل» إلى فقدان ما يصل إلى تسعة آلاف وظيفة في أوروبا.

ومن المنتظر أن توقف شركة «كرايسلر» الأميركية إنتاجها من السيارات بشكل شبه تام خلال الأسبوع الجاري.

وأوقفت الشركة المزيد من مصانعها في الولايات المتحدة بدءا من أمس، وذلك بعد أن كانت أقد أغلقت مصانع لها في كندا. ومن المنتظر أن تغلق الشركة بقية مصانعها في أميركا خلال الأسبوع الجاري. وتعتزم «كرايسلر» وقف الإنتاج لمدة 60 يوما بعد تقدمها الأسبوع الماضي بطلب إلى السلطات القضائية لحمايتها من الدائنين، وذلك بعد أن أتمت «فيات» حصة كبيرة في «كرايسلر» لتصبح ثالث أكبر مساهم في الشركة الأميركية بعد حصولها على 20 في المائة من أسهم الشركة التي أعلنت إفلاسها.

وتسعى «كرايسلر» إلى ترتيب أوضاعها المالية خلال الستين يوما القادمة بعد تقديم طلب حمايتها من الدائنين، حيث تأمل في خفض ديونها بشكل هائل والتخلص من الكثير من أعبائها المالية القديمة.