حصة الصباح لـ «الشرق الأوسط»: معظم استثمارات المرأة العربية لم تتأثر بالأزمة المالية

دعت سيدات الأعمال السعوديات لتحريك استثماراتهن العقارية المقدرة بـ32 مليار دولار

الشيخة حصة الصباح («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت الشيخة الدكتورة حصة سعد الصباح، رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب، أن معظم استثمارات المرأة العربية ظلت بمأمن عن تداعيات الأزمة المالية، مرجعة ذلك إلى سيطرة القطاع العقاري على مجمل هذه الاستثمارات، إلى جانب ما وصفته بميزة العقار في عدم استجابته لتدهور الوضع الاقتصادي. فيما طالبت سيدات الأعمال السعوديات اللائي يقدر حجم استثماراتهن العقارية بنحو 120 مليار ريال (32 مليار دولار) بتحريك هذه الاستثمارات والتوجه لتأسيس مؤسسات وشراكات عقارية كبرى.

ودعت الصباح سيدات الأعمال السعوديات لإيجاد جمعية تمثلهن على غرار المعمول به في معظم دول الخليج، مؤكدة أن مشاركة المرأة السعودية بالمجلس ما زالت فردية، وهو ما جعلها ترى أن مثل هذه الجمعية من شأنها أن تعزز من حضور المستثمرات السعوديات، وأشارت إلى كون ما ينقص سيدة الأعمال السعودية هو الثقة بالنفس أو المجال الذي تخوضه، فيما أفادت بتوجه المستثمرات العربيات مؤخرا للتكتل الاقتصادي في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

والتقت «الشرق الأوسط» مع الصباح على هامش منتدى المرأة الاقتصادي الثاني الذي عقد في مدينة الخبر يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، التي تعد أحد مؤسسي مجلس سيدات الأعمال العرب الذي أنشئ قبل نحو 10 سنوات. ذلك إلى جانب ترؤسها للجنة سيدات الأعمال العربيات الأميركيات بالولايات المتحدة الأميركية.وتعد الصباح من أبرز الوجوه النسائية المؤثرة في الاقتصاد العربي، بينما تؤكد أن الدول والحكومات العربية تنبهت مؤخرا لضرورة تمكين المرأة في عجلة الاقتصاد، مما تراه دعم سيدات الأعمال العرب.. وإلى نص الحوار:

* ما الخطط والمشاريع التي يعمل عليها مجلس سيدات الأعمال العرب حاليا؟

ـ لدينا عدة مشاريع، من أبرزها أننا الآن بصدد إنشاء شركة عقارية مساهمة تجمع أعضاء مجلس سيدات الأعمال العرب، بالإضافة إلى مشروع زراعة في السودان، وفي مصر كذلك لدينا أيضا مشروع منتج النخلة، ونبحث إنشاء مشروع آخر في تونس، وجميعها مشاريع مشتركة تجمع بين سيدات أعمال المجلس.

* كم يبلغ عدد سيدات الأعمال الأعضاء في المجلس؟

ـ تقريبا تجاوز العدد الآن الـ70 عضوا، يمثلن شتى الدول العربية.

* ماذا بخصوص سيدات الأعمال السعوديات؟

ـ لدينا 5 سيدات أعضاء بالمجلس من السعودية.

* برأيك إلى أي مدى أثرت الأزمة المالية العالمية على استثمارات المرأة العربية؟

ـ أعتقد أن المرأة التي دخلت في البورصة والمضاربة تعرضت للخسارة مع الأزمة، بعكس المجالات الأخرى، لأن الاستثمارات النسائية للسيدات العربيات أغلبها في القطاع العقاري، خصوصا بالنسبة للمرأة السعودية التي كانت وما زالت الأولى عربيا في حجم التملك العقاري.

* على ضوء ذلك، كيف تنظرين إلى حصة المرأة السعودية في القطاع العقاري؟

ـ تبلغ قيمة الاستثمارات العقارية المسجلة بأسماء سيدات سعوديات نحو 120 مليار ريال سعودي (32 مليار دولار)، ومعظم أموال المرأة السعودية مقسمة ما بين العقار والأرصدة المجمدة في البنوك.

* هل تتوقعين استمرار هذا الحضور العقاري القوي للمستثمرات السعوديات رغم تدهور الوضع الاقتصادي العالمي وتداعيات الأزمة المالية؟

ـ ميزة العقار أنه لا يتدهور، بل على العكس فإن سعره مع الوقت يرتفع، لكن الأهم الآن هو توعية المرأة السعودية بضرورة تحريك هذا العقار.

* برأيك، ما أكثر المجالات الاستثمارية التي تستهوي سيدات الأعمال العرب؟

ـ تستهوي المرأة العربية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، في كل المجالات دون تحديد، ولدينا ـ مثلا ـ في الكويت سيدة دخلت بمشروعات النفط عبر شركة نفطية. والتوجه العام للمرأة العربية الآن ناحية التكتل الاقتصادي من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

* في ضوء مشاركتك الأخيرة بمنتدى المرأة الاقتصادي بمدينة الخبر، الذي حمل شعار «المرأة شريك بالتنمية»، هل تعتقدين أن المرأة العربية اليوم هي فعلا شريك في التنمية؟

ـ نعم، فقد أصبح للدول والحكومات العربية نظرة مختلفة اليوم، تكمن في أن المرأة لا بد أن تكون موجودة في عجلة الاقتصاد، لذلك أصبح هناك دعم كبير من الحكومات العربية لها، وهذا كان حاضرا بقوة في المنتدى الاقتصادي الذي عقد بالكويت مؤخرا، وتفعيل دور المرأة في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

* كيف ترين أهمية عقد مثل هذه الملتقيات والمنتديات الاقتصادية في تحسين واقع المرأة الاستثماري، وهل بالإمكان أن تتخللها شراكات اقتصادية تجمع مستثمرات المنطقة؟

ـ بالتأكيد، فعلى سبيل المثال، العقار الذي ندرسه الآن بتونس كان حصاد إحدى هذه الملتقيات، لكني أعتقد أنه بالنسبة للمرأة السعودية فالمشكلة تكمن في مشاركتها معنا في المجلس كفرد وليس كجمعية تمثلها، ولا بد لها أن تكون موجودة عبر جمعية ليكون لها مركز أقوى، إلا أننا الآن نحاول استضافة بعض سيدات أعمال من المنطقة الشرقية في المجلس.

* باعتقادك، ما الذي ينقص سيدة الأعمال السعودية لتفعيل دورها التنموي وحضورها الاقتصادي؟

ـ أعتقد أنه ينقصها «الثقة» في النفس أو في المجال، فالبعض منهن لديهن خوف من الخسارة، رغم أننا جميعا تعلمنا من خسائرنا، لذا نحن بالمجلس حريصون على تقديم الدعم الكبير لها ومساندتها.

* هل لك أن تفيدينا بحجم استثمارات المرأة العربية وإلى كم تصل تقريبا؟

ـ يصعب ذلك لكونها تختلف في كل دولة عن الأخرى، بالإضافة إلى عدم وجود إحصاءات بهذا الشأن، لكن حجمها كبير لأن المرأة الآن لم تعد تخاف من المخاطرة كالسابق، حتى البنوك اليوم أصبحت حريصة على مساعدة المرأة العربية من حيث الاقتراض، خصوصا بعد ما وجدته من كون المرأة تحرص على الالتزام بالسداد وناجحة في عملها.

* كيف ترين آلية تمكين سيدة الأعمال العربية لتكون مؤثرة في خارطة الاقتصاد العالمي؟

ـ بدعم القطاع الخاص ستصل بإذن الله للتأثير العالمي.

* ماذا عن الوقت الراهن، هل حصة الاستثمارات النسائية العربية مؤثرة عالميا؟

ـ نتوقع الآن أن حصة المرأة العربية في قطاع العقار مؤثرة عالميا، خصوصا بالنسبة للخليجيات، ونتمنى من المرأة السعودية بحكم أنها الأكثر تملكا للعقار أن تتوجه لاتخاذ خطوة في تكوين مؤسسات ومشاريع عقارية كبرى.