التباطؤ العالمي يتصدر جدول أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن

عقد القمة الثالثة لمجموعة الإحدى عشرة على هامش المنتدى

الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت في الأردن (أ.ب)
TT

انطلق أمس في منتجع السويمة بالبحر الأحمر المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن بمشاركة 1300 من القادة السياسيين ورجال الأعمال للتشاور بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وقد افتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المنتدى الذي يحمل عنوان «تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على الشرق الأوسط: استراتيجيات النمو المحلية للنجاح».

وأعلن المنتدى الاقتصادي العالمي، ومقره سويسرا، أن عدد المشاركين بلغ 1300 شخصية من كبار رجال السياسة والأعمال والمجتمع المدني في المباحثات التي ستركز على تأثيرات الركود الاقتصادي العالمي على منطقة الشرق الأوسط.

وهذا الاجتماع هو الخامس للمنتدى الاقتصادي العالمي بمنطقة الشرق الأوسط الذي يعقد في البحر الميت. وسيركز المنتدى إضافة إلى استعراض تداعيات الأزمة المالية وسبل حلها والقضايا الجيوسياسية الراهنة، على الابتكارات والإبداعات العلمية كأداة فاعلة لتحقيق النمو المستقبلي، فضلا عن مستقبل قطاع الطاقة في المنطقة في ضوء تذبذب الأسعار العالمية. ويمثل المنتدى أول لقاء بهذا الحشد في منطقة الشرق الأوسط، بعد اندلاع فتيل الأزمة الاقتصادية العالمية، التي وصفت بالأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.

ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعاته في ظل حالة عدم يقين لم يسبق لها مثيل في الشرق الأوسط، حيث يقترن مأزق الاقتصاد العالمي مع تقلب شديد في أسواق الطاقة وتآكل على نطاق واسع لقيم الأصول.

وتنبع أهمية هذا الواقع الاقتصادي العالمي من خلال تخصيص محور من ثلاثة محاور يناقشها المنتدى، يهدف للتغلب على الأزمة الاقتصادية العالمية وتحفيز النمو، إلى جانب محوري أجندة العلم والبحث العلمي، والخارطة الجيوسياسية المتغيرة وعملية السلام.

كما يكتسب عقد المنتدى في البحر الميت، بحسب مسؤولين أردنيين أهمية خاصة، كونه يأتي بعد حوالي 6 أسابيع من عقد قمة العشرين في لندن، وبالتزامن مع بدء تطبيق خطط إنقاذ مالية في الولايات المتحدة وأوروبا والهند والصين، أثارت ولا تزال تثير جدلا حول الرأسمالية والسياسة الحمائية للدول في ظل الاقتصاد الحر.

ويأتي المنتدى كذلك كأول حشد يجتمع فيه قادة سياسة واقتصاد في المنطقة بعد العدوان على غزة، وانتخاب حكومة إسرائيلية جديدة، وإدارة أميركية جديدة. وسيبحث المنتدى محور العلوم والتكنولوجيا، وتطبيقات البحث العلمي لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيتم لأول مرة استضافة عدد من العلماء من أبناء المنطقة، الذين هاجروا إلى أميركا وأوروبا وآسيا، للاستفادة من خبرتهم، والتفاعل مع قادة المؤسسات العلمية في سبيل خلق شراكات جديدة في مجال العلوم والأبحاث.

وسيشهد المنتدى عقد القمة الثالثة لمجموعة الإحدى عشرة، التي سيتضمن جدول أعمالها توقيع اتفاقية إطار عمل للمجموعة، ولقاءات لقادة الدول المشاركة مع الملك، ولقاءات ثنائية بين قادة الدول الأعضاء ورؤساء الوزراء الممثلين لها.

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة الإحدى عشرة تأسست في عام 2005، بمبادرة من العاهل الأردني، حيث تضم المجموعة التي تعرف أيضا باسم «مجموعة الدول ذات الدخل المتدني ـ المتوسط»، باكستان وسريلانكا والمغرب والسلفادور وجورجيا وكرواتيا وهندوراس وباراغواي والإكوادور وإندونيسيا بالإضافة إلى الأردن، بهدف تخفيض الديون المترتبة على هذه الدول والتخفيف من الفقر ورفع مستوى المعيشة لسكانها.

ومن ناحية أخرى، أوضح رئيس المنتدى العالمي الاقتصادي كلاوس شواب، أن «مبادرة إعادة تصميم» النظام العالمي، التي تشارك فيها سويسرا وسنغافورة, ستشمل البحث في تطوير «الأسس الجيو ـ سياسية لتناسب القرن الواحد والعشرين»، معتبرا أن قمة مجموعة العشرين كانت خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن بحاجة إلى دعم إضافي. وأضاف: «سننظر في كل القضايا بناء على 6 مبادئ، أولها عدم النظر إلى الأمور بحسب المصالح الوطنية فقط، بل الاحتياجات العالمية». وأضاف أنه من بين المبادئ الأخرى التعامل مع الأمور بطريقة منتظمة ومع جميع القطاعات المشمولة فيها، بدلا من التركيز على جهة معينة واحدة. ومن المرتقب أن يجتمع الخبراء في الدوحة العام المقبل لتقديم مقترحاتهم عام 2010.

وأكد عدد من المشاركين في المنتدى أمس، على أهمية التفكير في إعادة رسم النظام العالمي الاقتصادي، حتى وإن كانت المبادرة «طموحة». وقال المدير المنتدب للشرق الأوسط لشركة «ارسنت اند يونغ» فؤاد علاء الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المبادرة في غاية الأهمية، قمة العشرين أوضحت أنها ستنظر في آليات التنظيم والرقابة، ولكن المنتدى يستطيع من خلال الخبرات المرتبطة به أن ينظر بتفاصيل ودقة في كل القضايا». وأضاف: «لا يمكن لطرف آخر أن يفعل ذلك بهذه المنهجية». ولكن رجل الأعمال الأردني حبيب غاوي، لفت النظر إلى أن «الخطة طموحة، كل شيء ممكن لكن لا يمكن أن يبت في هذه القضية خلال عام واحد»، موضحا: «نحن بحاجة إلى فترة طويلة لرصد كل الآراء وجمع المعلومات». وقال أوليفير كامبرنون، مدير الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا في شركة «بي تي» البريطانية للاتصالات: «الأجواء إيجابية جدا في المنتدى، نسمع عن التعاون والشباب وهذه علامة جيدة». وتابع: «اليوم تقف الأزمة على حافة التغيير، ونشهد تغييرا في تفكير وعقول القائمين على نشاطات مختلفة، وهذا أمر إيجابي». وتابع: «لا نعلم بعد إذا كانت هذه بداية نهاية الأزمة الاقتصادية أم نهاية البداية فقط للأزمة، لكن المؤكد أن الأجواء المندفعة للتغير والتعامل مع الأزمة ضرورية». كما سيشهد المنتدى أيضا لقاء خاصا حول الطاقة، للتركيز على بحث استراتيجية الطاقة وأمن الطاقة في ظل التقلب الشديد في الأسعار، حيث سيجمع هذا اللقاء واضعي سياسات الطاقة في العالم مع الخبراء الحكوميين والأكاديميين لمواجهة مستقبل الصناعة، للتركيز على أمن الطاقة والطاقة البديلة.

وسيتزامن المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت مع عقد قمة القادة العالميين الشباب، بمشاركة 251 شخصا من 71 دولة.

وستشمل قائمة المتحدثين الرئيسيين في المنتدى سامر بريخو، الرئيس التنفيذي لشركة «أميك» الإنجليزية، وتشي جيه ون، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «أس كيه إي آند أس»، من كوريا الجنوبية، الذي ستكون مشاركته لافتة، كون الشركة عايشت الأزمة التي ضربت اقتصاديات آسيا في العقد الأخير من القرن الماضي، مما يمنح الفرصة للاستفادة من تجربتها في ظل الأزمة الحالية.

وستضم القائمة أيضا كلا من عصام جناحي، رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الخليجي، من البحرين، وكيفن كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة «هايدريك آند سترجلز»، من الولايات المتحدة.

وذكرت وكالة «رويترز» أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ذكر في تصريحات سابقة أن «الأردن فخور باستضافة المنتدى مرة أخرى، خصوصا وأن دول المنطقة لا تزال تواجه آثار الأزمة المالية العالمية».

وأضاف أن «المنتدى الاقتصادي مصدر إلهام لمن يعملون على تحقيق التنمية والاستفادة من الإمكانيات الكبيرة للشباب في منطقتنا».

كما سيلتقي كبار خبراء الطاقة ونظراؤهم في حكومات الدول والجامعات بالبحر الميت لبحث مستقبل الصناعة في ضوء تقلبات أسعار الطاقة. ومن المقرر أن يجري كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الخدمات المالية والجهات الرقابية وخبراء الاقتصاد اجتماعهم الإقليمي الأول بالبحر الميت اليوم الجمعة.

وقال المنتدى الاقتصادي العالمي إن «المؤتمر سيركز على تقاسم المعرفة والابتكار في جميع المناحي، بدءا من استراتيجية أسواق المال إلى التغير المناخي إلى البنية الأساسية للسوق الصاعدة».

وسيعقد اجتماع قمة للدول ذات الدخل المتوسط ـ المنخفض التي يطلق عليها «مجموعة 11» غدا السبت وذلك على هامش مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي مع سعي المشاركين إلى تعزيز شراكتهم بشكل أكبر.

ومن المتوقع أن يشارك في المنتدى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ورئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. كما يتوقع أن يشارك عدد من مديري ومسؤولي كبرى الشركات في العالم.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة الإحدى عشرة تضم: الأردن وكرواتيا والإكوادور والسفادور وجورجيا وهندوراس وإندونيسيا والمغرب وباكستان وباراغواي وسريلانكا.