خبراء يبحثون تطوير «اقتصاد أخضر» بعد الأزمة المالية

يسعون إلى برنامج دولي لمكافحة التغيير المناخي

TT

بدأ 60 عالما، 20 منهم فازوا بجائزة نوبل، اجتماعات مطولة في لندن أمس من أجل إصدار برنامج دولي لمواجهة التغيير المناخي، استعدادا لقمة كوبنهاغن نهاية العام الجاري. ويرى الخبراء أن الأزمة الاقتصادية الحالية فرصة لتطوير «اقتصاد أخضر» يحمي البيئة ويحد من تأثيرات التغيير المناخي. وشدد 3 من أبرز الشخصيات المشاركة في الاجتماعات التي يرعاها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أمس على أهمية العمل الفوري لمواجهة التغيير المناخي، معتبرين الاجتماع شبيها بذلك الذي عقد في لندن عام 1955 برئاسة العالم البرت اينشتاين والمفكر بيرتراند راسل الذي خرج ببرنامج دولي طالب بمنع التسلح النووي. وقال اللورد ريس، رئيس قسم الفلك في جامعة «كامبردج» ومدير «المعهد الملكي» للعلوم أمس: «هناك فرصة لاقتصاد جديد يخفض من الاعتماد على الوقود الاحفوري»، مضيفا: «العامل الجيد في المشاكل الاقتصادية الحالية أن الناس منفتحون على التفكير الراديكالي في مواجهة مشاكل العالم». وشرح مدير معهد «بوتسدام لبحث تأثير المناخ» الألماني البروفيسور هانز يوكيم شيلنهوبر أن هناك 3 أهداف للاجتماع: «نريد التوصل إلى اتفاق دولي على مواجهة التغيير المناخي وذلك من خلال اقتصاد أخضر ينتج من الأزمة (الاقتصادية) الحالية». وأضاف أن الهدف الثاني هو «الابتكار والخروج بإشارات قوية للمسؤولين حول طريقة صرف أموال التحفيز الاقتصادي». وتابع أن الهدف الثالث هو تسليط الضوء على التصحر الذي يهدد الغابات، وهي قضية تبناها الأمير تشارلز». وشدد كل من اللورد ريس والبروفيسور شيلنهوبر على أهمية التزام الإدارة الأميركية الجديدة بقضية مكافحة التغيير المناخي. وقال شيلنهوبر: «ما نراه في الولايات المتحدة مدهشا، والدليل جالس هنا»، في إشارة إلى وزير الطاقة الأميركية شتيفن تشو الحاصل على جائزة نوبل عام 1997 لخبرتها في علوم الفيزياء ومن الناشطين في مجال حماية البيئة. وقال تشو من جهته إن وزارة الطاقة الأميركية تحت إشرافه «تبحث عن تكنولوجيا ثورية» لمكافحة التغيير المناخي. وقال شيلنهوبر: «إنني أعمل اليوم في الموقع نفسه الذي كان يعمل فيه اينشتاين، ومثلما واجه العالم في عام 1955 أزمة كبيرة في سباق السلاح النووي، الذي كان يضمن الدمار المشترك للعالم، نحن نواجه أزمة مشابهة مع التغيير المناخي»، مضيفا: «آمل أن نخرج بوثيقة شبيهة ببرنامج عام 1955». وتابع: «إلا أن المشكلة أكثر تعقيدا اليوم»، في إشارة إلى أن العالم عام 1955 كان مبنيا على قوتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، بينما العالم اليوم «فيه قوى متعددة». ولفت تشو إلى أن «بعض الدول في العالم مازالت غير مقتنعة بجدية هذه المشكلة ونأمل أن اجتماعات مثل هذه ستؤكد جدية الأمر».