«مجموعة سعد» السعودية تتحول إلى التعامل النقدي بعد أزمة تجميد الحسابات

وكالات ائتمانية تخفض تصنيف المجموعة وتؤكد ضعف المعلومات

مستشفى سعد التابع لمجموعة سعد التجارية السعودية كما ظهر أمس. (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

بدأت أعراض أزمة «مجموعة سعد التجارية»، التي يملكها الملياردير السعودي معن الصانع، بالبروز بشكل أكبر، وذلك بعد قرار إحدى وحدات المجموعة بإلزامية التعامل النقدي في جميع معاملاتها. وأعلنت إدارة مستشفى سعد التخصصي الطبي في مدينة الخبر (شرق السعودية)، قرارا يقضي بإلزام المراجعين دفع تكاليف الكشف والدواء نقدا، والامتناع عن قبول التحويلات النقدية أو عن طريق الشبكة السعودية SPAN، أو الدفع ببطاقات الائتمان.

وقال مصدر في المستشفى ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ إن المستشفى اتخذ القرار للمراجعين الذين يحصلون على خدماته على حساباتهم الخاصة، مشيرا إلى أن المستشفى يقدم خدماته لحاملي بطاقات الائتمان الصحية ولموظفي الشركات، ويبلغ عدد موظفي المستشفى ما يقارب 6000 موظف.

وحسب ما تداولته الأوساط المصرفية خلال اليومين الماضيين في السعودية، فإن مؤسسة النقد العربي السعودي وجهت البنوك المحلية بتجميد حسابات رجل الأعمال معن الصانع مالك مجموعة سعد التجارية.

إلى ذلك زاد من تبعات الأزمة قرار وكالات الائتمان بتخفيض تصنيف المجموعة العملاقة، إلى حالة التعثر أو إلغاء التصنيفات من الأساس، وذلك بسبب توقف المجموعة عن سداد مستحقات الدائنين، وتعد هذه إحدى أكبر حالات التعثر في منطقة الخليج منذ اندلاع الأزمة المالية.

وخفضت وكالة «موديز» تصنيفها لأسهم الشركة إلى «عالية المخاطر»، وفي وقت متأخر من أمس الأول سحبت «موديز» تصنيف الشركة بأكمله، وقالت إنها لا تمتلك المعلومات الكافية عن الشركة للاستمرار.

في الوقت ذاته خفضت وكالة «ستاندرد آند بورز» تصنيف المجموعة إلى حالة التعثر، ثم سحبت التقرير بسبب عدم توافر المعلومات من قبل الإدارة، حسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

من جهة أخرى أعلنت مصادر عاملة في مجموعة سعد التجارية، أن المجموعة، تزاول أعمالها بشكل طبيعي وأن فريقا من إدارييها يتولون تسيير الأعمال.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الموظفين في شركات المجموعة استحصلوا حتى يوم أمس صرف مرتباتهم الشهرية. ويبلغ عدد العاملين في المجموعة 16 ألف موظف بينهم 4 آلاف موظف سعودي، وتضم مجموعة سعد نحو 30 شركة في مجالات الهندسة المدنية، والرعاية الصحية، والتعليم، والأعمال المصرفية، والعقارات، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة والسفر.

وقالت المجموعة مساء أمس الأول، إنها عينت شركة «بي.دي.أو كابيتال فاينانس» المتخصصة، كي تتولى إعادة هيكلة التزاماتها والتزامات بنك «أوال» التابع لها بالبحرين. وقالت المجموعة في بيان، إن كلا من مجموعة سعد وبنك أوال واثق من نجاح عملية إعادة الهيكلة.

وصدمت المجموعة، ذات الملكية الخاصة، منطقة الخليج الاثنين الماضي عقب إعلانها عن خطط لإعادة هيكلة ديون وحداتها التي تعاني من أزمة سيولة من جراء الأزمة المالية.

ونقلت وكالة «رويترز» عن «ستاندرد آند بورز» قولها إن الإجراءات التي قامت بها مجموعة سعد تأتي في أعقاب تجميد بعض الحسابات المصرفية الخاصة لملاك المجموعة الرئيسيين بالسعودية.

وأضاف البيان أن الظروف المحيطة بتجميد الحسابات، بما في ذلك دافع الجهات التنظيمية، ليست معروفة علنا، على الرغم من تأكيد «ستاندرد آند بورز» لكل من عملية التجميد والاتفاق الخاص بالمجموعة.

وقالت «ستاندرد آند بورز» أن مجموعة سعد أبرمت اتفاقا مع الدائنين ستتوقف من خلاله عن دفع مستحقاتهم. ومنحت «ستاندرد آند بورز» تصنيف «دي» للمجموعة، وتعتقد أن أي تعثر للشركة سيكون شاملا وأن الشركة ستفشل في دفع كافة التزاماتها أو جزء كبير منها عندما يحين موعد سدادها.