صناعة النفط تسعى للتكيف مع مشهد متغير

الصين تقرض تركمانستان 3 مليارات دولار لتطوير حقل غاز ضخم

توخي الحذر في الالتزام بأي مشاريع تكرير أو إنتاج ضخمة جديدة قد يفضي إلى طفرات في سعر النفط مستقبلا (رويترز)
TT

تطرح موجة صعود النفط صوب 70 دولارا للبرميل في الشهور القليلة الماضية جدلا بشأن ما إذا كانت الأسعار لا تنسجم مع العوامل الأساسية أو ما إذا كان تراجع السوق قد بلغ مداه وأن الوقت قد حان لعودة الاستثمارات. وتثير الزيادة المفرطة للطاقة الإنتاجية غير المستغلة في الأجل القريب، وتدني أسعار النفط نسبيا، وتوخي الحذر في الالتزام بأي مشاريع تكرير أو إنتاج ضخمة جديدة، مخاوف من ضعف الاستثمار بما قد يفضي إلى طفرات في سعر النفط مستقبلا. وقال سايمون ليتلوود رئيس مؤسسة اسيا الان الاستشارية: «القضية الأساسية التي تواجهها الصناعة هي محاولة فهم اتجاه الطلب ومحاولة موازنة ذلك مع الاستثمارات».

وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء أن هذه المخاوف التي تتزامن مع مناقشات عما إذا كان الاقتصاد العالمي بصدد الخروج من أزمته والمشهد المتغير الذي تواجهه شركات النفط محور اهتمام مؤتمر آسيا لصناعة النفط والغاز الذي تستضيفه كوالالمبور الأسبوع القادم. ولامس النفط ذروة فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز) الماضي، ثم تراجع إلى أدنى مستوياته فيما يقرب من خمس سنوات دون 33 دولارا في ديسمبر (كانون الأول)، لكنه انتعش منذ ذلك الحين حتى وصل إلى 70 دولارا الجمعة الماضية، مستفيدا من موجة صعود في أسواق الأسهم العالمية. لكن بعض المحللين يحذرون من أن العوامل الأساسية للعرض والطلب على النفط لا تبرر مكاسب سعر الخام في الآونة الأخيرة، الذي ارتفع 30 في المائة في مايو (أيار) فحسب. وقال جون روسل الاستشاري لدى «كيه بي سي» لخدمات السوق في سنغافورة: «الأسعار ارتفعت إلى 70 دولارا دون أي سبب... في ظل طاقة إنتاجية فائضة لدى (أوبك) تبلغ 7.5 مليون برميل يوميا، فما من سبب على الإطلاق لمثل هذا الصعود».

وأبلغ نوبو تاناكا الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية «رويترز» أن صعود الأسعار قد يهدد تعافيا اقتصاديا أوسع نطاقا. وقال: «إذا كان الاقتصاد لا يتحسن بينما الأسعار ترتفع فسيكون لذلك تداعيات سلبية سيئة جدا». ويتوقع تاناكا الذي سيوجه كلمة إلى المؤتمر تراجعا بمقدار الخُمس في استثمارات صناعة النفط هذا العام، وهو نمط قد يفضي في نهاية المطاف إلى أزمة معروض بحلول عام 2015، الأمر الذي يثير أيضا قلق رئيس «رويال داتش شل».

وقال يروين فان دير فير، الرئيس التنفيذي للشركة، الذي سيلقي أيضا خطابا مهما خلال المؤتمر: «إذا ظلت أسعار النفط متقلبة فإنني أخشى من حدوث تباطؤ كبير جدا في الاستثمار». وقال خلال مؤتمر في أبوظبي: «أعتقد أن تدني الطاقة الإنتاجية أكثر من اللازم يعني قرب حدوث طفرة الأسعار التالية».