خبراء: «جنرال موتورز» الأميركية للسيارات تحتاج إلى عقلية جديدة

أحدهم قال إنها ربما تحتاج حتى إلى تغيير اسمها

المقر المركزي لشركة «جنرال موتورز» بمدينة ديترويت الأميركية (رويترز)
TT

بينما اقترح د. جين دوبيه، أستاذ اقتصاد في جامعة شيكاغو، ومتخصص في تسويق السيارات، أن تغير شركة «جنرال موتورز» اسمها في عهدها الجديد، قالت د. ماريانا ويتمان، زميلته في الجامعة نفسها ، إن الشركة ربما لا تحتاج إلى تغيير الاسم، لكنها «تحتاج إلى فتح صفحة جديدة، وتغيير فلسفتها وممارساتها».

تشتهر كلية الاقتصاد في جامعة شيكاغو، ليس فقط بإجراء بحوث وتقديم تقارير اقتصادية ذات مصداقية كبيرة، ولكن، أيضا، بتقديم نظريات اقتصادية أثرت على الممارسات الاقتصادية داخل وخارج أميركا.

وقال التقرير الذي كتبته مارينا ويتمان، التي كانت مستشارة اقتصادية في «جنرال موتورز»: «لا يجب أن يكون أي شخص عالم صواريخ ليقول إن «جنرال موتورز»، في المستقبل، يجب أن تكون أصغر حجما، وأقل طموحا، وأقل ثراء، وأقل بذخا، وأكثر حكمة».

وأضاف التقرير: «تحتاج «جنرال موتورز» إلى ثقافة أفضل من ثقافة الإثراء».

وأشار التقرير إلى «بذخ المديرين، وبذخ العمال». وانتقد تقاضي كبار المسؤولين رواتب عالية، ويقولون إن السبب هو أن شركات أخرى تعرض عليهم رواتب وشروط عمل يمكن أن تنافس رواتب وشروط عمل «جنرال موتورز». وقال التقرير إن هذه حجة أيضا يقولها كبار المسؤولين في شركات «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك). يقولون إن الكفاءات العالية تحتاج إلى رواتب عالية. وسأل التقرير: «من هم الذين سببوا الإفلاس في وول ستريت غير الكفاءات العالية؟» كما انتقد التقرير «ثقافة الإثراء» وسط نقابة عمال السيارات. وقال إن النقابة لم تكتف فقط بتوفير رواتب وامتيازات وتأمينات صحية للعمال في المصانع، ولكن، أيضا، للذين يتقاعدون. وقال التقرير: «صارت شركة «جنرال موتورز» تضمن حياة ممتعة لمئات الآلاف من العمال الذين تقاعدوا، وأعمارهم صغيرة، قبل عشرات السنوات».

وقال التقرير إن كلا من كبار المسؤولين ونقابة العمال «آمنوا إيمانا كاملا بأن هذه الامتيازات حق من حقوقهم». وأضاف: «على الجانبين أن يستيقظا من حلم جميل، ويريا الأمر الواقع».

وانتقد التقرير ما اسماها «ثقافة جنرال موتورز». وقال إنها كانت تعتمد على صناعة سيارات رفاهية ومتعة تغري المستهلك الأميركي مقابل توفير حياة رفاهية ومتعة للذين يصنعونها. وكذلك على الوصول إلى «نهاية التاريخ»، أي أن الحال سيستمر هكذا إلى ما لا نهاية.

وقال التقرير: «أصاب العمى ثقافة «جنرال موتورز». ثم هبت عاصفة الكارثة الاقتصادية». وأن عدم توقع الكارثة الاقتصادية ليس عذرا، وأن الشركة، وغيرها من الشركات الأميركية العملاقة التي أفلست، أو واجهت الإفلاس مؤخرا، «أعمتها ثقافة الترف الأبدي».

وقارن التقرير بين إفلاس «جنرال موتورز» و«كرايسلر». وقال إن الثانية ربما تقدر أكثر على فتح صفحة جديدة. وذلك للأسباب الآتية:

أولا: عانت «كرايسلر» أزمات في الماضي، وعلى الرغم من أن الأزمات أضعفتها، لكنها جعلتها أكثر حكمة. وأشار التقرير إلى انتقال ملكيتها من شركة أميركية عامة إلى شركة ألمانية، ثم إلى شركة أميركية خاصة، قبل أن تتدخل الحكومة الأميركية، وتعيد تكوينها.

ثانيا: كانت «جنرال موتورز» أكبر شركة سيارات أميركية، ورمزا أميركيا في الداخل والخارج. لكن، «لم ترتفع الشركة إلى مستوى المسؤولية، الذي يناسب هذه المكانة الأميركية والعالمية».