افتتاح معرض لوبورجيه للطيران الاثنين.. وسط الأزمة الاقتصادية وسقوط طائرة «إيرفرانس»

أوساط المعرض تتوقع انخفاضا في قيمة العقود المنتظرة خلال فعالياته

من المنتظر أن يشهد معرض لوبورجيه للطيران اقبالا كبيرا (رويترز)
TT

يفتتح وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران صباح الاثنين المعرض الجوي الفرنسي الثامن والأربعين في مطار بورجيه الواقع شمال باريس، وسط مناخ من الأزمة التي تعاني منها الصناعات الجوية المدنية والعسكرية عبر العالم، بسبب الأزمة الاقتصادية العامة، وفي ظل كارثة طائرة «إيرفرانس» التي سقطت في بداية هذا الشهر، وأدى سقوطها إلى مقتل 228 شخصا. ويختتم المعرض بكلمة للرئيس نيكولا ساركوزي. ويعد معرض لوبورجيه، الذي يعقد مرة كل عامين، أحد أهم المعارض الجوية في العالم. وستدوم فعاليات المعرض من الاثنين حتى الأحد الذي يليه. ورغم الأزمة، فإن عدد العارضين، بحسب الجهة المنظمة، سيتجاوز للمرة الأولى الألفين، من بينهم 1500 شركة متوسطة الحجم تنتمي إلى 48 بلدا، من بينها بلدان تشارك في المعرض للمرة الأولى، مثل أستراليا، والمكسيك، وليبيا، وتونس، غير أن شركات طيران ستغيب عن لوبورجيه هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية التي لا توفر أيا من اقتصاديات العالم، ومنها شركات «تاريخية»، مثل «غولف ستريم»، و«سيسنا» الأميركيتين، وكلتاهما متخصصتان في طائرات رجال الأعمال.

ومن بين العلامات التي تشير إلى الأزمة، تراجع المساحات التي استأجرتها الشركات الكبرى لعرض مصنوعاتها أو خدماتها، وقرار شركة «داسو للطيران» الناشطة في حقل الصناعات العسكرية وطائرات «رافال»، و«ميراج»، وطائرات رجال الأعمال فالكون. وقال المنظمون إن شركة «لوكهيد» الأميركية لن تعرض طائرتها المقاتلة الجديدة من طراز «إف 22 رابتور». كذلك ينتظر أن تغيب عن المعرض طائرة بوينغ المدنية بعيدة المدى787، وطائرة النقل الأوروبية العسكرية أي 400 بسبب التأخير الحاصل في برنامج تصنيعهما.

وبحسب شارل أيدلشتانين، رئيس شركة «داسو للطيران» ورئيس تجمع صناعيي الطيران في فرنسا، فإن معرض لوبورجيه يأتي في وقت تراجع فيه حجم النقل الجوي عبر العالم، وذلك للمرة الأولى منذ سبتمبر (أيلول) 2001، ما يعني أن شركات الطيران التجاري إما أنها ستلغي طلبيات لها، أو تؤجل مشترياتها من الطائرات.

وحتى ساعات من بدء فعاليات المعرض الذي أمَّه في عام 2009 ما لا يقل عن 150 ألف مهني، و 200ألف زائر، رفضت الجهة المنظمة إعطاء تفاصيل عن عقود يُنتظر أن تبرم خلال أيام المعرض، غير أنها توقعت أن تكون دون الأرقام التي تحققت قبل عامين.

ولا ينتظر أن تعرض الشركات الكبرى نماذج جديدة مما أنتجته مصانعها، ربما باستثناء الناقلة الضخمة «سوخوي سوبر جيت» التي ستعرضها الشركة الروسية «سوخوي». وينتظر أن تعرض أيضا للمرة الأولى الطوافة من غير طيار من طراز «كامب كوبتر» الفرنسية ـ النمساوية.

وقامت وزارة الدفاع، والجهة المنظمة بدعوة عشرات الرسميين من كل أنحاء العالم، وخصوصا من الخليج والعالم العربي. ويشكل المعرض عادة مناسبة للإعلان عن عقود جوية عسكرية ومدنية ومناسبة للتنافس بين «بوينغ» الأميركية، و«إيرباص» الأوروبية. ولم يعرف ما إذا كان سيتم الإعلان رسميا عن شيء ما بخصوص المفاوضات القائمة حاليا بين الحكومة الإماراتية وشركة «داسو» من أجل شراء طائرات «رافال» متعددة الأدوار، التي لم تجد حتى الآن أي زبون خارجي يشتريها. وخلال زيارته الأخيرة إلى الإمارات، التي دشن فيها القاعدة العسكرية الفرنسية في أبوظبي، كان موضوع صفقة «رافال» محل مناقشة مستفيضة بين باريس وأبو ظبي. وتؤكد مصادر فرنسية أن المناقشات «تجري في الاتجاه الصحيح».