الأزمة العالمية قد تكون فرصة لأفريقيا لاجتذاب المستثمرين

توقعات بأن تكون من المناطق النادرة في العالم التي يمكنها أن تسجل نموا خلال 2009

ما زالت أفريقيا بحاجة إلى الكثير من الاستثمارات وتوفر في الوقت نفسه فرصا استثمارية عديدة («الشرق الأوسط»)
TT

يرى الخبراء أن أفريقيا قد تغتنم فرصة الأزمة الاقتصادية العالمية لاجتذاب المستثمرين، حيث إنها من المناطق النادرة في العالم التي يمكنها أن تسجل نموا خلال 2009، لكن عليها أن تبدي بعض الليونة. وأكدت المديرة العامة للبنك العالمي نغوزي اوكونجو إيويلا، التي تشارك هذا الأسبوع في المنتدى الاقتصادي العالمي التاسع عشر حول أفريقيا في مدينة الكاب، أن القارة الأكثر فقرا في العالم تبدو «أكثر ملاءمة للاستثمارات من الكثير من مناطق العالم». ويشاطرها الرأي المستثمر سعود بعلاوي، الذي يشرف على مجموعة دبي، حيث يقول «خلال السنوات العشرين الأخيرة شهدت أفريقيا نموا جيدا جدا، واليوم يعتبر إجمالي الناتج الداخلي في القارة جيدا. وهو أمر مهم للاستثمارات». وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يتوقع أن تسجل أفريقيا، التي شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة نموا يتجاوز 5%، توسعا في النمو بنحو 2% حسب صندوق النقد الدولي، بينما تشهد عدة دول ثرية فترة انكماش. وحتى شرق أفريقيا الذي لا يعتمد كثيرا على الموارد الطبيعية التي انهارت أسعارها أخيرا، يستطيع المراهنة على نمو بنسبة 3.8%. إلا أن الاستثمارات الكثيفة لا سيما في قطاعات الاتصالات الهاتفية والخدمات المالية، تواجه معوقات مثل انعدام الاستقرار السياسي والبنى التحتية والبطء البيروقراطي في عدة دول أفريقية. فمثلا يتكلف نقل حاوية من رواندا إلى ميناء مومباسا الكيني الذي يبعد نحو ألف كلم، على الأقل ضعفي ما يكلف نقلها من مومباسا إلى أوروبا. واعتبر رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي التاسع عشر حول أفريقيا، أن «أفريقيا تتيح العديد من الفرص. وعلى القادة مواجهة التحدي: هل نحن قادرون على اغتنام هذه الفرص، هل نحن قادرون على استخدام الآليات المناسبة للاستفادة منها؟». واعتبر عمري عيسى، مدير عام مؤسسة البيئة والاستثمارات في أفريقيا، أن «المستثمرين سينظرون إلى أفريقيا كأولوية، لكن إذا تبين أن الأجواء ليست مواتية فإنهم سيرحلون، وفي المقابل إذا وجدوا أجواء مواتية لإنجاز أعمالهم فإنهم سيبقون وسيقتدى بهم». وأخذ المستثمرون المؤسساتيون، مثل صناديق التعاقد، الذين انسحبوا بشكل كبير في سبتمبر (أيلول)، يعودون اليوم إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء لا سيما نيجيريا. وما انفكت الهند والدول العربية والصين التي استغلت الفراغ الذي تركته الشركات الغربية، منذ سنوات، تولي اهتماما بالقارة السمراء. واشترى المصرف المغربي «التجارة وفا بنك» رغم أنه متأزم، خمسة فروع أفريقية من مصرف كريديه أغريكول الفرنسي في نوفمبر (تشرين الثاني). واعتبر رئيس البنك الصناعي والتجاري في الصين جيان جيانكينغ، الذي يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي التاسع عشر حول أفريقيا، أن أفريقيا «نقطة ساخنة بالنسبة للاستثمار». وأشار جيانكينغ، الذي تملك مؤسسته 20% من البنك الجنوب أفريقي «ستاندارد بنك» أحد أكبر المستثمرين في أفريقيا جنوب الصحراء، أن معدل فوائد الاستثمار تتراوح بين 24 إلى 30% مقابل 16 إلى 18% في الدول المتطورة. وأعلنت مديرة البنك العالمي «نحن ندعم بقوة الاستثمارات التي قد تقوم بها الصين في أفريقيا» مذكرة بأنه إضافة إلى الاستثمارات الخاصة، تبقى المساعدة الدولية حيوية كي تتمكن الدول الأفريقية من تجاوز الأزمة.