قطر تطلب طائرات إيه 320 و«بوينغ» تتوقع عودة القطاع للنمو

أبوظبي تنشئ مصنعا لهياكل الطائرات

الخطوط الجوية القطرية طلبت طائرات من مجموعة إيه 320 التي تنتجها «إيرباص» بقيمة ملياري دولار (إ ب أ)
TT

يبدو أن طلب الخطوط الجوية القطرية لطائرات قد يبدد قتامة المناخ العام لمعرض باريس للطيران، الذي انطلق نشاطه أمس، إذ تستعرض شركة الطيران الخليجية قدراتها المالية، في مواجهة منافسة ضعيفة من شركات طيران عالمية أضر بها الكساد.

وقال مصدران من قطاع الطيران، إن الخطوط الجوية القطرية طلبت طائرات من مجموعة إيه 320، التي تنتجها «إيرباص» بقيمة ملياري دولار، لمضاعفة أسطولها من الطائرات متوسطة الحجم، في إطار سعيها لمواجهة المنافسة من جانب شركات طيران منخفضة التكلفة.

وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء، أن هذه الصفقة قد تتفرد وسط توقعات بغياب طلبيات كبيرة، في الوقت الذي يعاني فيه قطاع الطيران من أثار الأزمة الاقتصادية العالمية.

وفيما اعتبر صفعة لمكانة معرض باريس للطيران، فيما يتعلق بالطائرات الحربية، قالت شركات صناعة طائرات إن الولايات المتحدة سحبت أحدث طائرة حربية في العالم وهي إف ـ 22 من عرض طيران بالمعرض.

وقالت شركة «لوكهيد» التي صنعت الطائرة، ويطلق عليها «رابتور» إن القرار اتخذته القوات الجوية، ويتعلق بمدى توافر الطائرة. لكن مسؤولي صناعة الطيران الأوروبيين قالوا، إنه قد تكون هناك مخاوف تتعلق باحتمال تعرض الطائرة الجديدة لرادار يرصد أسرار صناعتها.

وكانت الخطوط الجوية القطرية، قد أعلنت العام الماضي عن صفقة لشراء ست طائرات إيرباص من طراز إيه 321، وقالت إنها على استعداد لتأسيس وحدة للطيران منخفض التكلفة لمواجهة المنافسة من هذا النوع من الشركات في سوقها المحلية.

وقالت الشركة كذلك في الصيف الماضي، إنها تجري مفاوضات مع «إيرباص» على شراء المزيد من الطائرات من مجموعة إيه 320 التي تضم إيه 321.

وقالت «إيرباص» إنها ستدلي ببيان في وقت لاحق اليوم، لكنها رفضت الإدلاء بمزيد من التصريحات. ورفضت الشركة القطرية التعليق كذلك.

وقال مصدر ثالث من قطاع الطيران، إن هناك تكهنات بأن الخطوط الجوية القطرية التي طلبت تسلم الطائرات في وقت قريب، متجاهلة التراجع الاقتصادي العالمي، قد تطلب طلبية أكبر تشمل طائرات كبيرة الحجم.

وأورد رئيسا «بوينغ وايرباص» المتنافستين على سوق الطائرات، البالغ حجمها نحو 60 مليار دولار، تصريحات منفصلة في مطلع الأسبوع بشأن سلامة السفر عن طريق الجو، بعد تحطم طائرة إيه 330 تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، في الأول من يونيو (حزيران) وعلى متنها 228 شخصا. وقال توم أندريس، رئيس «إيرباص»، قبيل المعرض الذي يستمر من 15 إلى 21 يونيو (حزيران): «يمكن القول إن قطاع الطيران ما زال في حالة صدمة».

وتضرر قطاع النقل الجوي من تراجع الاقتصاد، الذي تزامن مع أزمة الائتمان العالمية. وألقى ذلك بظلاله على قدرة شركات الطيران على دفع 800 مليار دولار، هي قيمة طائرات مطلوبة بعد موجة ازدهار سابقة في شراء الطائرات.

وذكر سكوت كارسون، المدير التجاري في «بوينغ» أن النمو سيعود للقطاع في منتصف عام 2010.

وأضاف في مؤتمر صحافي أن نطاق وشكل الانتعاش يظل هو السؤال المهم. وتابع أنه يتوقع اتجاها أكثر طبيعية فيما يتعلق بالائتمان في النصف الثاني من العام المقبل. وعلى صعيد آخر، أعلنت شركة «مبادلة» الإماراتية عزمها إنشاء مصنع لمكونات هياكل الطائرات.

وقال حميد الشمري، المدير المساعد لصناعات الطيران في الشركة للصحافيين، إن المصنع سيبدأ تنفيذه الشهر الحالي بأبوظبي، ومن المقرر أن يبدأ نشاطه العام المقبل.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية، أن الشمري، أوضح أن المشروع الذي يحمل اسم «ستراتا للتصنيع» سيوفر 500 فرصة عمل، وسيقام على مساحة تزيد عن 21 ألف متر مربع، وقد تلقى طلبات مؤكدة بالفعل تقدر قيمتها بملياري دولار. وأعلن أن المصنع سينتج مكونات عالية التقنية لهياكل الطائرات من مواد مركبة تستخدم في بناء هياكل الطائرات من طراز إيرباص وطائرات إيه. تي. آر الصغيرة، التي تستخدم بشكل خاص في الرحلات المحلية الداخلية. وتابع: «يأتي هذا المشروع ضمن خطط أبوظبي لتكون لاعبا عالميا في قطاع صناعة الطيران، تحقيقا للرؤية الاقتصادية للإمارة الممتدة حتى عام 2030».