«أرامكو» السعودية و«توتال» ترسيان مقاولات مصفاة الجبيل للتصدير بأقل من 10 مليارات دولار

خالد الفالح: التزامنا بالتمويل يمثل دليلا على الثقة بأن أسواق الطاقة سوف تشهد نموا في السنوات المقبلة

صورة جماعية لمجلس إدارة شركة «أرامكو» السعودية «توتال» للتكرير والبتروكيماويات يتوسطهم الدكتور سمير الطبيب رئيس المجلس («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت شركة «ساتوروب»، وهو مشروع يجمع شركتي «أرامكو» السعودية و«توتال» الفرنسية، أنشأ في سبتمبر (أيلول) الماضي، أنها استكملت خطة لترسية 13 مشروعا لمقاولات إقامة مصفاة الجبيل للتصدير، التي تعمل بالتحويل الكامل بطاقة تكريرية تبلغ 400 ألف برميل في اليوم، التي من المقرر أن تدخل في التشغيل النهائي في النصف الثاني من عام 2013.

وطبقا لقرار صدر العام الماضي، تبلغ قيمة العقود التي أرساها مجلس الإدارة دون عشرة مليارات دولار، واعتبر خالد الفالح، رئيس شركة «أرامكو» السعودية، أن الالتزام بتمويل المشروع يمثل دليلا على الثقة بأن أسواق الطاقة سوف تشهد نموا في السنوات المقبلة.

وأعلنت أمس، شركة «أرامكو» السعودية ـ «توتال» للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) أنها أكملت خطة ترسية 13 من مقاولات الهندسة وشراء المواد والإنشاء، لإنجاز مشروع مصفاة الجبيل، وكان الشريكان قد قررا أواخر عام 2008 الاستمرار في التفاوض حول عروض هذه المقاولات، بما يحقق انخفاضا في التكلفة الإجمالية للمشروع، وقالت الشركة أمس، إن «خفض التكلفة قد تحقق بالفعل». وقالت «ساتورب» إن مجلس إدارتها أوصى في وقت متأخر العام الماضي تأجيل طرح باقات الهندسة وشراء المواد والإنشاء للمنافسة، رغبةً في الاستفادة من الأوضاع الاقتصادية الحالية للسوق، وذلك للحصول على تكلفة تفضيلية للمشروع تقل عن 10 مليارات دولار. وأضافت «لقد تم تحقيق هذا الهدف، حيث ثبتت التكلفة الإجمالية للمشروع عند 9.6 مليار دولار». ومن المقدر أن توفر المصفاة نحو 1200 فرصة عمل مباشرة في المملكة، يتبع كل منها في العادة نحو خمس إلى ست فرص عمل غير مباشرة.

ولدى إكمالها، ستكون مصفاة التصدير إحدى أكثر المصافي المتطورة على نطاق العالم، وستقوم بتحويل الخام العربي الثقيل إلى منتجات تفي بأكثر المواصفات صرامةً، تلبية للحاجة المتزايدة من مواد الوقود الصديقة للبيئة. وسيخصص جزء من إنتاج المصفاة للاستهلاك المحلي بغرض مقابلة الزيادة الاستهلاكية. وستقوم هذه المصفاة ذات التصميم التحويلي الكامل بزيادة إنتاج الديزل ووقود الطائرات، كما ستقوم بإنتاج 700 ألف طن سنويا من البارازايلين و140 ألف طن سنويا من البنزين و200 ألف طن سنويا من البروبلين من درجة البولمر.

وصرح المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، أن شراكة «أرامكو» مع «توتال» «تمر اليوم بمرحلة مميزة». وأضاف «أن مشروع مصفاة الجبيل للتصدير هو مشروع استراتيجي بالنسبة لـ«أرامكو» وللسعودية، كما أن تنفيذه في الوقت المناسب من شأنه أن يضمن تزويد الأسواق العالمية والإقليمية بمنتجات عالية الجودة خلال العقد القادم». مضيفا أن «التزامنا بتمويل مشروع بهذا الحجم دليل على ثقتنا بأن أسواق الطاقة سوف تشهد نموا في السنوات المقبلة، كما أنه دليل على ثقتنا بأن المملكة هي المكان المثالي للمستثمرين العالميين للاستثمار في مجال الطاقة». من جانبه، صرح كريستوف دومارجيري، كبير الإداريين التنفيذيين في «توتال»، أن إطلاق تطوير مشروع مصفاة الجبيل مع «أرامكو»، «يبرهن على قوة الشراكة الإستراتيجية بين شركتينا، وعزمهما على تنفيذ هذا المشروع الكبير حتى في ظل بيئة اقتصادية صعبة. وعليه، فسوف نكون قادرين اعتبارا من عام 2013 على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات المكررة عالية الجودة من آسيا والشرق الأوسط».

وذكر الدكتور سمير الطبيب، رئيس مجلس إدارة «ساتورب»، أن إرساء هذه المقاولات هو «بمثابة علامة فارقة في مرحلة تنفيذ المشروع، حيث من المنتظر أن يكون له قيمة مضافة في الاقتصاد المحلي من ناحية خلق وظائف للكوادر الوطنية، وتوفير فرص لقطاع الأعمال المحلي، لمزيد من الاستثمارات في مجالات ما قبل الإنتاج».

ويذكر أنه قد تمت في السادس والثامن من مايو 2008 على التوالي موافقة كل من اللجنة التنفيذية لشركة «توتال» ومجلس إدارة «أرامكو» السعودية لإطلاق المشروع، وفي الثاني والعشرين من شهر يونيو (حزيران) 2008 تم توقيع «اتفاقية الشراكة» في جدة من قبل الشريكين «أرامكو» السعودية و«توتال» العالمية.

وعقب توقيع الاتفاقية، تم تأسيس «ساتورب» خلال الربع الثالث من عام 2008م، التي لا يزال مشروعها يسير حسب الجدول المحدد. وسوف تملك كل من «أرامكو» السعودية و«توتال» في نهاية المطاف نسبة 37.5 في المائة من ملكية الشركة. وبعد الحصول على الموافقات النظامية المطلوبة، تخطط «أرامكو» السعودية لطرح نسبة 25 في المائة من أسهم الشركة للاكتتاب العام من قبل المواطنين السعوديين خلال الربع الأخير من عام 2010.