مقترح إيطالي بإنشاء وكالة دولية جديدة للطاقة تضم المنتجين والمستهلكين

الجولة السادسة للحوار بين أوبك والاتحاد الأوروبي

مقر منظمة أوبك في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)
TT

تعقد غدا الاثنين في العاصمة النمساوية فيينا، الجولة السادسة من الحوار بين الاتحاد الأوروبي وأوبك، ويأتي الاجتماع بعد ساعات من إعلان المفوضية الأوروبية ببروكسل، أن المقترح الذي تقدمت به إيطاليا، الذي يهدف إلى جمع الدول الكبرى المصدرة والمستهلكة للنفط، تحت سقف وكالة دولية جديدة للطاقة هو «اقتراح جدير بالاهتمام»، ووعدت بدراسته. وكان المدير التنفيذي لعملاق الطاقة الإيطالي (إيني) باولو سكاروني قد دعا، في مؤتمر لوزراء الطاقة في الدول الثماني الكبرى استضافته العاصمة الإيطالية روما مؤخرا، إلى استحداث منظومة تهدف إلى تحقيق توازن في الأسعار العالمية وتتصدى للمضاربات لفائدة كل من الدول المصدرة والمنتجة للبترول، وقال فيران تاراديلاس، الناطق باسم مفوض شؤون الطاقة الأوروبي أندرياس بيبالغكس، في هذا الصدد «نحن على علم بالمقترح» منوها بأن بيبالغكس قد شارك في أعمال الثماني للطاقة، وأردف «وثيقة المقترح مثيرة للاهتمام، وسوف ندرسها».

ويشار إلى أن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومفوضية الطاقة في الاتحاد الأوروبي ستجتمعان في الجولة السادسة للحوار من المقرر انعقادها يوم الاثنين المقبل في فيينا، وستناقش أوبك ومفوضية الطاقة في الاتحاد الأوروبي في الاجتماع الذي سيعقد على المستوى الوزاري، جدول أعمال حافلا بالقضايا والمسائل ذات الاهتمام المشتركة وفي طليعتها واقع ومستقبل الطاقة، وأوضاع السوق العالمية وأسعار النفط والإنتاج والتحديات المتوقعة في المرحلتين الراهنة والمقبلة، وانعكاسات الأزمة المالية العالمية والانتعاش الاقتصادي.

يذكر أن الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، عبد الله البدري أعرب في تصريحات سابقة عن استعداد منظمته «للتعاون والتنسيق» مع الوكالة المقترحة في حال التقت مصالحهما وأهدافهما عند قواسم مشتركة، أهمها استقرار السوق وتوازن أسعار النفط. وأضاف آنذاك «إن منظمة أوبك، وقبل انضمامها أو تعاونها مع أي منظمة جديدة للطاقة، ينبغي عليها أن تطلع على برنامجها ونظامها الأساسي، والمبادئ التي ستستند إليها، وخطة العمل التي ستنتهجها من أجل جمع كافة الدول المنتجة والمستهلكة للنفط تحت سقف واحد». كما نوه إلى أهمية معرفة «الأسس التي ستتبناها من أجل حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، وتحديد كيفية تجاوز التحديات التي تواجه استقرار السوق، وسبل تحقيق توازن أسعار النفط عند مستويات مقبولة من المنتجين والمستهلكين» على حد سواء.

وكانت بروكسل استضافت في نفس التوقيت من العام الماضي الجولة الخامسة من الحوار بين الجانبين. وفي تصريحات خاصة للشرق الأوسط قال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك «الاجتماع الذي انعقد ببروكسل بين المنظمة والاتحاد الأوروبي، ناقش العديد من المشاكل والموضوعات الهامة فيما بيننا، ومنها ما يتعلق بموضوع المصافي في العالم وخاصة في أوروبا، وهل هي كافية أم لا مواصفات المنتجات، وهل هي حسب المطلوب أم لا. كما تناولت آخر مراحل الدراسة التي نجريها حول هذا الصدد، كما ناقشنا وضع السوق النفطي وتأثير الأسواق المالية على أسعار البترول، وقال البدري إن الحوار بين الجانبين كان هاما ومثمرا وقال «أتمنى أن نصل إلى حلول في المستقبل، ونتمنى من أوبك أن تتحدث مع الإخوة في الولايات المتحدة الأميركية وأطراف أخرى، لأن ليس هناك حل لمشاكلنا إلا بالحوار والنقاش». وردا على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الطاقة الفرنسي جان لوي بورلو لا بد من التنسيق بين الدول المنتجة والدول المستهلكة وهذا يخلق نوعا من التفاهم وبالتالي نصل إلى الاستقرار في السوق لأن هناك أمورا كثيرة ومتداخلة تؤثر على أسواق النفط.

وبحث المشاركون في الاجتماعات سيناريوهات لخطط طويلة الأمد للتعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة، وتبادل الأفكار والآراء حول تأثيرات الأسواق المالية على سعر البترول.

وتعتبر الاجتماعات المقررة غدا هي السادسة من نوعها على المستوى الوزاري بين الجانبين. وكانت المرة الأولى قد انطلقت في بروكسل في 9 يونيو 2005. ويندرج اللقاء بين الطرفين ضمن خطة تحرك تم إرساؤها، خلال أول اجتماع مشترك عقد في مدينة الرياض عام 2002م وتمخض عن إرساء حوار هيكلي بين أوبك والاتحاد الأوروبي.