«أوبك»: سعر 70 دولارا لبرميل النفط لا يعرقل تعافي الاقتصاد العالمي

عزت التغير المناخي إلى الدول المستهلكة وأسلوب الاستهلاك

TT

أجمع كل من عبد الله سالم البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، وأندرياس بيبالاقس مفوض شؤون الطاقة بالاتحاد الأوروبي على أن أسعار النفط الحالية، التي تتراوح ما بين 67 إلى 70 دولارا للبرميل، لا تسبب حجر عثرة أو عرقلة لحالة الانتعاش التي يشهدها الاقتصاد العالمي، الذي يكابد لاستعادة قوته، في طريقه إلى التعافي من الأزمة الاقتصادية الحالية.

من جهة أخرى، أكد البدري على أهمية تعزيز الحوار الدائر بين «أوبك» والاتحاد الأوروبي، من أجل بحث كل القضايا التي تخص الطرفين كمنتجين ومستهلكين للنفط، مشيرا إلى أن ما يناقشانه يخص النفط كإنتاج وكصناعة، بما يعود إلى مصلحتيهما كمنتجين ومستهلكين، ولمصلحة شعوبهما، مضيفا أن الحوار ـ كما هو متوقع ـ يحتاج إلى متخصصين، ولجان فنية، ودراسات، ومتابعات، حتى يصل إلى اتفاق. ونفى أن تكون هناك أي تحديات تعوق مسيرة الحوار الذي بدأ بينهما منذ سبع سنوات، وعقد بالأمس مؤتمره السادس بمقر منظمة «أوبك» بالعاصمة النمساوية فيينا، مختتما بمؤتمر صحافي، شارك فيه من منظمة «أوبك»، إلى جانب الأمين العام للمنظمة، رئيسها الحالي وزير النفط الأنغولي خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس، بالإضافة إلى غيرمانيكو بنتو وزير النفط الإكوادوري، فيما ضم وفد الاتحاد الأوروبي أندرياس بيبالقاس رئيس مفوضية شؤون الطاقة، وهانز لوندبورغ السفير السويدي لدى النمسا، ممثلا للرئاسة القادمة لمجلس الطاقة الأوروبي، وفلادميير توسفسكس، وزير التجارة والصناعة بدولة التشيك الرئيس الحالي لمجلس الطاقة الأوروبي.

ومن جانبه، أشاد رئيس الأوبك بالمحادثات، واصفا إياها بالشفافة والصريحة، فيما أكد البدري على استعداد أوبك لمحاورة كل من يرغب في إجراء حوار معها، وصولا إلى أسواق نفط أكثر استقرارا وهدوءا، وإلى أسعار معقولة تصب في مصلحة الأطراف كافة، بما يساعد على مزيد من الاستثمار في مجال صناعة النفط.

من جانب آخر، أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» على استعداد «أوبك» لتوفير الإمدادات النفطية التي تحتاجها أسواق النفط كافة بنسبة 100 في المائة، (داعيا لاستيعاب هذه المعلومة كحقيقة مائة في المائة)، ومشددا على أن المخزونات تفيض بالنفط، ولا يعوزها شيء. وأوضح أن المحاولات الجارية من أطراف مختلفة لاستنباط أنواع جديدة من الطاقة، بما في ذلك الوقود الحيوي، لا تمثل أي تهديدات لـ«أوبك» ولمستقبلها، مشددا على أن «أوبك» ستبقى العامل المؤثر والأقوى في مجال صناعة الطاقة، مبينا أن «أوبك» لن تعارض محاولات لاستنباط وسائل متجددة للطاقة، نافيا ـ في رد على سؤال من «الشرق الأوسط» ـ أن تكون دول «أوبك» ـ كدول منتجة للنفط ـ مسؤولة عن تلويث البيئة، مؤكدا أن مسؤولية التلوث البيئي ـ الذي يؤثر بدوره على الكارثة التي يواجهها العالم بسبب التغير المناخي ـ تقع على كاهل الدول المستهلكة التي «لوثت، ولا تزال تلوث»، موجها الدول المستهلكة إلى ضرورة الاعتماد أكثر وأكثر على وسائل التقنية الحديثة؛ لتقليل آثار الانبعاثات الضارة، لما تتسبب فيه من تلوث. ومن جانب آخر، أشار البدري إلى أن سعرا للنفط يتراوح ما بين 70 إلى 80 دولارا للبرميل يعتبر سعرا مناسبا، يساعد على مزيد من الاستثمار في مجال صناعة النفط، مشددا على ضرورة أن تلتفت الدول المستهلكة للخطر الماحق الذي تسببه المضاربات، وما ينتج عنها من تذبذبات وعدم استقرار في أسواق النفط، مضيفا أن سعرا دون المائة دولار للبرميل يجعل الجميع سعداء، شارحا أن «أوبك» ظلت منذ زمن طويل تحاول لفت نظر دول منظومة الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة إلى خطورة تلك المضاربات، دون أن تعي تلك الدول أهمية ما ظلت تشير إليه «أوبك»، حتى قبل هذه الأزمة الاقتصادية.

هذا، وكان البدري قد أوضح أن نسبة التزام الدول أعضاء «أوبك» بحصصها وصلت إلى 75 في المائة، مشيرا إلى أن من الصعب تحقيق الطموح بالتزام كامل بنسبة 010 في المائة.

في سياق آخر، اتفق البدري ورئيس مفوضية الطاقة بالاتحاد الأوروبي على ضرورة مراقبة الأسواق ودراستها دراسات مستفيضة.