توقيع اتفاق مؤشرات «جدوى ـ رسل» الشرعية.. وتوقع اجتذاب مليار دولار كبداية

الأمير فيصل بن سلمان: نطمح أن نكون البنك الاستثماري الأول في السعودية > أندرو دورمان: «جدوى» تنفرد بالمنتجات المبتكرة والجديدة

الأمير فيصل بن سلمان وإلى يساره أحمد الخطيب الرئيس التنفيذي لـ«جدوى للاستثمار» بينما إلى يمينه أندرو دومان الرئيس التنفيذي لـ«رسل للاستثمار» ورون بندي المدير الإداري لشركة «رسل» (تصوير: حاتم عويضة)
TT

وقعت شركتا «جدوى» للاستثمار السعودية و«رسل» العالمية للاستثمار اتفاقية تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، تقضي بإطلاق مجموعة مؤشرات «جدوى ـ رسل» الشرعية، لتقيس أداء الأسواق المالية العالمية بما يتوافق مع الضوابط الشرعية.

وتم توقيع الاتفاقية أمس في حفل بمدينة لندن حضره رئيس مجلس إدارة «جدوى» للاستثمار الأمير فيصل بن سلمان، ورئيس شركة «رسل» التنفيذي السيد أندرو دورمان وعدد من المسؤولين في الشركتين. وبموجب الاتفاق سيتم إطلاق 10 مؤشرات تتيح مراقبة حركة الأوراق المالية الإسلامية حول أسواق المال في كل دول العالم على مدار أيام التداول.

وأشاد الأمير فيصل بن سلمان بفريق العمل الذي كونته شركة «جدوى» والتقدم السريع الذي أحرزته، بما جعل لها سجل أداء محترم, كما نوه باستشراف «رسل» لهذا الأداء لـ«جدوى» وتوقيع اتفاقية الصندوقين الاستثماريين معها. وقال إن «جدوى» تريد أن تكون بمثابة بنك الاستثمار الأول في السعودية وجذب الاستثمارات المؤسساتية، مشيرا إلى أن عام 2008 أثبت أن لديها أدوات وأرباحا صحية، متوقعا مستقبلا واعدا.

وتحدث لـ«الشرق الأوسط» أحمد الخطيب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «جدوى»، مشيرا إلى أن «المصرفية الإسلامية» بدأت بشكل قوي من ثمانينات القرن الماضي، وتكونت الهيئات الشرعية والبنوك التي عملت على تطوير المنتجات وبرزت من خلال الصكوك والمشتقات، واعتبر أن إطلاق مؤشرات تعمل على الشريعة الإسلامية هو استمرار في عملية التطوير.

ونوه بالاتفاقية الموقعة قائلا إنها بين شريكين من رواد الصناعة، «جدوى» تتمتع بكيفية الإدارة بالشريعة من جهة، و«رسل» تتمتع بالتكنيك في الإدارة، بحسب الخبرة العالمية التاريخية، من جهة أخرى. وأضاف أن الشراكة الجديدة تعد انفرادا من «جدوى»، ستكون أدوات لقياس مدراء الصناديق ومرجعا للمستثمرين عند تقييم مدراء صناديقهم، يتمتع بالمصداقية والشفافية. وتوقع الخطيب أن يكون حجم الاستثمار في البداية على أساس هذه المؤشرات مليار دولار كبداية، مؤكدا أن هناك رغبة لدى مدراء صناديق كثيرين لقياس أدائهم وفقا للمقاييس الشرعية، وتوقع نجاحا كبيرا. وأفاد أن المؤشرات تغطي معظم الدول الإسلامية ولن تكون في السعودية فقط، ولكنها ستساهم في عملية الاستثمار في المملكة بشكل كبير.

من جهة أخرى قال في بيان صحافي: «إن إطلاقنا لهذه المؤشرات يعزز شراكتنا مع شركة رائدة مثل شركة (رسل) العالمية، حيث سبق أن أسسنا و(رسل) العالمية في عام 2007 م شركة لإدارة الصناديق الاستثمارية العالمية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، التي تتبع منهج المدراء المتعددين. ونهدف من خلال هذا المشروع الهام إلى توفير منتجات استثمارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تلبي احتياج شريحة كبيرة من المستثمرين في العالم الإسلامي».

وتحدث أندرو دورمان الرئيس التنفيذي لشركة «رسل» للاستثمار قائلا إن «جدوى» حققت سمعة طيبة لانفرادها الدائم بالمنتجات المبتكرة والجديدة ضمن صناعة الخدمات المالية، ونوه إلى أن شركته تمكنت من خلال شراكتها مع «جدوى» من إنشاء شبكة لتغطية الاستثمار في الأوراق المالية تتوافق مع الشريعة، وتعتبر الأكبر والأشمل بانفراد في الوقت الراهن. وأبرز خبرة «رسل» في تطوير مؤشرات الأسواق على مدار سنوات طويلة، بالإضافة إلى قدرة «جدوى» على تصنيف الأوراق المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وفوائد العمل التي ستتخلل قطبين من خبرة صناعة المنتجات المالية.

وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه تم تأسيس المؤشرات الحالية على أسس اعتمدت على عشرات الآلاف من الأوراق المالية لدى «رسل»، تم تقليصها لتحتوي على 2700 ورقة مالية إسلامية. وقال: «اليوم نطلق 10 مؤشرات، ولكن في حقيقة الأمر هذه المؤشرات تنقسم إلى مئات من المؤشرات الفرعية، تخدم قطاعات وخدمات مالية معينة، بالإضافة إلى خدمات متخصصة في أوراق متخصصة، وهي من مميزات التوسع الجغرافي والخدمي».

وأضاف: «وقد تمكنا من خلال شراكتنا مع (جدوى) من إنشاء شبكة لتغطية الاستثمار في الأوراق المالية، تتوافق مع الشريعة وتعتبر الأكبر والأشمل في الوقت الحالي». وأضاف دورمان: «لقد تضافرت خبرة (رسل) في تطوير مؤشرات الأسواق مع مقدرة (جدوى) المتميزة في فرز وتحديد الأوراق المالية المتوافقة مع الشريعة، من أجل العمل معا لطرح خدمة للمستثمرين ليس في مقدور أي من الأطراف التي تدير المؤشرات تقديمها في الوقت الراهن».

من ناحيته قال فادي طبارة، رئيس إدارة الأصول والرئيس التنفيذي للاستثمار في «جدوى»: «كمديرين للصناديق الاستثمارية والمحافظ الخاصة المتوافقة مع الضوابط الشرعية، واجهتنا بعض الصعوبات في الحصول على مؤشر معياري يوفر أسسا ملائمة للمقارنة مع نظرائنا من المدراء، علاوة على المقاييس الدقيقة للأداء. وتأتي مؤشرات (جدوى ـ رسل) الشرعية لتملأ هذا الفراغ بما لها من شمولية ومنهجية واضحة وتصميم، وما تقدمه من إمكانية الحصول على عدد لا محدود من المؤشرات الخاصة».

تعتبر هذه المؤشرات الأولى من نوعها التي تتيح استعراض الأوراق المالية الإسلامية في مختلف أنحاء العالم يوميا طيلة أيام الأسبوع، بحيث تغطي حركة الأسواق على مر ساعات التداول في العالمين الإسلامي والغربي كليهما. ويهدف هذا المنهج إلى تزويد المستثمر بأكثر مؤشرات تقييم أداء أسواق الأسهم العالمية دقة، وفقا للقواعد الشرعية المعتمدة. ويتوقع بفضل التغطية العالمية الواسعة لشركة «رسل» التي ترصد ما يربو على 10000 ورقة مالية أن يبلغ عدد الأوراق المجازة شرعا منها نحو 2700 ورقة مالية صادرة في 60 بلدا مختلفا.

ومن شأن التغطية المتواصلة والمتزامنة المستهدفة لجميع الأسواق العالمية أن تجعل مؤشرات «جدوى ـ رسل» الشرعية مؤشرات متفردة مقارنة بنظيراتها من المؤشرات الأخرى، ويهدف هذا المؤشر إلى أن يكون من أكثر المعايير موضوعية في تحليل الأداء، فضلا عن أنه يعمل كأفضل النماذج الاسترشادية دقة في إدارة المحافظ الاستثمارية غير النشطة.

وقد تم تعيين هيئة شرعية لهذه المؤشرات مكونة من علماء وأصحاب فضيلة من العالم الإسلامي، ويرأسهم فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المطلق.