«دبي القابضة» و«إعمار» تتجهان للاندماج وإنشاء كيان عقاري بأصول تزيد على 100 مليار دولار

مباحثات في «مراحل متقدمة» لإدماج «إعمار» مع 3 شركات عقارية تابعة لـ«دبي القابضة»

دبي تستعد لاستقبال أكبر شركة عقارية في العالم باندماج «إعمار» و«دبي القابضة» («الشرق الأوسط»)
TT

تتجه دبي لإنشاء أكبر كيان عقاري في العالم، وذلك بعد الإعلان أمس عن مباحثات متقدمة لإدماج الشركات العقارية الثلاث التابعة لمجموعة «دبي القابضة»، مع شركة إعمار العقارية، والذي سينتج عنه أكبر شركة عقارية على مستوى العالم بأصول تزيد على 100 مليار دولار أميركي.

وأعلنت شركة «دبي القابضة» (المملوكة لحكومة دبي) وشركة «إعمار» العقارية (كبرى الشركات المدرجة في سوق دبي للأوراق المالية وحكومة دبي مساهم رئيسي فيها) أمس، أنهما في «مرحلة متقدمة» لتوحيد أنشطة أربع شركات عقارية هي: «إعمار» و«دبي للعقارات» و«سما دبي» و«تطوير».

ولم يتسنّ لـ«الشرق الأوسط» الاتصال بأي من مسؤولي الشركتين للتعليق على تفاصيل أكثر.

وعلى الرغم من أن البيان الذي أصدرته الشركتان لم يوضح أي تفاصيل إضافية بشأن طبيعة الإدماج الذي تزمع إقامته الشركتان الأضخم في دبي، إلا أنه في ما يبدو ستستمر مجموعة دبي القابضة في أنشطتها المتعددة، فيما ستندمج إعمار بالكامل مع الشركات العقارية التابعة لدبي القابضة في كيان عقاري جديد.

وتبني «إعمار» حاليا أطول برج في العالم، وتتمتع بحضور قوي في 36 سوق حول العالم، في حين تعمل «دبي القابضة» في ثلاثة عشر نشاطا مختلفا في قطاعات تشمل نشاطات التمويل والتطوير العقاري وتكنولوجيا المعلومات والضيافة والطاقة والرعاية الصحية والطيران والاتصالات والصناعة والتقنيات الحيوية والتعليم والسياحة والترفيه والاتصال عن بعد.

وإذا كان إعلان أمس قد أسس لاندماج مفاجئ للأوساط الاقتصادية بالمنطقة، فإن الشراكة بين «دبي القابضة» و«إعمار» لم تكُن جديدة، فالشركتان سبق أن كانت لهما شراكتان في ملكية بعض الأصول والمشاريع، مثل بنك دبي الذي تمتلك فيه دبي القابضة 70 في المائة، وإعمار 30 في المائة.

ويقول مسؤولو الشركتين إن هذه العملية المقترحة تأتي لتوحيد النشاطات العقارية «في إطار تحويل دبي إلى مدينة عالمية رائدة في المجال الدولي، حيث إن أعمال البناء والتطوير هي المحرك الرئيسي للتنمية، وسوف ترتفع دبي بذلك إلى مستوى التحديات الراهنة بقدر عال من المرونة والقدرة على التجاوب والتفاعل مع الظروف المحيطة. إن توحيد تلك الكيانات العقارية الكبرى ليس فقط من شأنه الإضافة إلى الإنجازات الكبرى خلال العقود الثلاثة السابقة في دبي ولكن يعلن أيضا البدء في مرحلة جديدة في تاريخ الأنشطة العقارية في العالم».

وتقوم شركتا «إعمار» و«دبي القابضة» بمساعدة مستشاريهما الماليين («رويال بنك أوف سكوتلاند بي إم سي» و«ميريل لينش الدولية» على التوالي) بالانتهاء من التقييم التفصيلي لجدوى توحيد النشاطات على النحو المقترح بما في ذلك تقييم الكيانات المختلفة والهيكل المقترح للصفقة. كما يتم كذلك التباحث مع السلطات التنظيمية ذات الصلة.

وقال محمد القرقاوي رئيس مجلس إدارة «دبي القابضة» إن «توحيد هذه الشركات الثلاث مع (إعمار) هو خطوة طبيعية في سياق تطوير النشاط العقاري بدبي من شأنها أن توفر مزايا كبرى للأطراف ذات الصلة كافة، ومن خلال توحيد هذه الشركات سوف نعطي لهذا الكيان العملاق دفعة قوية وفرصا غير محدودة في الأسواق المحلية والعالمية. سيكون للكيان الموحد استراتيجية واضحة ومركزة تتمثل في وضع إمارة دبي في مرتبة متقدمة باعتبارها مركزا قياديا عالميا في مجالي إدارة وتطوير العقارات».

أما محمد العبار رئيس مجلس إدارة إعمار فقد صرح قائلا: «إننا نؤمن بوجود فرص قوية للتكامل في ما بين (إعمار) والأنشطة العقارية الرئيسية لشركة (دبي القابضة). إن هذه المباحثات الموسعة بين الطرفين تدفعها رؤية مشتركة للاستفادة من تجربة نجاح كل منهما ولخلق مجموعة على أرفع المستويات العالمية يكون من شانها الإسهام بشكل فاعل في تطور دبي كمركز عالمي متميز. ونحن نتطلع إلى العمل مع شركة (دبي القابضة) بهدف الانتهاء من هذه المباحثات قريبا والتأكد من خلق قيمة مضافة لمساهمي الشركة».