قالت «بورشه» أمس إنها تقترب من التوصل إلى اتفاق مع قطر قد يساعد في حل مشكلاتها المالية. وقال متحدث باسم الشركة القابضة التي ترزح تحت ديون ضخمة وتسيطر على «فولكسفاغن»: «المفاوضات دخلت مرحلتها الأخيرة، الفحص الفني خلص إلى نتيجة إيجابية». وتسعى «بورشه» التي تصل ديونها إلى تسعة مليارات يورو إلى تعزيز وضعها المالي، وقد طلبت المساعدة من قطر والحكومة الألمانية و«فولكسفاغن».
وبالتزامن مع محادثاتها مع البلد الخليجي عملت «بورشه» على تحسين طلبها لقرض حكومي قيمته 1.75 مليار يورو من بنك التنمية المملوك للدولة «كيه إف دبليو». وترفض برلين محاولاتها حتى الآن مما يعرقل جهود «بورشه» الرامية إلى الاندماج مع فولكسفاغن.
من جهة أخرى، أثارت خطط محتملة للتعاون بين فولكسفاغن وسوزوكي حماسة المستثمرين أمس، لكن متعاملين قالوا إن الاهتمام بـ«فولكسفاغن» لا يزال يتعلق في الأساس بقطر.
كان مصدر مطلّع أبلغ «رويترز» أول من أمس الخميس أن «فولكسفاغن» تستطلع اتفاقا للتعاون مع شركة صناعة السيارات اليابانية بغية تعزيز حضورها في شريحة السيارات الصغيرة جدا.
ورحب المستثمرون بإمكانية التعاون بين شركتَي صناعة السيارات اللتين واجهتا الركود بشكل أفضل بكثير من معظم المنافسين بفضل حضورهما القوي في الأسواق الصاعدة حيث اعتبرت الفكرة تحركا استباقيا لتلبية طلب متوقع على السيارات الصغيرة في الأعوام القادمة.
وقال المصدر: «ينبغي أن تنظر إلى الأمر من زاوية آسيوية وبالتحديد يابانية». هناك أحجام وفئات للسيارات لا يمكن العثور عليها هنا.
«لا تراها إلا في معرض طوكيو للسيارات لكنها بلا ريب شريحة مثيرة للاهتمام ويكفي أن تلقي نظرة سريعة على الأسواق النامية مثل الهند. من الصحيح أنه توجد فجوة هناك يمكن ملؤها». وارتفعت أسهم «فولكسفاغن» 3.7 في المائة إلى 251 يورو بحلول الساعة 1258 بتوقيت غرينتش لتتصدر المكاسب على مؤشر «داكس» لأسهم الشركات الألمانية الكبرى.
وقال متعامل في فرانكفورت: «الاحتمال الأكبر أنه اهتمام قطر (هو الذي يحرك الإقبال على سهم [فولكسفاغن]). تلك حقا هي قصة اليوم بالنسبة إلى (فولكسفاغن)». وأغلقت أسهم سوزوكي مرتفعة 5.5 في المائة عند 2195 ينّا بعد صعودها خلال المعاملات 7.7 في المائة إلى أعلى مستوياتها في عشرة شهور. وزاد مؤشر قطاع السيارات في بورصة طوكيو 0.3 في المائة.
وقال المصدر إن التعاون مع «سوزوكي» التي تهيمن على سوق السيارات اليابانية الصغيرة جدا فئة 660 سنتيمترا مكعبا إلى جانب «دايهاتسو موتور» التابعة لمجموعة «تويوتا» قد يتمخض عن طراز صغير جديد من «فولكسفاغن».
من جهة أخرى تصاعدت التكهنات أمس بشأن احتمالات عدم موافقة الحكومة الصينية على صفقة شراء شركة سيارات محلية لوحدة إنتاج سيارات «هامر» التابعة لشركة «جنرال موتورز» الأميركية.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية قالت الإذاعة الوطنية الصينية إن لجنة الإصلاح والتنمية الوطنية «تميل إلى رفض» خطة استحواذ شركة «سيتشوان تينغتشونغ هيفي إنداستريال ماشينري» الصينية على العلامة التجارية لـ«هامر» نظرا إلى صغر حجم الشركة وقلة خبرتها، إلى جانب بعض المخاوف المتعلقة بالبيئة.
غير أن صحيفة «الشعب» اليومية الصينية الرسمية نقلت أمس عن ياو جيان المتحدث باسم وزارة التجارة المعنية أيضا بالموافقة على الصفقة قوله الأسبوع الماضي إن عرض شركة «تينغتشونغ» «منطقي وعادي»، في ضوء الأزمة المالية العالمية.
ونقلت الصحيفة عن ياو قوله إن وزارته لم تتلقَّ طلبا من الشركة الصينية حتى الآن. وكان الموقع الإلكتروني الرسمي «سينا.كوم» نقل أمس الخميس عن مصادر رفضت الكشف عن هويتها القول إنه من المقرر إقامة مراسم التوقيع علي الصفقة بعد غد الأحد.
بيد أن صحيفة «الشعب» نقلت عن «شخص مطّلع على هذا الأمر» قوله إن التقرير الخاص بخطط التوقيع «إشاعة لا أساس لها من الصحة».
ورفضت الشركة الصينية وكذلك «جنرال موتورز» الكشف عن تفاصيل بشأن قيمة الصفقة التي قدرها محللون مختصون في مجال الصناعة بما يتراوح بين 100 مليون و500 مليون دولار.