المهاجرون أكثر ضررا من تدهور الأوضاع الاقتصادية

ارتفاع معدلات البطالة في ألمانيا

TT

أفادت دراسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن العمال المهاجرين يتضررون أكثر من الآخرين من تدهور الوضع في سوق العمل بسبب الأزمة الاقتصادية.

وأفادت نشرة 2009 لتوقعات الهجرات الدولية أن العمال المهاجرين هم أول من فقدوا وظائفهم حتى بلغ مستوى البطالة بينهم الضعف تقريبا في إسبانيا وأيرلندا والمملكة المتحدة منذ بداية الأزمة. وفي الربع الأول من 2009 بلغت نسبة بطالة العمال المهاجرين في إسبانيا 27.1 في المائة مقابل 15.2 للعمال المحليين. وفي فرنسا 14 في المائة خلال نفس الفترة مقارنة بـ8.2 في المائة للأشخاص المتحدرين من فرنسا.

وأفاد تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أنه من السابق لأوانه التحدث عن تطور تنقلات المهاجرين إلا أن في بعض البلدان «بدأت مؤشرات تدل على تراجع عدد الوافدين»، وفي الولايات المتحدة سجل انخفاض بنسبة 16 في المائة في عدد تأشيرات العمل الموسمي وهي الأكثر رواجا خلال سنة 2008 الضريبية.

وتفيد أحدث توقعات المنظمة أن نسبة البطالة الإجمالية في منطقتها سترتفع حتى نهاية 2010 لتبلغ 10 في المائة مقابل 6 في المائة خلال 2008 أي من 34 مليونا إلى 56 مليونا في 2010.

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن التقرير توقع أن من أسباب انخفاض عدد المهاجرين الباحثين عن عمل في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، انعكاسات الأزمة وتشديد القيود على تنقل المهاجرين.

وسجلت أستراليا تراجعا في تنقل المهاجرين الموسميين بنحو 25 في المائة خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2009.

وفي المملكة المتحدة وأيرلندا تراجع عدد المهاجرين القادمين من آخر الدول التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي بأكثر من النصف.

وأكدت المنظمة أمام هذه التطورات أنه «يجب إبقاء الباب مفتوحا أمام العمال المهاجرين لتلبية الحاجة من اليد العاملة على المدى المنظور»، ودعت إلى تحديد «سياسة مناسبة» في أقرب وقت ممكن. ومن ناحية أخرى كشفت بيانات رسمية صدرت أمس أن معدل البطالة الألماني ارتفع بأقل من المتوقع في يونيو (حزيران) الماضي فيما لم تخفف تلك الأنباء من المخاوف بشأن الركود الاقتصادي الذي يضرب ألمانيا.

وقال مكتب العمل الاتحادي إن عدد العاطلين بعد احتساب العوامل الموسمية وهو رقم يعكس الاتجاهات العامة في سوق العمل ارتفع بمقدار 31 ألف عاطل هذا الشهر ليصل العدد إلى 3.49 مليون عاطل. وكان محللون يتوقعون زيادة بمقدار 40 ألف شخص في عدد العاطلين عن العمل.

وقال رئيس المكتب فرانك يورجين فايسه إن «الركود في ألمانيا ضرب الانتعاش الذي يحدث في الربيع بسوق العمل».

ويتوقع الخبراء عموما أن تواجه البلاد ارتفاعا في عدد العاطلين عن العمل بعد أن ضرب الركود العالمي سوق العمل في أكبر اقتصاد في أوروبا. وتتسبب أيضا التوقعات في زيادة أخرى في معدل البطالة في زيادة المخاطر التي تواجه حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تتجه لخوض الانتخابات العامة في سبتمبر (أيلول) في ظل الطوابير الطويلة من العاطلين عن العمل.

ورغم أن عدد العاطلين عن العمل دون أخذ العوامل الموسمية في الاعتبار قد تراجع بمقدار 48 ألف شخص ليصل العدد إلى 3.41 مليون عاطل، فإن التراجع كان أقل مما كان عليه مقدار التراجع خلال فترة فصل الربيع في السنوات الماضية عندما كان أرباب العمل غالبا يزيدون قوتهم العاملة في هذا التوقيت.