تكتل عالمي وجهود مكثفة للنهوض بقطاع الطيران

9 مليارات دولار خسائر متوقعة للعام الحالي > بداية العمل ببرنامج تجارة الانبعاثات مطلع 2012

ويلي وولش الرئيس التنفيذي لـ«بريتش إيروايز» خلال المؤتمر («الشرق الأوسط»)
TT

التقت شركات طيران وهيئات ومنظمات عالمية عاملة في مجال السفر الجوي في مدينة كان الفرنسية في محاولة للتوصل لحلول للقطاع الذي تعرض لخسائر كبيرة ناجمة عن كثير من العوامل، بداية من ارتفاع أسعار النفط، وبالتالي أسعار وقود الطائرات، ثم الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي يعاني منها العالم، وأخيرا وباء إنفلونزا الخنازير الذي حد من حركة المسافرين. وشرح التجمع العالمي دور التكنولوجيا الفعال في عملية الإصلاح، وتحويلها إلى حليف للعمل على الحد من الانبعاثات الكربونية التي تنتجها الطائرات وتحويلها إلى تجارة من خلال برنامج عالمي جديد. جاء ذلك خلال مؤتمر «سيتا» الستين لخدمة تكنولوجيا الطيران المدني في مدينة كان الفرنسية جنوبي البلاد، في حدث شاركت فيه شركات طيران عالمية ضخمة.

وأعلن ويلي وولش الرئيس التنفيذي لشركة «بريتش اير وايز» البريطانية أن الوقت الحالي هو الأكثر صعوبة للقطاع وشركته على وجه الخصوص، متوقعا ألا يرى أي تعاف قبل مرور عامين على الأقل. وأكد أن عام 2008 كان صعبا مقارنة بالعام الذي سبقه الذي رأى نموا قويا إلى حد كبير. وعزى الخسائر الشديدة التي منيت به شركته إلى أسعار النفط المرتفعة الصيف الماضي، حيث وصل إجمالي النفقات على الوقود على مستوى القطاع إلى 165 مليار دولار، ولكن التوقعات للعام الحالي 106 مليارات دولار، مشيرا إلى انخفاض بقيمة 59 مليار دولار في ميزانية العام الماضي. وتطرق وولش إلى المعاناة التي نتجت عن معركة أسعار الوقود التي عاشتها شركته في هذا الوقت، مصحوبة باضطراب شديد في أسعار العملات وأسعار الصرف. وفي مؤتمر صحافي خاص حضرته «الشرق الأوسط»، أفاد وولش أن مضاربات النفط التي لعبت عليها شركته العام الماضي كانت أغلبيتها خاطئة، واعترف أنها السبب الأساسي في الخسائر التي منيت بها الشركة.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، أكد أن استلام طائرات «إيرباص ايه 380» لا يزال قرارا إيجابيا على الرغم من الوضع المالي الحالي، وقال: «طائرة إيرباص الجديدة ستعمل بالطاقة التشغيلية نفسها لطائرتان بوينغ 747 بالإضافة إلى تكنولوجيتها الحديثة التي تعمل على توفير الوقود والحفاظ على البيئة من خلال انبعاثات كربونية أقل من محركاتها، بالإضافة إلى عدد الركاب الأكبر الذي تستوعبه الطائرة». ثم علق على الخط الجديد الذي ستطلقه «بريتيش إير وايز» من مطار لندن سيتي إلى مطار كنيدي في نيويورك على متن طائرة «إيرباص ايه 318» صغيرة الحجم، الذي سيعمل على خدمة رجال الأعمال فقط بتزويد الطائرة بـ32 مقعدا، متوقعا أن تشهد تلك التجربة نجاحا كبيرا. ثم تحول إلى قضية الانبعاثات الكربونية، التي يقع على عاتق شركات الطيران العبء الأساسي فيها، موضحا أن الناقلة البريطانية تتحمل المسؤولية، وهي الأمر الأساسي لمعرفة كيفية التحكم في حجم الانبعاثات، التي تنوي خفضها بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2011. وتحدث عبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، عن برنامج «تجارة انبعاثات الكربون» وتفاصيل البرنامج المعقد الذي سيطلقه الاتحاد الأوروبي المقرر تطبيقه في شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2010. والهدف الأساسي منه هو مكافحة ظاهرة التغير المناخي، من خلال مراقبة شركات الطيران لكميات الاستهلاك والانبعاثات الكربونية التي تنتجها.

وأشار تفاحة لـ«الشرق الأوسط» أن العمل على توفير الوقود الحيوي سيزداد، ولكن سيبدأ بالوجود بشكل تجاري ببلوغ عام 2018، الأمر الذي بدأ يزداد ظهورا بداية من وحدة «كاميلينا» الأميركية التي تعمل على تحويل زيوت طبيعية إلى وقود الطائرات. وأضاف إلى أن برنامج تجارة الانبعاثات الجديد سيكون معقدا إلى حد كبير. وقال: «شركات الطيران يجب أن تعمل وفق القوانين الجديدة، وإلا فالغرامات ستكون قاسية»، موضحا إلزام شركات الطيران بكميات محددة من الأطنان الكربونية. وشارك فريديرك فاليس رئيس البرنامج البيئي في «سيتا» في الحديث عن برنامج تجارة الانبعاثات الذي سيتم تطبيقه بسرعة حول العالم لتطبيق الاتفاقية التي سيتم التعامل بها مطلع عام 2012. وأكد أن الاتحاد الأوروبي عين حكومات لمراقبة عمل الشركات وفقا للبرنامج ببيانات لن تتغير في ميكنة العمل والقوانين التي ستطبق. وشرح فاليس بعض تفاصيل البرنامج، بدأت من نهاية أغسطس (آب) العام الحالي، لتسلم الشركات المشاركين، وعددهم 28، الأوراق والمستندات الخاصة بهم، ثم الخطط النهائية نهاية العام. وأضاف أنه في نهاية العام المقبل ستبدأ مراقبة الانبعاثات من كل الشركات المشاركة، ثم بداية من مارس (آذار) 2011 تسلم تقارير الاستهلاك الكربوني بالأطنان الكيلومترية. وحدد المرحلة الرابعة من البرنامج بالمرحلة التجارية. وأفاد بول كوبي رئيس «سيتا» أن القطاع بالفعل يعاني من كساد شديد ضرب جميع جوانب القطاع، ليطال حتى شركات قطع غيار الطائرات، مشيرا إلى دعم «سيتا» المتتالي، من خلال السنوية الستين، لخدمات الطيران التكنولوجية لأكثر من 550 عضوا حول العالم بـ1.5 مليار دولار في أكثر من 200 دولة ومقاطعة حول العالم. وعرض آندرو هيردمان رئيس اتحاد طيران منطقة المحيط الهادي، توقعات سلبية للقطاع، متوقعا 9 مليارات دولار خسائر صافية لعام 2009، متأثرا بحركة الركاب وأسعار النفط. وفسر تأثر شركات طيران منطقة المحيط الهادي بهبوط شديد في حجم النمو لعام 2008 مقارنة بالعام الذي سبقه، بسبب انخفاض حركة النقل على درجات رجال الأعمال والدرجة السياحية بنحو 50 في المائة. وجاء ترتيب المناطق من حيث حركة الركاب المتوقعة لعام 2009 بالولايات المتحدة الأميركية في الصدارة، تليها آسيا، ثم الاتحاد الأوروبي، متوقعا أن يرى القطاع نموا ملموسا في العامين المقبلين. وردا على سؤال عن حجم المخاطر التي يواجهها القطاع من وباء إنفلونزا الخنازير، أشار الدكتور أمين خان مدير الأرباح والتوزيع في الطيران الماليزي إلى أن 5 إلى 10 في المائة قد يكون حجم الانخفاض في النمو تأثرا بالمرض. وأوضح أن العالم تعرض لمرض «سارس» منذ عامين، وكان متفشيا إلى حد كبير، ولكن استطاعت شركات الطيران تخطي تلك الأزمة. وتحدثت آنجيلا غيتينز رئيسة المجلس الدولي للمطارات عن كيفية التغلب على المصاعب التي تواجه المطارات أيضا، والحد من تكاليف التشغيل التي تكبدها المطارات لشركات الطيران التي قد تحد التكنولوجيا منها.

وقدمت كل من مطار هونغ كونغ ولوس أنجليس كمثال لاستخدام التطور التكنولوجي في مراقبة حقائب السفر خلال تنقلها عبر صالات المطارات إلى الطائرات مما يقلل بشكل كبير فرص فقدانها. واستعرض كل من جيم بيترز وغريغ أوليون من «سيتا» الجوانب التكنولوجية الحديثة والإمكانيات الإلكترونية التي توفرها «سيتا» في الوقت الحالي تجاه تسهيل عمليات التسجيل في المطارات.

وذلك بالإضافة إلى إتاحة الفرصة الحقيقية لرجال الأعمال لتمكينهم من مواصلة العمل بوتيرة أسرع من خلال برامج إلكترونية، توفر وقت المستهلك في إجراءات السفر في المطارات لتقليصها إلى أقل من 50 في المائة.