تؤثر المخاوف من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير والأزمة الاقتصادية العالمية على الحجوزات في فنادق مكة المكرمة، قبل شهرين من بدء موسم الحج الذي يجتذب مليوني حاج إلى مكة. ويمكن أداء العمرة في أي وقت من العام، لكن الكثيرين يفضلون أداءها في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، أي في الفترة من 10 إلى 20 سبتمبر (أيلول) من هذا العام.
وفي الوقت الذي قدرت فيه مصادر لـ«الشرق الأوسط» وجود انخفاض في الإقبال على العمرة خلال الموسم الحالي يصل إلى 60 في المائة، أكد مسؤول رفيع في لجنة الحج بالغرفة التجارية بمكة المكرمة وجود انخفاض، ولكن يقدر إلى الآن بعشرة إلى عشرين في المائة مقارنة بالأعوام السابقة، وحمّلت المصادر إنفلونزا الخنازير والأزمة الاقتصادية العالمية أسباب هذا الانخفاض الذي على إثره سحبت مبالغ مدفوعة من قبل رؤساء مجموعات تقوم بالحجز والتنسيق مع مكاتب الحج والعمرة. وأكد مصطفى مياجان، رئيس مكتب حجاج جنوب آسيا رقم 54، أن التأثير واضح وملموس، وقال لـ«الشرق الأوسط» «الأعداد منخفضة مقارنة بالسنوات الماضية، وتؤثر أيضا على الحج، لأن الناس تخاف من الأوبئة والاختلاط»، مستشهدا بسحب رؤساء مجموعات كانوا يستقطبون المعتمرين والحجاج من خارج السعودية لمدفوعاتهم.
وأردف «انخفضت النسبة هذا العام مقارنة بالعام الماضي، واتصلنا برؤساء المجموعات لنستفسر عن الحجوزات، وأفادوا بسحب العربون المقدم من قبل الناس لأنهم مترددون في تأدية العمرة هذا العام خوفا من الوباء المنتشر في أنحاء العالم (إنفلونزا الخنازير)»، كما توقع مياجان أن ينخفض الإقبال على الحجوزات بنسبة 50 إلى 60 في المائة، مستشهدا بما حدث خلال إحدى السنوات التي تغير فيها نظام العمرة، حيث شهدت الحجوزات انخفاضا وصل إلى هذه النسبة. وعن التغييرات التي شهدها موسم استقبال العمرة الحالي، تحدث سعد القرشي نائب رئيس لجنة الحج بالغرفة التجارية بمكة المكرمة وجدة لـ«الشرق الأوسط» عن وجود انخفاض قدر بنسبة عشرة إلى عشرين في المائة، وقال «لم يصل التأثير إلى درجة خطرة، ولم تلغ الحجوزات السابقة، ولكن لا توجد حجوزات جديدة الآن، ونأمل أن تتم تغطية هذا النقص من عمرة الداخل».
وسجل أحد الفنادق المميزة بقربها من الحرم المكي تراجع الحجوزات للعمرة بلغت نسبة 60 في المائة، وقال عياد علي الشريف الموظف المختص بالحجوزات في الفندق «في العام الماضي في مثل هذا الوقت كانت حجوزاتنا تشير إلى نسبة إشغال مائة في المائة « موضحا ان الفندق قد يخفض أسعاره مع اقتراب موسم العمرة.
وأكد موظف يعمل في أحد الفنادق الأخرى المطلة على الحرم المكي أن الحجوزات للنصف الأول من رمضان تشير إلى نسبة إشغال تبلغ 50 في المائة.
وفي فندق «أجياد» المفضل بين الحجاج لقربه من الحرم المكي، تراجعت الحجوزات لعمرة رمضان بنسبة 60 في المائة. وقال عياد علي الشريف الموظف المختص بالحجوزات في الفندق لـ«رويترز»: «العام الماضي في مثل هذا الوقت كانت حجوزاتنا تشير إلى نسبة إشغال مائة في المائة». وأضاف أن الفندق قد يخفض أسعاره مع اقتراب موسم العمرة «أعتقد أن ذلك يرجع إلى الأزمة المالية والخوف من انتشار الأمراض».
و«أجياد» من بين عدة فنادق أقيمت بالقرب من الحرم، بعضها تديره شركات عالمية مثل «هيلتون» و«إنتركونتيننتال». وقال موظف بفندق إنتركونتيننتال دار التوحيد: «إن الحجوزات للنصف الأول من رمضان تشير إلى نسبة إشغال تبلغ 50 في المائة».
وأكد موظف يعمل في أحد الفنادق الأخرى المطلة على الحرم المكي أن الحجوزات للنصف الأول من رمضان تشير إلى نسبة إشغال تبلغ 50 في المائة.
وحث وزير الصحة السعودي عبد الله الربيعة كبار السن والمرضى وغيرهم من المسلمين غير القادرين بدنيا على تأجيل الحج في إطار محاولات المملكة لمنع انتشار واسع النطاق لمرض الإنفلونزا (إتش1 إن1). وأعلنت السعودية حتى الآن عن 137 حالة إصابة بالمرض تم شفاء نسبة كبيرة منها. وفي الشهر الماضي أعلنت تونس تعليق سفر مواطنيها للحج والعمرة. وأكدت مجموعة «القطان» التي تملك أربعة فنادق في مكة حجوزات لنحو 50 في المائة فقط من غرفها حتى الآن. وقال خالد القطان، نائب رئيس المجموعة «في مثل هذا الوقت من العام الماضي كانت لدينا حجوزات مؤكدة لما بين 75 و80 في المائة من الغرف، لكن هذا العام الناس يحجزون بأسمائهم فقط دون دفع مقدمات». وأضاف «هذا أمر مهم بالنسبة لنا. بعض الحجاج يقولون إن دولهم ستلغي رحلات الحج». وبعض شركات السياحة التي تطمح إلى تحقيق أرباح كبيرة ربما تعطل الحجز على أمل أن تخفض الفنادق أسعارها.
ورفض حسني بوسطجي، مدير إدارة شؤون بعثات الحج، التعليق. وقال تركي موشي، الموظف في مكتب حجوزات شركة «مكة للفنادق» التي تملك 409 غرف، إن حجوزاتها تشير إلى نسبة إشغال 85 في المائة بالمقارنة مع مائة في المائة قبل عام. وفي فندق الخليج الذي يضم 167 غرفة، قال عادل السيد، مدير التسويق إن الحجوزات تشير إلى نسبة إشغال تبلغ 40 في المائة فقط بالمقارنة مع 80 في المائة قبل عام. وقال «يرجع ذلك في جزء منه إلى إنفلونزا الخنازير وفي الجزء الآخر إلى الأزمة الاقتصادية».
وفي سياق إنفلونزا الخنازير، أعلنت وزارة الصحة السعودية، أمس، تماثل 134 حالة مصابة بإنفلونزا الخنازير من الحالات التي تم تسجيلها للشفاء، مبينة أنها سجلت يوم أمس الخميس 11 حالة إصابة جديدة بمرض إنفلونزا الخنازير نمط (إتش1 إن1)، ليصبح العدد الإجمالي 160 حالة مصابة تم تأكيدها جميعا في مختبرات وزارة الصحة.