مدير شركة «سيمانتك» لـ «الشرق الأوسط» : قراصنة الإنترنت يبيعون أخطر المعلومات بدولارين

ضرورة خلق ثقافة الحذر في التعامل مع طرح المعلومات

TT

بأقل من دولارين فقط، يمكن لك الحصول على أخطر وأهم المعلومات الإلكترونية، أما كيف ذلك، فذلك ما يحذر منه أنريك سالم، مدير شركة «سيمانتك» والخبير في أمن البرمجيات، الذي يقول، إن شركته نجحت خلال العام الماضي في اكتشاف أكثر من عشرين ألف من البرامج الضارة الجديدة، طرحها قراصنة الإنترنت، لتبحر في غياهب الشبكة العنكبوتية بهدف اقتناص أكثر المعلومات دقة لمستخدميها.

وفي حوار مع «الشرق الأوسط» ذكر سالم، أن السعي نحو خلق ثقافة الحذر في التعامل مع طرح المعلومات عبر الإنترنت، كان من أبرز التوصيات التي خرج بها مؤتمر سان فرانسيسكو، الذي نظمته في أبريل (نيسان) الماضي شركة «ار إس إيه» المتخصصة في مجال تأمين وحماية البرمجيات. ويعلق سالم بهذا الخصوص قائلا: «للأسف لا يدرك كثير من مستخدمي الإنترنت خطورة طرح معلومات تمس تفاصيل حياتهم اليومية للآخرين، من المهم أن ننشئ علاقات اجتماعية مع أناس في الجهة المقابلة من المعمورة، لكن الأهم هو كيفيه إحاطة هذه المعلومات بنطاق من الأمن والسرية».

ويرى سالم، أن المواقع الاجتماعية الشعبية للإنترنت كـ«الفيس بوك» والـ«تويتر» أضحت مصدرا خصبا لمحتالي الإنترنت، يغزون عبرها حياة الكثيرين دون إذن مسبق، وهي خطورة ربما لم تدركها شيلي سورز، زوجة الرئيس الجديد لجهاز المخابرات البريطاني «إم أي 6» عندما وضعت صور زوجها وعائلتها وأصدقائها على موقع «الفيس بوك» على الإنترنت. وهي تفصيلات يمكن أن تعرض الأمن للخطر. الأمر الذي وصفته صحيفة «ميل اون صنداي» البريطانية، بأنه «زلة غير عادية».

لذلك يرى سالم، أن التوعية السليمة بأصول استخدام الإنترنت، ليس من الناحية التقنية فقط، بل توعية ذات طابع مجتمعي أضحى الهم الشاغل لكثير من الحكومات حول العالم، خاصة بالنسبة للشرائح الاجتماعية الواسعة للشباب والأطفال، ويعلق حول ذلك بقوله: «تخيلي أن كثيرين مستعدون لاقتحام جهاز الكومبيوتر الخاص بك، وبيع أي معلومة تخصك مقابل دولارين فقط! كما أن تزوير الهوية الإلكترونية في بريطانيا وحدها يكلف سنويا أكثر من مليار جنيه إسترليني كل عام».

وتذكر أحدث الإحصاءات أن كل صفحة من الإنترنت تتعرض لفيروسات كل أربع ثواني تقريبا، إلا أن «سيمانتك» وبفضل برامجها المتطورة نجحت العام الماضي في منع مائتين وخمسة وأربعين هجوما إلكترونيا كل شهر، أي ما يوازي تقريبا 200 ألف هجوم كل نصف ساعة.

لذلك تعيش شركات أمن البرمجيات في تحد مستمر مع قراصنة الإنترنت، لرصد كل جديد في أساليبهم، التي لا تنتهي لاستغلال الآخرين، وهي دراسات مهمة للغاية، تصمم على أساس النتائج الخاصة بها أحدث برامج أمن البرمجيات، وتهدف هذه البرامج إلى إعادة الثقة، التي فقدها الكثير في اعتماد الإنترنت لتعاملاتهم المالية والمصرفية. من أبرزها منتج أمني جديد يحمي خصوصية المستهلك من السرقة، خاصة خلال قيامه بإجراء معاملاته البنكية عبر الإنترنت، كما يوفر المنتج الجديد ميزة الكشف عن المواقع الإلكترونية الموثوقة، التي يمكن تصفحها بأمان وتفريقها عن المواقع المشبوهة، عبر تقنية خاصة يتضمنها البرنامج بالألوان يتلخص في أنه بعد تنزيل البرنامج الأمني على الكومبيوتر الشخصي، وعند فتح أي موقع ما يعطي البرنامج إشارة معنية لمستخدم الكومبيوتر بأن هذا الموقع مأمون، أو ما هو إلا فخ لأحد محتالي الإنترنت، وتسعى الشركة من خلال المنتج الجديد إلى تعزيز مكانتها ف السوق، التي تستحوذ على اثنين وستين في المائة من أسهمه.

وبحسب آخر إحصاءات «سيمانتك» في أبريل من العام الماضي، تشكل السعودية أولى الدول المستهدفة على الشبكة العنكبوتية بالنسبة لمنطقة الخليج، في حين احتلت الإمارات المرتبة الأولى بالنسبة لكم الرسائل المزعجة عبر الإيميل، تليها كل من قطر والبحرين، وتستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 45 في المائة من نسبة الهجمات الإلكترونية لقراصنة الإنترنت حول العالم.