4 دول أوروبية توقع اتفاق خط أنابيب «نابوكو» لنقل الغاز

ينقل 31 مليار قدم مكعب سنويا بهدف تقليل الاعتماد على روسيا

TT

وقّعت أربع دول أوروبية (النمسا وبلغاريا والمجر ورومانيا) مع تركيا الاثنين اتفاقا لإقامة خط أنابيب الغاز «نابوكو» الذي من شأنه أن يقلص تبعية أوروبا تجاه روسيا في مجال الطاقة.

ويقضي مشروع «نابوكو» المدعوم من الولايات المتحدة ببناء خط أنابيب غاز لنقل ما يصل إلى 31 مليار متر مكعب سنويا بصورة تدريجية من آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي خصوصا مرورا بتركيا وجنوب شرق أوروبا.

ويأتي ربع الغاز الطبيعي المستخدم في أوروبا حاليا من روسيا. وقد سبق وتأثرت الإمدادات إلى أوروبا سلبا بشكل خطير إثر خلاف نشب بين روسيا وأوكرانيا.

وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أنه من المتوقع أن يبدأ تشغيل خط «نابوكو» في عام 2014. وتقدر تكلفة المشروع الذي أطلق في 2002 بـ9.7 مليار يورو.

ويشار إلى أن مشروع «نابوكو» سيقلل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، ويرى الخبراء أن خط «نابوكو» هو بديل عن الغاز الروسي الذي يصل إلى دول أوروبا الوسطى والشرقية عبر أراضي أوكرانيا. وكان الخلاف بين روسيا وأوكرانيا قد تسبب مطلع العام الجاري في أزمة طاقة ووقود في عز فصل الشتاء.

وبدورها نفت أوروبا ما قالته روسيا من أن خط «نابوكو» لنقل الغاز من منطقة بحر قزوين إلى أوروبا عبر تركيا وشبه جزيرة البلقان لن يُكتب له النجاح بسبب عدم كفاية كميات الغاز لتغذية هذا الخط. وكانت روسيا قد أعربت مرات كثيرة عن التشاؤم من مشروع «نابوكو»، مبررة ذلك بأن «إيران التي يتعين عليها تغذية هذا المشروع بالغاز الطبيعي علاقاتها متشنجة مع الغرب». وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده ترغب في نقل الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر خط أنابيب «نابوكو» «عندما تسمح الظروف بذلك»، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة.

وقال أردوغان خلال اجتماع للدول الشركاء بمشروع «نابوكو» والدول الإقليمية بما في ذلك العراق وجورجيا: «نرغب في أن يشمل مشروع (نابوكو) نقل الغاز الإيراني عندما تسمح الظروف بذلك».

وأكد ريتشارد مورنينغستار المبعوث الأميركي الخاص للطاقة معارضة الولايات المتحدة لاحتمال استخدام الغاز الإيراني في خط أنابيب «نابوكو».

إلا أن وكالة «رويترز» للأنباء أشارت إلى أن التساؤلات حول الإمدادات والتمويل لا تزال تؤثر على جدوى المشروع.

وقال أردوغان إن قطر قد تلعب دورا رئيسيا في المشروع عن طريق وحدة الغاز الطبيعي المسال في تركيا. وأضاف أنه يعتقد أن من الممكن نقل الغاز الروسي إلى الأسواق الأوروبية عبر «نابوكو».

ويدعم الاتحاد الأوروبي المشروع بصفته أحد السبل للحد من اعتماده على الغاز الروسي في ظل وجود عدد من المورّدين المحتملين للمشروع بما في ذلك العراق ومصر وإيران وأذربيجان وروسيا وتركمانستان.

ولم يتمكن مشروع «نابوكو» من توفير الإنتاج الكافي لخط الأنابيب الذي تبلغ سعته 31 مليار قدم مكعب والذي يتنافس مع مشروع «ساوث ستريم» الذي يحظى بدعم روسيا لتلبية الاستهلاك الأوروبي المتزايد.

وتأمل تركيا ذات الأغلبية المسلمة التي تطمح إلى الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي أن يعمل مشروع «نابوكو» على ترسيخ مكانتها كمركز للطاقة بالنسبة إلى الغرب ويدعم مساعي الانضمام.

وفي الوقت نفسه أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن أوروبا من الممكن أن تتسلم 15 مليار متر مكعب من الغاز العراقي عبر تركيا.

وجاءت تعليقات المالكي خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي والزعماء الإقليميين في تركيا من أجل التوقيع على الاتفاقيات الخاصة بمشروع خط أنابيب «نابوكو» المزمع، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان بيع 15 مليار متر مكعب من الغاز العراقي سيتم عبر نابوكو. ولم يحدد المالكي إطارا زمنيا.

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء عقب يوم من تصريح على الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية بأن العراق لا يمتلك أي فائض من الغاز في الوقت الراهن لبيعه عبر خط أنابيب «نابوكو» الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة.

كما أعلن ناطق علييف وزير الصناعة والطاقة الأذربيجاني أن بلاده مهتمة بمشروع خط أنابيب «نابوكو» في ظل رغبة أذربيجان الغنية بالغاز والمطلة على بحر قزوين في تنويع طرق تصدير الطاقة لديها.

وقال وزير البترول المصري سامح فهمي خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي والزعماء الإقليميين في تركيا من أجل التوقيع على اتفاقيات مشروع «نابوكو» إن خط أنابيب الغاز العربي المزمع من شأنه أن يكون مصدرا محتملا لإمداد «نابوكو» بالغاز.