تستقبل السوق السعودية خلال تعاملات الأسبوع الحالي الجزء المتبقي من إعلانات النتائج المالية للشركات المدرجة في سوق الأسهم، بعد أن كانت 50 شركة متداولة قد أفصحت عن أدائها في الربع الثاني والنصف الأول من العام خلال الأسبوع الماضي، وأظهرت فيه مواصلة تحقيق الأرباح، حيث تجاوزت 16.6 مليار ريال (4.4 مليار دولار).
وسيكون يوم الثلاثاء المقبل من الأسبوع الحالي، هو آخر يوم قانوني لإعلان 78 شركة مدرجة عن نتائج أعمالها للربع الثاني وكامل النصف الأول من العام، حيث تقضي قواعد هيئة السوق المالية في أنظمتها أن يعلن المصدر (الشركة) عن قوائمه المالية التي يجب إعدادها ومراجعتها وفقا لمعايير المحاسبة القانونية، وذلك فور اعتمادها وخلال فترة لا تتجاوز 15 يوما تداوليا من نهاية الفترة المالية التي تشملها تلك القوائم. ولا تزال الأنظار تترقب النتائج المالية للشركات القيادية وخاصة قطاع الصناعات والبتروكيماويات، بعد أن أعلنت 4 شركات مدرجة بالقطاع عن تراجع ملموس في نتائجها المالية عن النصف الأول من العام الحالي، كما يطول الترقب نتائج قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات حيث لم تفصح شركاته الأربع عن نتائجها المالية.
وبين لـ«الشرق الأوسط» عبد القدير صديقي المحلل الفني المستقل وعضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، أن المؤشر العام استطاع أن يعوض جزءا من الخسائر التي تكبدها خلال الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن السوق ما زال في مسار صاعد، خاصة أن عملية التصحيح التي شهدها منذ منتصف الشهر الماضي لم تتجاوز 38.2 في المائة من مستويات الفيبوناتشي.
وأشار المحلل الفني إلى أن المؤشرات الفنية بدأت تأخذ مسارا إيجابيا على المدى القريب، مما يعطي محفزا لمواصلة الصعود لاختراق مستويات 5666 نقطة والتي تمثل 38.2 في المائة من نسب الفيبوناتشي العالمية والمتزامن مع خط المسار الهابط.
وفي تطور آخر، يبدأ اليوم ولمدة أسبوع استقبال الطلبات للاكتتاب في أسهم الشركة الوطنية للبتروكيماويات «بتروكيم» التي طرحت 240 مليون سهم بعد موافقة السوق المالية السعودية لزيادة رأسمالها، حيث تم تخصيص 80 مليون سهم لكل من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والمؤسسة العامة للتقاعد، على أن تطرح الأسهم المتبقية وقدرها 80 مليون سهم على الجمهور بقيمة اسمية قدرها 10 ريالات للسهم الواحد.
يذكر أن المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي تمتلك «بتروكيم» والتي قامت بتأسيسها في عام 2008 برأسمال قدره 2.2 مليار ريال، مبينة أنها ستوجه حصيلة الاكتتاب لتمويل حصتها في السعودية «للبوليمرات» بحيث تصبح ملكية بتروكيم في السعودية للبوليمرات 65 في المائة وسوف تمتلك شركة «شيفرون فيليبس» النسبة المتبقية وقدرها 35 في المائة. ومن جهة أخرى، ترى مجموعة «بخيت الاستثمارية» في تقريرها الأسبوعي، أن المؤشر العام تفاعل مع النتائج المالية الإيجابية للبنوك السعودية التي أظهرت أرباحا في الربع الثاني 2009 فاقت توقعات المحللين، خصوصا بعد الحديث عن الوضع الصعب للبنوك في ظل أزمة الائتمان التي طغت في الآونة الأخيرة، وضغطت على أسعار أسهم البنوك بشكل قوي في الأسابيع الماضية.
وتوقعت مجموعة بخيت أن تبقى الأنظار متجهة نحو إعلان النتائج المالية للشركات القيادية المتبقية، وبالأخص شركة «سابك» وشركات قطاع الاتصالات، مشيرة إلى أنه في حال كانت النتائج ضمن توقعات المحللين فسيواصل سوق الأسهم تحسنها، خصوصا إذا عاودت أسعار النفط إلى التحسن واستمرت موجة الصعود في الأسواق العالمية.