القطاع البنكي السعودي يصمد في وجه الأزمة بأرباح 3.4 مليار دولار في النصف الأول

بتراجع 3% متزامنا مع تنبؤات تقرير مصرفي دولي بعوائد مالية جيدة لبنوك الخليج

نجحت البنوك السعودية في التماسك أمام تأثيرات وتداعيات الأزمة المالية العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

نجحت البنوك السعودية (11 مصرفا مدرجا في سوق الأسهم) من التماسك أمام تأثيرات وتداعيات الأزمة المالية العالمية، حيث واصلت تحقيق المكاسب رغم وجود تراجع ضئيل لا يتجاوز 3 في المائة إلى 12.9 مليار ريال (3.4 مليار دولار) مقابل 13.3 مليار ريال عن نتائجها للنصف الأول من العام الحالي.

وتزامنت هذه النتائج مع توقعات تقرير مصرفي دولي تنبأ بأن تنجح البنوك العاملة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تحقيق عوائد مالية جيدة عن أعمالها للفترة الربعية (الربع الثاني)، لكنه توقع بتقلص معدل الأرباح مقابل النتائج المحققة في الفترات الماضية.

وقال مصرف كريدي سويس العالمي في تقرير حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه يتنبأ بقدرة أداء المصارف في تلك المنطقة وتحديدا في بعض بلدان منطقة الخليج والسعودية الوصول إلى نتائج بنكية ربعية جيدة، مرجعا ذلك إلى توسع طفيف في سياسة توجه البنوك نحو عملية الإقراض.

وأكد تقرير المصرف العالمي، الذي أعده محمد هوا وديغفياجي سينف المحللان الماليان أن الوضع في المملكة ربما يكون أقل انخفاضا لا سيما أن عمليات الإقراض لا تزال في مستويات منخفضة، موضحا تطلعه إلى أن يدعم التوجه نحو عمليات الإقراض مستقبلا لا سيما للقطاعات والمنشآت دفعة لأداء البنوك دون إعطاء أي تفاصيل متعلقة.

وانتقد التقرير الانعكاسات المتأتية من ارتفاع حيز الفاقد الربحي جراء انخفاض العوائد المستحصلة من الوساطة لمعظم البنوك في المملكة، في وقت يرى بروز مظاهر لارتفاع تكاليف الائتمان على المنطقة بشكل عام، مضيفا أن ذلك ربما يكون فرصة لخلق موازنة في السوق عبر توسيع هوامش الربحية من خلال الخدمات خلال الأرباع المقبلة.

ومن ناحية أخرى، انتهت كافة البنوك السعودية من الإعلان عن نتائجها المالية حيث جاءت حصيلة إفصاح آخر البنوك المعلنة وهي «العربي الوطني» و«بنك البلاد» و«السعودي الهولندي» جيدة مع مواصلة تحقيق المكاسب، لتكتمل بذلك إعلانات البنوك السعودية المدرجة في سوق الأسهم بعد أن بادرت «سامبا المالية» و«مصرف الراجحي» و«الجزيرة» و«ساب» و«الرياض» و«السعودي الفرنسي» و«مصرف الإنماء» و«السعودي للاستثمار» بالكشف عن نتائج أعمالها خلال الفترة المنتهية.

وأفصح أمس البنك العربي الوطني أن حقق صافي ربح خلال الربع الثاني قوامه 746 مليون ريال بانخفاض قدره 0.8 في المائة، بينما بلغ صافي الربح خلال النصف الأول من العام 1441 مليون ريال مقابل 1424 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق وذلك بارتفاع قدره 1.1 في المائة. وأعاد البنك سبب ارتفاع أرباح النصف الأول من عام 2009 مقارنة بالنصف الأول من عام 2008 إلى نمو صافي ربح العمولات الخاصة بنسبة 4.4 في المائة.

أمام ذلك، قال البنك السعودي الهولندي أمس إن صافي الربح خلال الربع الثاني بلغ 90.6 مليون ريال، بتراجع 72.2 في المائة، ليبلغ صافي الربح خلال الستة أشهر 375 مليون ريال، مقابل 608.6 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق وذلك بانخفاض 38.3 في المائة. ومن ناحيته، أعلن بنك البلاد عن تحقيقه صافي ربح خلال الربع الثاني قوامه 26.9 مليون ريال، متراجعا 53 في المائة لتبلغ صافي الربح خلال الستة أشهر 49.2 مليون ريال، مقابل صافي ربح 108 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 54 في المائة.