انعقاد المؤتمر الدولي الأول حول «التحول السلوكي للمؤسسات» في الأردن

بحضور 300 شخصية محلية وعربية ودولية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي أعلنت فيه فعاليات المؤتمر («الشرق الأوسط»)
TT

تواجه المنظمات والمؤسسات الأردنية تحديا واضحا في الجوانب تتطلب تحولا في سلوكها وهياكلها وأنظمتها وبيئة عملها الداخلية، لتتكيف مع الظروف والمستجدات الجديدة، وإلا سوف تواجه مشكلات مالية واقتصادية تتمثل في تدني تدفقاتها النقدية وأرباحها.

وفي هذا الإطار أعلن أمس الاثنين، عن فعاليات مؤتمر «التحول السلوكي للمؤسسات» الذي ينطلق في 10 أغسطس (آب) المقبل تنظمه شركة التميز في التطوير المؤسسي، والجمعية الأردنية للجودة، بدعم من المؤسسة الأردنية لتطوير المشروعات الاقتصادية، عن طريق برنامج دعم وتطوير قطاع الخدمات، ومركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير، والصندوق الوطني لدعم المؤسسات، ومركز تطوير الأعمال، وجمعية المستشارين والمدربين الإداريين. وتوقع الدكتور وليد الترك، رئيس مجلس إدارة التميز في التطوير المؤسسي، أن يحضر المؤتمر 300 شخصية من الأردن والعراق وعمان والسعودية والإمارات العربية والولايات المتحدة الأميركية. وتمثل هذه الشخصيات المديرين العاملين في الشركات الخاصة والبنوك والقطاع العام، وقيادات المؤسسات الحكومية والإدارة المحلية، وإدارات الموارد البشرية والتدريب في المؤسسات العامة والخاصة، وقيادات معاهد ومدارس الإدارة، والمدربين في مراكز التدريب العامة والخاصة وأساتذة الجامعات وأعضاء الهيئات التدريسية في المؤسسات الأكاديمية والقيادات الإدارية في مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات.وسيركز المؤتمر على 3 محاور رئيسية، هي ثقافة المؤسسات وأثرها على التحول السلوكي، وتقليص ازدواجية ممارسة السلوك الفردي والسلوك المؤسسي، والتحول السلوكي وأثره على تحسن الأداء والإنتاجية.

وقال الترك، إن المؤتمر يهدف إلى إحاطة المشاركين بأفضل وآخر المستجدات والممارسات العالمية في عملية التحول السلوكي للمؤسسات، وطرح مجموعة من الحلول العملية في السلوك المتميز في المؤسسات، وتوضيح أثر التحول السلوكي وأثره على المؤسسات. وأضاف أن نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين والمحليين سيشاركون في المؤتمر بأوراق عمل للمستجدات البحثية، وتجارب عملية للممارسات المؤسسية المثلى المطبقة بهذا المجال، لتمتين العلاقة المتبادلة بين الموظفين ومؤسساتهم ومساندتها بتبني عملية التحول الإيجابي نحو الجودة والتميز. وقالت ريم بدران عضو مجلس الإدارة في التميز للتطوير المؤسسي، إن المؤسسات الأردنية قد وضعت الهياكل التنظيمية للمؤسسات المختلفة وشبكة العلاقات وقنوات الاتصال بكافة اتجاهاتها، ونوعت أساليب القيادة في إدارة العمل المؤسسي، وتبوأت الكثير من المراكز القيادية كفاءات مختصة علميا ومعرفيا، وعلى الرغم من ذلك ما زالت مراجعة تلك الهياكل وتعطيل أو تفعيل بعض جوانبها محددا برغبات الأفراد وليس مرتبطا بتحقيق أهداف المؤسسة الكبرى، وسيطرة العمل الفردي وتجذره قد أضعفت مد العمل الجماعي بروح الفريق. من جانبه، أكد المهندس أسامة حماد، رئيس جمعية الجودة الأردنية أن نجاح أي مؤسسة أو شركة يرتكز على أساس ثلاثي الأبعاد، يتمثل بالإستراتيجية الواضحة، والنظام الموثق، والثقافة المؤسسية المتينة، مع التأكيد على أن قيادة المؤسسات ترتكز بالأساس على الثقافة والسلوك، أكثر من أنها جمع لتقنيات وأدوات عمل.

وتأتي مشاركة الجمعية في هذا المؤتمر الهام ضمن تحقيق أهدافها الإستراتيجية في نشر ثقافة الجودة، وتحقيق الفوائد لأعضائها. ويعتبر السلوك التنظيمي (المؤسسي) عاملا أساسيا في نجاح أي عملية تغيير أو تحسين في أي مؤسسة، سواء أكان ذلك في القطاع العام أو الخاص، ويحكم السلوك التنظيمي (المؤسسي) للأفراد وبالتالي للمؤسسة ككل الثقافة المؤسسية، التي تم ترسيخها في المؤسسة من خلال ممارسات القادة والأفراد. ومن هنا يتم ضمان نجاح المؤسسات في مشاريعها التغيرية والتحسينية بموائمة السلوك التنظيمي (المؤسسي) مع متطلبات هذه المشاريع. وعرض سامر الصباغ، المدير التنفيذي للصندوق الوطني لدعم المؤسسات، دور الصندوق في تحسين أداء مؤسسات القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة من خلال رفع كفاءتها وزيادة قدرتها التنافسية محليا وعالميا. وتحدث د. حمد الله مبارك، رئيس جمعية المستشارين والمدربين الإداريين، أن من أهداف الجمعية تنظيم ممارسة مهنة الاستشارات الإدارية والتدريب الإداري، لذلك جاء دعم الجمعية للمؤتمر لنشر وتجذير المفاهيم الإدارية الحديثة. وأكد المهندس مجد عباسي، المدير التنفيذي للتميز في التطوير المؤسسي، أن ضبط وتوجيه معالم الثقافة المؤسسية المرتكز على التوجهات الإستراتيجية المدروسة للمؤسسة سيقودها بنجاح أكبر، لتحقيق أهدافها الأخلاقية، ويفتت السلوكيات الفردية الأنانية ليذيبها في بوتقة المنظومة القيمية المقرة القادرة على استيعاب قيم أفرادها مما يحقق مزيدا من التجانس السلوكي والانسجام الأدائي بمناخ عقلاني منفتح، يعظم انتماء وولاء كافة المتعاملين معها، ويزيد إصرارهم على بقائها وإدراجها في أعلى سلم اختياراتهم. وسيستضيف المؤتمر الخبير العالمي في مجال التحول السلوكي البروفسور فليمنغ، من خلال شبكة الإنترنت، وفي بث مباشر من الولايات المتحدة الأميركية لعرض نموذج التحول السلوكي، ومحاورة الحضور. كما سيتحدث بالمؤتمر نخبة من الخبراء وذوي الاختصاص.