انتخاب أول عضو عربي لمجلس إدارة جمعية محاسبية عالمية

المديرة المالية السعودية رسلان لـ «الشرق الأوسط»: انضمامي لـACCA فرصة لتغيير الصورة المهنية عن المرأة العربية

عزة رسلان («الشرق الأوسط«»)
TT

أوضحت عزة رسلان أول سيدة سعودية تنتخب لعضوية مجلس إدارة جمعية المحاسبين القانونيين البريطانية (ACCA)، في حديث مع «الشرق الأوسط» أن التمثيل فرصة حقيقية لتقديم صورة عن المرأة العربية، من خلال محفل دولي هام، تبرز قيمة المرأة كشريك مؤثر وفعال في مجال التنمية والخدمة العامة، وتغاير الصورة النمطية التي يبثها الإعلام الغربي عن شكل ومضمون دور المرأة في مجتمعاتنا.

وعلى الصعيد المهني أكدت رسلان أن ذلك سيتيح لها الفرصة لتقديم ما اكتسبته من خبرات للأجيال القادمة من المحاسبين، واكتساب خبرات جديدة تضاف لرصيدها المهني.

وترجع رسلان معايير الترشح لهذه العضوية لحزمة اقتراحات تقدمت بها تؤسس لخطة عمل طموحة للجمعية صاحبة الأثر الأكبر في تعريف الأعضاء بتوجهاتها ودعمهم لها عن طريق التصويت لها أملا في تحقيقها عن طريق وجودها بمجلس الإدارة المنتخب، فإلى تفاصيل الحوار:

* انتخابك لمجلس إدارة جمعية عالمية في مستوى ACCA.. ماذا يعني لك، وكيف تم هذا الانتخاب، وما المعايير المطلوبة لنيل مثل هذه الثقة؟ ـ انتخابي لمجلس إدارة الـ ACCA مفاجأة حقيقية لعلمي من زملاء آخرين بأن النجاح من المرة الأولى شبه مستحيل وغير مسبوق. وأنا أرى هذا التمثيل فرصة حقيقية لتقديم صورة عن المرأة العربية من خلال محفل دولي هام تبرز قيمة المرأة كشريك مؤثر وفعال في مجال التنمية والخدمة العامة وتغاير الصورة النمطية التي يبثها الإعلام الغربي عن شكل ومضمون دور المرأة في مجتمعاتنا. وعلى الصعيد المهني أعتبر هذا إضافة هامة في مسيرتي تتيح لي الفرصة لتقديم ما اكتسبته من خبرات للأجيال القادمة من المحاسبين واكتساب خبرات جديدة تضاف لرصيدي المهني.

أما معايير الترشح فهي فقط أن تكون عضوا في جمعية الـ ACCA وربما كان لحزمة اقتراحات تقدمت بها تؤسس لخطة عمل طموحة للجمعية الأثر الأكبر في تعريف الأعضاء بتوجهاتي، ودعمهم لها عن طريق التصويت لي أملا في تحقيقها عن طريق وجودي بمجلس الإدارة المنتخب.

* ما التحديات التي واجهتك للحصول على هذه الثقة وكيف استطعت تجاوزها؟ ـ كان التحدي الأول، هو وضع الشرق الأوسط ومنطقة الخليج في قائمة أولويات الجمعية، حيث إن عدد الأعضاء في هذه المنطقة ما زال يعتبر صغيرا مقارنةً ببلدان العالم الأخرى. وقد عملت مع بعض الزملاء في دبي والقاهرة إلى لفت نظر إدارة الجمعية لأهمية هذه المنطقة حاليا وفي المستقبل والحمد لله نجحنا في ذلك. أما التحدي الثاني فكان في توصيل رسالتنا إلى أعضاء الجمعية وعددهم 131.5 ألف عضو وإقناعهم بأهمية رسالتنا في المنطقة، وقد كان ذلك والحمد لله، وكان انتخابي هو الرد العملي على وصول الرسالة ودعم أعضاء الجمعية لها.

* عزة رسلان تعمل مديرا ماليا لأكبر مستشفى خاص بجدة.. إلى أي مدى كان هذا حافزا لك لنيل هذه الثقة؟ ـ بالتأكيد انخراطي في عملي كمدير مالي لمستشفى دكتور سليمان فقيه كان حافزا على الرقي بالعمل المحاسبي به والتواصل مع أكبر المحافل المحاسبية الدولية بغرض تطوير العمل المحاسبي بالمؤسسة التي أدير أعمالها المالية، وتوفير فرص التطوير والتدريب للعاملين بها، ولكن الأهم من ذلك هو الفرصة لتقييم مستوى العمل المحاسبي في القطاع الخاص والعمل على إيجاد الحلول لبعض التحديات التي تواجه العاملين فيه.

* كونك المرأة السعودية الوحيدة التي تتمتع حاليا بعضوية جمعية المحاسبين القانونيين ببريطانيا.. ماذا يلقي عليك هذا من مسؤولية تجاه وطنك وتجاه المرأة العربية بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص؟

ـ بالرغم من تواجد المرأة العربية في مجالات عديدة في عالم الأعمال فإنها تنجذب أكثر إلى العمل الأكاديمي، فترى المرأة العربية ممثلة في الجمعيات والمؤسسات العلمية والأكاديمية وتساهم بجدارة بعلمها وخبرتها، ولكن عددا قليلا جدا يهتمون بالانضمام إلى الجمعيات المهنية. وقد يكون ذلك لحداثة خروج المرأة العربية إلى ميدان العمل إلا أن هذا الوضع يتغير الآن وخاصة بوجود إمكانيات التواصل الإلكترونية مثل الإنترنت، وكوني المرأة العربية السعودية الوحيدة في الجمعية يحفزني أكثر للتأكد من تقديم الصورة الحقيقية التي تعبر عن العاملات في مجال المحاسبة.

* مثلتِ جمعية المحاسبين القانونيين ببريطانيا في لجنة الدول النامية بالاتحاد الدولي للمحاسبين IFAC في الفترة ما بين 2006 و2008.. ما طبيعة مشاركتك والرسالة التي كنت قد أوصلتها للجنة؟ وما المنوط بعمل هذه اللجنة؟ ـ من أهم أهداف الاتحاد الدولي للمحاسبين IFAC هو توحيد الممارسات والأعراف المحاسبية في العالم ليستطيع المراقب المالي من أي جهة كانت مراجعة القوائم المالية والتوصل لقرارات مالية تعتمد على أسس موحدة، ولهذا السبب تكونت لجنة الدول النامية للتخاطب مع دول العالم النامي وحثهم ومساعدتهم على الانضمام للاتحاد الدولي للمحاسبين IFAC وتطبيق المعايير الدولية المتفق عليها.

* كونك ممثلة متطوعة عن جمعية المحاسبين القانونيين ببريطانيا في السعودية.. ما طبيعة العمل الذي تقومين به بالمملكة في هذا الشأن؟ وكيف يمكن استثماره لتطوير العمل المحاسبي بالمملكة وبالهيئة السعودية للمحاسبة والمراجعة بشكل خاص؟

ـ تعتمد ACCA أعضائها المتطوعين في البلاد التي لا يوجد بها تمثيل رسمي لتوفيرها بالمعلومات الخاصة والتفصيلية عن احتياجات الطلبة والأعضاء من دعم ومساعدة من الجمعية، وأقوم أنا بالتواصل مع هذه المجموعات لمناقشة احتياجاتهم والتي لا تخرج عن توفير المؤسسات المختلفة لتعليم المناهج وتوفير الكتب والمواد العلمية بالإضافة إلى توفير مصدر يستطيع الطلبة اللجوء إليه في حالة وجود أي استفسار، أما بالنسبة لدوري في تطوير مهنة المحاسبة، هذه مهمة تقوم بها جمعية المحاسبة القانونية على أكمل وجه ويقوم المسؤولون هناك بالتواصل المستمر مع الجمعيات والمؤسسات العالمية، ولدى جمعية المحاسبين القانونيين ACCA علاقة قوية مع جمعية المحاسبين القانونيين السعوديين، وقد وقعنا مع الجمعية السعودية اتفاقية تعاون مشتركة ستكون أساسا لعمل ناجح وبناء بين الجمعيتين، وكان دوري في ذلك هو تقريب وجهات النظر ومتابعة المناقشات والاستفسارات للتأكد من الوصول إلى النتيجة المرجوة.

* الآن أنت عضو بمجلس المعايير الدولية للتعليم المحاسبي.. أولا إلى أي جهة يتبع هذا المجلس وما المعايير الدولية التي يعمل على تحقيقها؟

ـ يتبع مجلس المعايير الدولية للتعلم المحاسبين إلى الاتحاد الدولي للمحاسبين ولكن نظرا لمسؤوليته الجسيمة، بوضع المعايير وفرض القوانين والقواعد التي يجب اتباعها في التعليم المحاسبي، ويخضع المجلس إلى رقابة خارجية من منظمات أخرى لها الحق بحضور اجتماعات المجلس والتعليق على إجراءات الاجتماعات، ومن أهم أهداف المجلس هو وضع تحديد متطلبات ومكونات التعليم لإعداد الأشخاص الذين يعملون في كل جوانب مهنة المحاسبة مثل إدخال البيانات ـ محاسبة القطاع الخاص ـ محاسبة القطاع العام أو المراجعة القانونية للحسابات، ويكون ذلك بعد الأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لكل منطقة في العالم التي قد تختلف باختلاف الإمكانيات البشرية والاقتصادية، وقد كانت هذه الاختلافات من أهم أسباب اهتمام المجلس بانضمام أعضاء من مناطق الدول النامية وقد كان هذا أحد أسباب نجاحي في الانضمام.

* برأيك، كيف يمكن لمجلس جمعية المحاسبين القانونيين ببريطانيا المساعدة في صياغة الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة هذه التحديات؟ وما الدور المتوقع منك شخصيا للمساهمة في تذليلها في ظل الأزمة المالية العالمية؟

ـ لقد بدأت جمعية المحاسبين القانونيين ACCA فعلا في صياغة الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة هذه التحديات، وخلال الخمس سنوات المقبلة، سيكون الطالب في الجمعية محور جميع أعمال المجلس من عمل جاهد لتوفير التعليم المناسب والتواصل مع الجهات الرسمية في البلد الذي ينتمي لها والاتفاق مع جميع الهيئات المحاسبية على وضع أسس اعتراف متبادل للشهادات، وبذلك وضع قانوني ورسمي لحامل عضوية الـ ACCA أينما كان يعيش ويعمل. وجزء من هذه الاستراتيجية أيضا القيام بأبحاث سنوية لمراجعة المناهج الدراسية للجمعية للتأكد من تغطيتها للمواضيع والتحديات الجديدة.

ومثال لذلك سنقترح أنا وبعض أعضاء المجلس إدخال الدراسة الإلكترونية لمناهج الجمعية أسوة ببعض الجمعيات الأميركية ليسهل على الطالب الدراسة والنجاح من مقر عمله، وسيناقش هذا الموضوع خلال اجتماع المجلس المقبل. كما أنه سيناقش في اجتماع المجلس القادم خطة تغيير مناهج الدراسة لتشمل مواضيع لها علاقة مباشرة بفهم والتعامل مع أي موقف، الانهيار الاقتصادي الحالي، مثل دراسة أعمق للأسواق المالية والأوعية الاستثمارية المختلفة بالإضافة إلى توسيع قاعدة الدراسة لطالب المحاسبة لتأهيله لتفهم أي من المواقف التي قد يتعرض لها في حياته المهنية.