وزير السياحة المصري: إجراءات لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية بعد عام قياسي

12.8 مليون سائح زاروا مصر في 2008 والسياحة العربية تمثل نسبة 14%

محمد زهير جرانه وزير السياحة المصري («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر وزير السياحة المصري، محمد زهير جرانه، خلال حوار مع وفد صحافي وإعلامي سعودي زار مصر أخيرا واستضافته فنادق الفورسيزون في مدن الإسكندرية وشرم الشيخ والقاهرة، أن الأزمة المالية العالمية وظهور إنفلونزا الخنازير سيؤثران سلبا على السياحة في العالم. وقال إن وزارة السياحة المصرية اتخذت العديد من التدابير والإجراءات لمواجهة تداعيات الأزمة، مشيرا إلى أن الانخفاض في الحركة السياحية الوافدة بلغ نحو 13% في الربع الأول من العام.

* ما مدى تأثير أحداث الأزمة الاقتصادية العالمية على معدل السياحة إلى مصر هذا العام؟ وما الوسائل التي تنتهجها وزارتكم للحد من الانعكاسات السلبية على السياحة المصرية؟ ـ منذ بداية الأزمة العالمية الحالية توقعنا أن يشهد عام 2009 صعوبات عديدة تنعكس مبدئيا تداعياتها على الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وقد بلغت نسبة الانخفاض في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام 13.4% وأود أن أوضح أن هذا الانخفاض جاء في أعقاب عام 2008 وهو العام الذي شهدت فيه السياحة المصرية نجاحا غير مسبوق أكدته الأرقام المحققة، سواء في عدد السائحين، الذي بلغ 12.8 مليون سائح في نهاية عام 2008 بزيادة قدرها 15.7% على عام 2007، أو الليالي السياحية المحققة، التي بلغت 129.2 مليون ليلة بزيادة قدرها 15.9% على عام 2007. وقد اتخذت وزارة السياحة العديد من الإجراءات والتدابير لمواجهة تداعيات هذه الأزمة، من بينها تكثيف الحملات الترويجية والتسويقية في الخارج، إلى جانب تكثيف الحملات التسويقية المشتركة مع منظمي الرحلات، حيث تم الالتقاء بالعديد منهم أثناء عدد من الجولات التي قمت بها في مجموعة من الدول الأوروبية، هذا فضلا عن اقتحام أسواق جديدة واستخدام أساليب غير تقليدية لجذب السائحين وذلك في إطار خطط قصيرة الأجل بالتوازي مع الاستراتيجية العامة للوزارة، علاوة على تحفيز الطيران العارض لشركات الطيران الجديدة في المقصد المصري، إلى جانب السوق العربية التي تعد بالنسبة لمصر مهمة جدا على الرغم من أنه لا يمثل إلا 14% وهذا مقارنة بعدد سكان الدول العربية مقارنة بسكان العالم وهي بالتأكيد بالنسبة لنا نسبة جيدة وقوية نظرا لما يربط جمهورية مصر العربية من علاقات قوية ومتينة بالدول العربية الشقيقة إلى جانب اللغة والعادات والتقاليد التي تجمعنا، لذا هناك توجه واستراتيجية نعمل عليها وهي التركيز على الصحافة المتخصصة.

الأمر الآخر هو طريقة الترويج المختلفة لمنتج السياحة المصرية هذا العام خلال زيارتنا للمملكة العربية السعودية. فلدينا الحملات الإعلامية المتبعة ولدينا حملة الصحف، والجديد هذا العام هو التركيز على وكالات السفر والسياحة، وإبرام اتفاقيات كحملات إعلامية وإعلانية مشتركة للمنتج السياحي المصري.

وقد رصدنا ميزانية للدعاية المشتركة مع وكالات السفر والسياحة كان الغرض منها استخدام وسائل وحوافز ترويج جديدة تنشط دور شركات السياحة لتكثيف حملات الدعاية إلى مصر، وذلك وفقا لشروط محددة تتضمن أن يكون الإعلان الترويجي بالكامل للسياحة في مصر.

* هل هناك توجه نحو السياحة العلاجية.. وهل هناك توسع في الاستثمار في هذا القطاع الحيوي المهم؟

ـ السياحة العلاجية من ضمن المنتجات السياحة المهمة، فالسياحة العلاجية هي التي تقدم من خلال المستشفيات والمراكز الطبية والتي ما زالت في مرحلة التطوير مع وزارة الصحة ولم يتم الانتهاء منها بعد.

أما السياحة الاستشفائية، فقد بدأنا العمل عليها وفقا للمعايير العالمية والدولية، وذلك بعد اتفاقية مع الحكومة النمساوية وسوف ننمي العمل في مناطق محددة من خلال 14 مركزا على مستوى عالمي، وسوف يتم الترويج عنها قريبا بإذن الله.

ولدينا في الوزارة منهجية عمل تتضمن عدم الترويج لأي نوع من السياحة قبل الوقوف على أرض صلبة مهما تأخرت، ونفضل دائما العمل بعد اكتمال المشروع لأي من المنتجات السياحية حتى ينعكس على سمعة المنتج السياحي. ومن هذا المنطلق تخصصنا في بعض من أنواع السياحة، كالسياحة الصحراوية وسياحة الواحات والسياحة البيئية في المحميات الطبيعية، كما ننظم بشكل متميز سياحة الغوص، وكذلك سياحة الغولف ونطور حاليا سياحة اليخوت وسياحة التسوق.

* القاهرة أصبحت بالنسبة لمئات الآلاف من الأسر العربية منتج سياحي تقليدي تكررت زيارته.. ماذا عن الجديد الذي تضمه الأجندة المصرية هذا العام؟ ـ على الرغم من أن مئات الآلاف من السائحين العرب ـ كما ذكرت ـ قد قاموا بزيارة القاهرة أكثر من مرة، فإن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن القاهرة ما زالت تعد لدى العديد منهم المقصد السياحي المفضل، أما عن الأجندة المصرية فهي كعادتها تزخر بالجديد والمتنوع، وهناك عدد من الأنماط السياحية الواعدة التي تحظى باهتمام كبير من الوزارة ومن بينها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ سياحة السفاري والصحراء والسياحة العلاجية، حيث يوجد في مصر الآن عدد من المنتجعات الصحية المتميزة التي تم إنشاؤها على أعلى المستويات العالمية، هذا إلى جانب سياحة الغولف التي بدأت تجذب إليها العديد من السائحين نظرا لإنشاء مجموعة من الفنادق تحتوي على مضامير للغولف في عدد من المناطق السياحية المختلفة بمصر، علاوة على سياحة المؤتمرات التي خطت فيها مصر خطوات واسعة وأصبح هناك عدد كبير من المؤتمرات الدولية في العديد من المجالات يتم تنظيمها في مصر، وذلك من منطلق الإيمان بقدرة مصر على استضافة هذه المؤتمرات. وما دمنا نتحدث عن الجديد في المنتج السياحي المصري، فهناك عدد من المقاصد السياحية الواعدة التي يتم الآن الترويج لها مثل شرم الشيخ والأقصر وأسوان ومرسى علم ودهب وطابا ونويبع والقصير وساحل البحر المتوسط والساحل الشمالي، وهذا سعيا منا لتغيير الصورة الذهنية المترسخة لدى بعض الذين يعتقدون أن السياحة في مصر هي القاهرة والإسكندرية فقط.

* يرى البعض أن مصر ما زالت تفتقد وسائل الجذب السياحي التي تستهدف السائح العربي من فعاليات ومهرجانات ترتقي بحجم مصر ومكانتها.. ماذا تقول في هذا الصدد؟ ـ إذا تحدثنا عن المهرجانات والمناسبات التي تقام في مصر فهناك أجندة متكاملة لهذه المناسبات، وتشمل العديد من الأنماط، مثل المهرجانات السياحية وتشمل مهرجان تعامد الشمس على معبد أبو سمبل، ومهرجان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، هذا إلى جانب المهرجانات الرياضية، وأذكر منها رالي الطيران الدولي ورالي النيل الدولي للطائرات الخفيفة ومهرجان الشرقية للهجن وبطولة العالم للبلياردو وسباق الزوارق السريعة، هذا بالإضافة إلى المهرجانات الفنية والثقافية، ومن بينها مهرجان أوسكار الفيديو كليب ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومعرض القاهرة الدولي للكتاب والمهرجان الدولي للمسرح التجريبي.. وغيرها، وقد حققت هذه المهرجانات نجاحات كبيرة نظرا لأنه يتم تنظيمها على أفضل طريقة. وأود أن أوضح أن مصر ما زال لديها العديد لتقدمه في هذا المجال نظرا لإمكاناتها الكبيرة التي تؤهلها لتبوؤ مكانة متميزة في تنظيم المهرجانات إلى جانب الحرص على تطوير هذا النمط السياحي المهم الذي يجذب إليه العديد من السائحين.