البورصة الأميركية : شركات شرق أوسطية سربت شائعات لرفع أسعار أسهم وتحقيق أرباح

لجنة مراقبة عمليات البورصة توجه تهما في قضية «هارمان» وتجمد أموالا لمستثمر كويتي

TT

كان التنفيذيون في «هارمان إنترناشونال إنداستريز» يمعنون التفكير بعد ظهيرة يوم الأحد بسبب التقارير الإخبارية عن أن مجموعة استثمارية في الشرق الأوسط سوف تشتري شركة إنتاج الأدوات السمعية التي يقع مقرها في كونتيكيت.

وقد انتشرت الأخبار بذلك الشأن سريعا، ولكن لم يفد أحد في «هارمان» بأنه يعلم أي شيء عن أي صفقة معلقة. وخلال ساعات، ارتفعت أسعار أسهم «هارمان» 40 في المائة في تداول قبل الافتتاح. وقد توصلت الشركة سريعا إلى أن ذلك ربما يكون خدعة، وأصدرت بيانا في هذا الشأن.

وقال براد هوفمان، وهو المتحدث الرسمي باسم «هارمان»: «إننا جميعا مندهشون».

وفي يوم الخميس، أعلنت لجنة مراقبة عمليات البورصة أن الأمر كله مجرد خدعة، وحصلت على حكم قضائي طارئ بتجميد 5 ملايين دولار من أرباح التداول، وتوجيه تهم مدنية لشركة حازم خالد البريكان، ومقرها الكويت، بسبب «التورط في أنشطة محظورة»، حسبما جاء في البيان الصحافي. وقد رفعت لجنة مراقبة عمليات البورصة يوم الخميس دعوى في محكمة «يو إس دستركت» لمقاطعة نيويورك الجنوبية، زاعمة أن «البريكان»، وثلاث شركات أخرى في الشرق الأوسط، قد جنت ملايين الدولارات من تداول عروض خادعة للاستحواذ على شركات أميركية، بما فيها «هارمان». وحسب الدعوى، فإن شركة «البريكان» وغيرها من الشركات قامت بجمع أسهم «هارمان» قبل إطلاق أخبار زائفة لوكالات الإعلام، يوم الأحد. وبعد ارتفاع أسهم الشركة، باعت شركة «البريكان»، والشركات الثلاث، أسهمها مقابل أرباح كبيرة. وقالت لجنة مراقبة عمليات البورصة إن عملية مشابهة استهدفت شركة «تكسترون»، وهي الشركة الأم لـ«بيل هليكوبتر»، في شهر أبريل (نيسان).

وقد أوردت دعوى لجنة مراقبة عمليات البورصة أيضا بنك «الخليج المتحد»، وشركة «كيبكو» لإدارة الأصول، وشركة «الراية» للاستثمار، كشركات مشاركة في العملية. ولم نستطع الوصول إلى «البريكان» والشركات الثلاث يوم الخميس للتعليق. وشركة «هارمان إنترناشونال» شركة صناعية تدير مليارات الدولارات في مجال صناعة الأدوات السمعية المستخدمة في السيارات وفي صناعة الترفيه.

وقد أسس الشركة سيدني هارمان، وكان مقرها في ديستركت قبل أن تنتقل إلى ستامفورد في العام الماضي. وهارمان، كاتب ومحب للأعمال الخيرية، وقد استقال من منصبه كرئيس لمجلس إدارة الشركة في عام 2008. وهو يعيش مع زوجته جين هارمان (نائبة ديمقراطية عن كاليفورنيا) في كليفلاند بارك في شمال غربي واشنطن. والزوجان هارمان ناشطان في مجال العمل الاجتماعي والسياسي والفني في واشنطن. وتمنح مؤسسة «هارمان» العائلية منحا للمؤسسات المحلية مثل «واشنطن باليت»، ومتحف فن «فيليبس كولكشن». وقد ساعد تبرعه، الذي بلغ 20 مليون دولار، على بناء مركز «هارمان الجديد للفنون» في وسط واشنطن. وتصور دعاوى لجنة مراقبة عمليات البورصة «هارمان إنترناشونال» كضحية، وتقول الوكالة إن الشركة ليست متهمة بلعب دور في العملية. وقال هوفمان: «إننا مسرورون تماما بسرعة تحقيقات لجنة مراقبة عمليات البورصة، وسوف نترك الأمر كله لهم لبحثه بصورة كاملة». وقد أغلق سهم «هارمان» على 23.17 دولار بارتفاع 4.9 في المائة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»