مدير ميناء جازان لـ«الشرق الأوسط»: عزوف المستثمرين عن استخدام الميناء غير مبرر

قال إن واردات الميناء لا تتناسب مع إمكانياته الضخمة.. والمدينة الاقتصادية «الحل المنتظر»

المهندس علي بكري مدير الميناء
TT

اعترف المهندس علي بكري، مدير ميناء جازان، جنوب غربي السعودية، بأن إحجام المستثمرين عن استغلال ميناء جازان رغم التسهيلات المقدمة قلل من فائدته، معتبرا أن المدينة الاقتصادية التي يجري العمل فيها ستكون حلا جديدا لأزمة الميناء.

حوار مطول أجرته «الشرق الأوسط» مع مدير الميناء تحدث فيه عن مشاكل العمل في الميناء والإمكانيات المتاحة والإشكاليات التي يعيشها الميناء والحلول المنتظرة. وفيما يلي تفاصيل الحوار

* منحت الحكومة السعودية ميناء جازان مجموعة من الإعفاءات والتسهيلات الهادفة إلى تنشيط حركة الصادرات والواردات عبر الميناء؟ هل أسهمت هذه الإعفاءات والتسهيلات في تحقيق نتائج إيجابية؟

ـ للأسف الشديد، إن مجموعة هذه الحوافز والتسهيلات التي قدمت لم تسهم في تنشيط دور الميناء بالشكل الذي كنا نعول عليه نتيجة عزوف المستثمرين ورجال الأعمال عن الاستفادة من هذه المميزات واستغلالها في تنمية استثماراتهم ومدخراتهم وهو ما سيعود بالفائدة على المنطقة بشكل عام.

* هل توجد أي معوقات جدية تحول دون تنمية دور الميناء؟ وما هي هذه المعوقات إن وجدت؟ وهل تعتقدون أن ضعف النشاط الاقتصادي في منطقة جازان أحد المؤثرات الرئيسية على أداء الميناء؟

ـ على العكس لا توجد معوقات تحول دون تنمية دور الميناء نتيجة الاستراتيجية التي انتهجتها المؤسسة العامة للموانئ في إنشاء وتطوير ميناء جازان ورفع كفايته التشغيلية التي تضمنت عدة مراحل تمخضت عن تجهيز الميناء بكافة المرافق والخدمات التي كان لتوفرها أثر كبير على زيادة الكفاءة التشغيلية للميناء، أما بخصوص ضعف النشاط الاقتصادي في المنطقة فأنا أوافقك الرأي في ما مضى، أما في الوقت الراهن فإن المنطقة تمر بنهضة اقتصادية كبيرة في ظل اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمنطقة وبرعاية كريمة من أمير المنطقة إذ تشهد المنطقة العديد من المشاريع العملاقة ومنها على سبيل المثال مدينة جازان الاقتصادية ومصفاة جازان وكذلك المدينة الصناعية المرحلة الأولى التي ستعود بالفائدة على المنطقة وعلى الميناء من خلال استقبال السفن المحملة بالمعدات الرئيسية لهذه المصانع لاستكمال البنية التحتية لهذه المنشآت مع استخدام الميناء في أعمال الاستيراد والتصدير فإنه سيكون للميناء دور أكبر مما هو عليه الآن.

* ما هي المميزات النسبية التي تعتقدون أن ميناء جازان يمتاز بها عن بقية الموانئ المنافسة له؟

ـ من أهم المميزات النسبية للميناء موقعه الاستراتيجي نتيجة قربه من القرن الأفريقي وباب المندب كما يعتبر البوابة الرئيسية لواردات الجزء الجنوبي الغربي من المملكة من مختلف أنحاء العالم حيث يخدم مشاريع التنمية ويلبي احتياجات المنطقة لذلك فهو في موقع مثالي لخدمة ذلك الجزء الآهل بالسكان بسرعة وكفاية عالية.

* كم يبلغ حجم الطاقة الاستيعابية لميناء جازان؟ وكم يبلغ حجم الطاقة المستغلة منها؟

ـ تبلغ الطاقة التصميمية القصوى للميناء حوالي 5 ملايين طن سنويا.

* هل ترون وجود مبررات معقولة وراء إحجام رجال الأعمال عن الاستفادة من خدمات الميناء؟ وهل تعتقدون أن التسهيلات والإعفاءات كافية فعلا لاجتذابهم؟

ـ أبدا لا يوجد أي مبرر وراء إحجام رجال الأعمال عن الاستفادة من هذه التسهيلات في ظل وجود جميع الإعفاءات والتسهيلات الآن، تمركز رجال الأعمال والشركات المهتمة بأعمال الاستيراد والتصدير في مناطق أخرى مثل المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى والغربية قد يكون السبب الرئيسي في عدم استخدام ميناء جازان.

* تخطط الحكومة السعودية لإنشاء خط سكة حديدية يربط بين مدينتي جازان وجدة، هل سيسهم إنشاء هذا الخط في دعم الحركة التشغيلية لميناء جازان؟

لا شك في أن إنشاء الخط الحديدي الذي سوف يربط بين مدينة جدة وجازان سوف يسهم بشكل إيجابي في دعم الحركة التشغيلية للميناء وللمنطقة من حيث نقل البضائع بالإضافة إلى منظومة الطرق الرئيسية التي تربط المنطقتين بعضهما ببعض.

* ما حجم عمليات المسافنة والترانزيت في الميناء من إجمالي عمليات الميناء؟

ـ الميناء لم يستقبل أيا من سفن الترانزيت والمسافنة إلى وقتنا الحاضر.

* تشهد بلدان القرن الأفريقي تفشيات وبائية حيوانية، ما هي الإجراءات الاحترازية التي يتخذها الميناء لمنع دخول حيوانات مصابة إلى الأراضي السعودية؟ وهل تعتقدون أن الإجراءات الاحترازية المتبعة كافية؟

ـ يوجد ضمن مرافق الميناء مختبر الحجر الحيواني تابع لوزارة الزراعة ويقوم بدوره على أكمل وجه أسوة بالموانئ السعودية الأخرى.

* كيف سيفيد إنشاء مدينة جازان الاقتصادية في رفع حجم حركة الصادرات والواردات عبر الميناء؟ وهل نشطت الشركات العاملة في إنشاء المدينة خلال الفترة الماضية في استيراد احتياجاتها الضرورية عبر الميناء؟

ـ بالفعل سوف يستفيد ميناء جازان من إنشاء مدينة جازان الاقتصادية في رفع القدرة التشغيلية للميناء من حيث استقبال مجمل المعدات والمصانع التي ستقام في هذه المدينة التي اشرنا إليها سابقا ولكن إلى الآن لم يتم استقبال أي معدات تخص هذه المصانع.

* كان الميناء يستقبل في فترات سابقة واردات السيارات والمعدات المختلفة، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت انقطاعا في وصول هذا النوع من الواردات إلى الميناء؟ ما هي أسباب هذا الانقطاع؟

ـ هذا صحيح كان الميناء يستقبل العديد من سفن السيارات والمعدات الثقيلة خلال السنوات الأولى من الثمانينات الهجرية وتوقفت بعد ذلك مباشرة ولا أعلم سببا مباشرا لذلك نتيجة لقناعة رجال الأعمال والمستثمرين في ظل وجود هذه التسهيلات والإعفاءات المقدمة من قبل الدولة يحفظها الله التي سوف تعود عليهم بالفائدة من حيث زيادة استثماراتهم.

* ما هي المشاريع الجديدة التي أنجزت مؤخرا، أو التي في طور الإنجاز حاليا؟ وهل توجد خطط مستقبلية لإنشاء مشاريع جديدة؟

ـ هناك العديد من المشاريع في طور الإنجاز وهي كالتالي: إعادة تأهيل حاجزي الأمواج الجنوبي والشمالي اللذين سيتم الانتهاء منهما قريبا، كذلك إنشاء صالتي ركاب بميناء جازان وفرسان اللتين لخدمة المسافرين إلى فرسان والعكس، كذلك جاري الآن العمل في المبنى الإداري للميناء مع وجود مشاريع تطويرية أخرى منها ما هو تحت الترسية ومنها ما هو تحت الدراسة.

* كم بلغ حجم إيرادات الميناء؟ وكم بلغت مصروفاته خلال العام الماضي؟ وهل شهد الميناء تحسنا وثباتا خلال الأعوام الماضية؟ أم أنها انخفضت أو شهدت تباينا بين الارتفاع والانخفاض؟

ـ لا نود الحديث عن إجمالي إيرادات الميناء فهي لا تتناسب وإمكانيات الميناء، ولكن يجب الحديث أولا عن استغلال هذه الإمكانيات واستفادة المنطقة من هذا المرفق في تنميتها وتطويرها تنفيذا لتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وأمير منطقة جازان، لكي تلحق منطقة جازان بركب التطور الذي تشهده بقية مناطق المملكة.