العراق وفنزويلا وروسيا من بين الدول التي تجذب صناديق الاستثمار العالمية

سندات بلا حدود: صناديق عالمية تأخذ أوراقك المالية إلى أي مكان

TT

لقد أصبح مفهوم صندوق الأسهم العالمي مقبولا، وإذا كانت أسهم المصارف الأميركية تخيف مديري الصناديق، فقد يمكنهم العثور على مصارف ذات بيانات أفضل فيما يتعلق بالأرباح والمخاطر في البرازيل أو الهند. ولا يوجد الكثير الذي يمكن شراؤه في ديترويت، ولكن قد يجد المديرون قيمة ما في «تويوتا» أو «بي إم دبليو». وتعد شركات مثل «كوكاكولا» و«ماكدونالدز» و«فيليب موريس إنترناشونال» من كبريات الشركات في العالم. ويمكن أن يختار مديرو الصناديق وأن ينتقوا الأسهم في عالم استثمار بلا حدود.

إن فكرة صناديق السندات العالمية أقل تطورا، ولكن مايكل هاسينستاب، الذي يدير صندوق تيمبلتون غلوبال بوند بقيمة 13.3 مليار دولار، يشير إلى أن الأميركيين يسعون بصورة متزايدة إلى الاستثمار في سندات وعملات أجنبية. ويجمع هاسينستاب، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الاقتصاد، سجلا يحسده عليه حتى بيل غروس من بيمكو.

ومنذ أن بدأ هاسينستاب في إدارة ذلك الصندوق في ديسمبر (كانون الأول) عام 2001، حقق عائدا سنويا بنسبة 11.8 في المائة، وحتى 13 يوليو (تموز)، وذلك بمعدل أفضل من قائمة سندات سيتي غروب الحكومية العالمية بمقدار أربعة في المائة سنويا. وفي العام الماضي، حقق الصندوق 12.4 في المائة، ويشير ذلك إلى أن الصندوق ليس متصلا بقوة بسوق الأسهم الأميركية، وفي الحقيقة ذلك أمر حقيقي. في عام 2008 حققت قائمة سندات تيمبلتون العالمية 6.3 في المائة.

إنه صندوق معقد إلى حد ما، ويستثمر هاسينستاب، الذي يعمل مع 40 شخصا حول العالم، من أجل حل ثلاث مخاوف: مخاطر سعر الفائدة، وحركة العملات، والقوة المالية للحكومات. وعلى سبيل المثال، في بداية العام الحالي لمح فرصة في ديون الحكومتين الكورية والمكسيكية، وتوصل إلى أن أسعار الفائدة في هاتين الدولتين سوف تهبط، وبذلك ستحقق السندات قيمة في الجانب المحلي. ولكنه لم يكن واثقا في الوون الكوري والبيسو المكسيكي، فإذا انخفضا أمام الدولار فلن يستفيد حاملو الأسهم الأميركيون من زيادة أسعار السندات. لذلك اشترى السندات (جميع سنداته الأجنبية تصدرها حكومات أو هيئات حكومية)، ولكنه تهرب من العملتين الكورية والمكسيكية.

ويستثمر هاسينستاب في دول يتراوح عددها ما بين 20 إلى 30 دولة، منها العراق وفنزويلا وروسيا، وفي عملات من 10 إلى 15 عملة. وعلى سبيل المثال تضم بعض مجموعات العملات الرينغيت الماليزي والرينمينبي الصيني والبيسو التشيلي والريال البرازيلي والكرونا السويدي. ولكنه يراهن ضد اليورو والدولار النيوزلندي، وفي الولايات المتحدة معظم ممتلكات الصندوق من السندات المحلية.

ويتبنى هاسينستاب نظرة تشاؤمية تجاه الدولار الأميركي على المدى المتوسط والبعيد، ويعتقد أن الحكومة تعد العدة جيدا لعملة منخفضة القيمة، حيث تطبع النقود وتنفقها وتؤمم المؤسسات المالية. وفي الوقت الذي يقترض فيه المستهلكون الأميركيون بمعدل أقل ويعيدون القروض، يتوقع أن تكون الأنظمة الاقتصادية والعملات القوية في الدول ذات الأسواق المحلية المتنامية بسرعة، مثل الصين والهند وإندونيسيا والبرازيل.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»