«إتش إس بي سي» و«باركليز» البريطانيان يكسران صمتهما بـ10 مليارات دولار أرباحا للنصف الأول

الإسترليني يصعد لمستويات قياسية أمام سلة عملات > الأسهم الأوروبية تسجل أعلى مستوى في 9 أشهر عقب النتائج

عززت أرباح البنوك البريطانية ثقة المستثمرين في تعافي الاقتصاد (أ ب)
TT

أثبت عمالقة القطاع البنكي البريطاني أمس، أن آمال التعافي الاقتصادي في ازدياد، بعد كسر صمتهم، ليفصحوا عن أرباح بلغت 10 مليارات دولار للستة أشهر الأولى من العام الحالي، تخطت توقعات المحللين الماليين، ليشتعل مؤشر فوتسي ببورصة لندن والإسترليني إلى مستويات 10 أشهر. وجاءت أرباح بنك باركليز في النصف الأول من العام دون التوقعات، حيث ارتفعت بنسبة 8 في المائة مع نمو الديون المعدومة نحو المثلين، لتبدد الأرباح الضخمة من التوسع في أنشطة الاستثمارات المصرفية. وذكر بنك باركليز أمس، أن ما قبل حساب الضرائب في ستة أشهر حتى نهاية يونيو (حزيران) بلغت 2.98 مليار جنيه إسترليني، ارتفاعا من 2.85 مليار قبل عام ولكن دون توقعات سبعة من المحللين، في استطلاع أجرته «رويترز» بأرباح قدرها 3.5 مليار إسترليني.

واستمرت الاتجاهات التي كانت سائدة في النصف الأول في شهر يوليو (تموز) وقال البنك، إن الظروف الصعبة ستظل قائمة.

وذكر باركليز كابيتال، وهو الذراع الاستثماري للبنك، أنه شطب 4.68 مليار إسترليني بسبب تعرضه لسوق الائتمان بما في ذلك 1.17 مليار خسائر قروض.

وبلغت الخسائر الإجمالية 4.56 بعد إضافة خسائر أخرى للمجموعة واحتياطيات قطاع الائتمان بقيمة 3.39 مليار جنيه، بارتفاع 86 في المائة مقارنة مع 2.45 مليار إسترليني قبل عام.

وقاد ذلك لتراجع أرباح التعاملات المصرفية مع الأفراد بنسبة 61 في المائة، إلى 268 مليون جنيه، وخفض أرباح الأنشطة المصرفية التجارية بنسبة 42 في المائة إلى 4.4 مليون إسترليني. وارتفعت أرباح باركليز كابيتال إلى المثلين، مسجلة 1.05 مليار جنيه، مقارنة مع 524 مليون إسترليني قبل عام بفضل شراء ليمان براذرز في الولايات المتحدة، وعائد مرتفع من الأذون والعملة والسلع الأولية.

قال بنك إتش إس بي سي هولدنغز، أكبر البنوك الأوروبية، إن أرباح النصف الأول من العام نزلت للنصف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى خمسة مليارات دولار، بسبب ارتفاع الديون المعدومة في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.

وذكر البنك أمس، أن الأرباح قبل حساب الضرائب في الأشهر الستة المنتهية في يونيو (حزيران) بلغت 5.02 مليار دولار، مقارنة مع 10.02 مليار دولار قبل عام. ويتجاوز الرقم متوسط توقعات 11 محللا شملهم استطلاع للرأي، أجرته «رويترز» وبلغ 4.9 مليار دولار.

وزادت خسائر الدين وغيرها من الاحتياطيات لمواجهة مخاطر الائتمان إلى 13.93 مليار في النصف الأول مقابل 3.9 مليار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وأشار لـ«الشرق الأوسط» مارتين وايل، رئيس المعهد البريطاني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية «نايزر» قائلا «إن من الجيد أن نرى بنوكا رابحة، فهي تحتاج إلى رأسمال لتطبيق البيع والشراء، والإقراض بحدود أوسع مما يساعد على اقتصاد أكثر انتعاشا».

ورفض التعليق عن توقعاته عن أرباح بقية البنوك مثل رويال بنك أوف سكوتلاند ومجموعة لويدز البنكية، المتوقع إعلان نتائجهم خلال الأسبوع الحالي، ومدى تأثيرهم على سوق الأسهم. وكان للعملات الأوروبية نصيب كبير أمس من كعكة المكاسب، خاصة الجنيه الإسترليني بصعوده إلى أعلى مستوياته في عشرة أشهر أمام الدولار، بينما واصلت أذون الخزانة البريطانية تسجيل خسائر بعد أن أظهرت بيانات أن قطاع الصناعات التحويلية البريطاني توسع الشهر الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من عام. وارتفع مؤشر مديري الشراء البريطاني إلى 50.8 نقطة في يوليو (تموز) من الرقم المعدل، صعودا عند 47.4 نقطة في يونيو (حزيران) وذلك للمرة الأولى منذ مارس (آذار) العام الماضي، التي يرتفع فيها المؤشر فوق مستوى 50 نقطة وهو الحد الفاصل بين الانكماش والنمو. وواصل الإسترليني تحقيق مكاسب بعد صدور البيانات إذ ارتفع بما يزيد عن 0.7 في المائة إلى 1.6950 دولار مسجلا أعلى مستوياته منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكذلك ارتفع أمام اليورو الذي تراجع بدوره 0.7 في المائة إلى 84.63 بنس مسجلا أدنى مستوياته منذ 30 يونيو. وأشار لـ«الشرق الأوسط» مايك بيرغ، رئيس وحدة العملات في مؤسسة «4 كاست العالمية للأبحاث الإستراتيجية» إلى أن الإسترليني شهد سلسلة من الأحداث في الفترة الأخيرة، جعلت شهية المستثمرين مفتوحة على شرائه أكثر من أي عملة أخرى، وقال: «الأنباء الجيدة دفعته للأمام أكثر من أي شيء آخر». وأضاف بيرغ، عند سؤاله عن أداء سلة العملات الست الرئيسية على المدى القريب، أشار إلى أن التحسن واضح بشكل عام، ولكن الإسترليني الفائز الأكبر حتى أمام اليورو. موضحا بحديثه عن الدولار «العملة الأميركية لديها مشكلاتها الحالية، إنها تتحرك بنبض بطيء، ولكنها تتحرك. وتوقع بيرغ، أن يستمر الإسترليني في الصعود، متوقعا أن يتحرك ما بين 1.75 و1.70 للدولار بحلول نهاية العام. وأفاد متعامل في لندن «الجميع يحب الإسترليني هذا الصباح. يمكن أن تشعر بدرجة الحب هذا الصباح».

وساعدت نتائج الأعمال القوية للبنوك، وكذلك دراسة مسحية بريطانية أظهرت ارتفاع النشاط الصناعي بشكل غير متوقع، على تعزيز الرأي الذي يفيد بأن الاقتصاد العالمي قد تجاوز أسوأ مراحله. وواصلت الأسهم الأوروبية مكاسبها أمس، لتسجل مستوى مرتفعا جديدا للعام الحالي بعدما أصبح بنك «إتش إس بي سي» أحدث بنك يعزز ثقة المستثمرين، إثر صدور بيانات الأرباح الربع الثاني. وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأهم الأسهم الأوروبية 1.1 في المائة إلى 939.68 نقطة.

وارتفع سهم بنك إتش إس بي سي 3.2 في المائة رغم تراجع الأرباح في النصف الأول من العام بمقدار النصف عما كانت عليه قبل عام، ولكنها تجاوزت توقعات المحللين. وصعد سهم بنك باركليز 4.4 في المائة عقب إعلان نتائجه.

وزادت أسهم بنوك «بي أن بي باريبا» و«سوسيتيه جنرال» و«يو بي إس» بين 2 و5.1 في المائة.