تطمينات على المصالح التجارية العربية من آثار الأعاصير البحرية في شرق الصين

تجار لـ «الشرق الأوسط» : عمليات التأمين وبعد المناطق الصناعية وكثرة المنافذ تؤكد سلامة المصانع ومنصات الإنتاج من آثار العواصف

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مستثمرون ومكاتب خدمية سلامة المصالح والاستثمارات التجارية العربية بما فيها من مصانع وشركات ومنصات تجارية من تأثيرات العواصف المدمرة في المناطق الشرقية من الصين حاليا.

وتتزامن هذه التطمينات مع عواصف مدارية سببت انزلاقات طينية وسيولا في شمال شرق آسيا وتحديدا الصين وتايوان، تسببت في وفيات واضطراب الأحوال الجوية أطلقوا عليها «إيتاو» للقادم على اليابان وإعصار «موراكوت» للذي ضرب تايوان والصين، في وقت لا تزال فيه عمليات الإنقاذ جارية حتى الآن.

وأكد راشد الفوزان الذي يدير شركة تملك عددا من المصانع في شرقي الصين أن المناطق التجارية سلمت من الآثار السلبية المتأتية من العواصف البحرية، مضيفا أن المناطق التجارية لم تصبها أي أضرار تذكر.

ولفت الفوزان إلى أن الأعاصير الحالية شملت مناطق زراعية والمناطق المكشوفة كالسدود، مفيدا بأن هناك جملة من الاحتياطات التي يقوم بها التجار تحفظ لهم حقوقهم مع توقع حدوث مثل هذه الأعاصير والعواصف المدمرة.

وأضاف الفوزان أن معظم البضائع في الموانئ يتم وضعها في حاويات (كونتينار)، إذ لو تعرضت لعواصف فإنها ستكون محفوظة، إضافة إلى عملية التأمين المشروطة في كل عمليات الشحن ضمن CIF، وهي ضمان التأمين على البضائع من الشركة إلى وصولها لمستودعات العميل، تتضمن سعر البيع إضافة إلى 10 في المائة.

ولفت الفوزان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التأثيرات المحتملة في حالة وقوع تأثيرات تتركز بدرجة كبيرة على التأخر في تسليم البضائع وتزويد الأسواق في الوقت المحدد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك مصادر كثيرة ومنافذ متعددة يمكن الاستفادة منها كذلك في جلب البضائع وتخليص السلع.

وأبان الفوزان أنه حتى في حال تضرر المناطق التجارية في الصين أو تايوان فلا يعدو الأمر تعطيل بعض السلع الكمالية كالملابس والألعاب وقطع الغيار دون الاستهلاكية الرئيسية والحيوية في صعيد الحاجة إليها كالمواد الغذائية وخلافه، مشددا على أن ذلك يمكن الاستعاضة عنه والاستفادة من منتجات أخرى.

ويتجه حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين إلى التنامي، حيث بلغ حتى العام المنصرم 133 مليار دولار عام 2008، مرتفعا من 40 مليار دولار عام 2005، و80 مليار عام 2007، بينما حجم الاستثمارات الصينية في الدول العربية بلغ 3.1 مليار دولار.

من ناحيته، أكد سليمان عبد الله الذي يدير شركة «رينبو» للخدمات التجارية التي تتعامل مع التجار والمستثمرين في العالم العربي، عدم تضرر الأعمال التجارية من مصانع وشركات ومنتجات المستثمرين العرب في الصين، موضحا أن المناطق لم تصبها آثار ملموسة أو مؤثرة سلبية.

وأفاد سليمان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن المناطق التي طالها الإعصار تمثلت في المناطق الشرقية والشمال الشرقي من الصين، منها مدن كفوجيان وهنغان وغون، وكلها قريبة لشنغهاي المركز المالي والتجاري الرئيسي في الصين، مضيفا أن الحكومة الصينية دائما ما تعمد إلى الإبلاغ عن الأعاصير والعواصف قبيل أيام من وصولها ليتخذ التجار الحيطة والحذر.

وقال سليمان عبد الله، وهو وسيط تجاري صيني الأصل ويتحدث اللغة العربية بطلاقة، إن نسبة الاستثمارات العربية المرتكزة على السلع الخفيفة والكمالية في المناطق الصناعية التجارية عالية جدا تتجاوز 70 في المائة، مقابل 30 في المائة لباقي التجار من كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا، مضيفا أن ذلك يضاف لشريحة واسعة من التجار الذي لا يملكون مصانع ولكن يستفيدون من حركة الشحن لموانئ بلدانهم، وتزويد مستودعاتهم ومحالهم بالمنتجات.

وأضاف عبد الله أن العام الحالي 2009، على الرغم من الأزمة العالمية، فإنه شهد دخول شريحة من التجار لتوسيع أنشطتها، حتى إن ذلك دفع الحكومة الصينية إلى افتتاح مسجد كبير يتسع لأكثر من 15 ألف مصلٍّ في منطقة يو المتاخمة لشنغهاي، ليتمكن التجار والزوار وأصحاب المحال والمصانع هناك من أداء صلواتهم.