«الشركة العربية للاستثمار» تعقد صفقة شراء «كوفيه ريبابليك»

طارق عفارة لـ «الشرق الأوسط»: الأزمة المالية ساعدت شركتنا على الفوز بالصفقة

طارق عفارة (تصوير: حاتم عويضة)
TT

عقدت الشركة العربية للاستثمار ومقرها لندن صفقة ضخمة، بعد أن وقع عليها الخيار لشراء شركة «كوفيه ريبابليك» العالمية وإنقاذها من الإفلاس.

وقع العقد بين الشركتين في الرابع والعشرين من يوليو (تموز)، وانتهت معاملات تسليم الملكية يوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه، لتصبح بذلك الشركة العربية للاستثمار الصاحب الرسمي الجديد للشركة التي افتُتح أول فرع لها في لندن في عام 1995.

وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط» قال طارق عفارة، أحد المديرين في الشركة العربية للاستثمار، إن الخطوة كانت مدروسة، ولعبت الأزمة الاقتصادية المتردية دورا مهما في خلق هذه الصفقة، وتسعى الشركة حاليا إلى المحافظة على اسم «كوفيه ريبابليك» الذي يتمتع بوزن كبير في العالم، وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص. وتابع عفارة أن الصفقة تمت بعد دراسة مسبقة حاولت الشركة العربية من خلالها الحصول على «كوفيه ريبابليك» مع صون أكبر عدد ممكن من الوظائف، بحيث يفوق عدد الموظفين 62 موظفا، ويجري العمل حاليا على إعادة إطلاق جميع فروع الشركة التي تملك 80 محلا في بريطانيا و20 محلا في العالم، بما فيها السعودية والكويت والأردن والسعودية وبلغاريا، ويجري التفاوض حاليا على توسيع شبكة محلات الشركة وبيع حقوق الامتياز لمستثمرين في كل من لبنان وليبيا ومصر وعمان والبحرين.

ويقول عفارة إن السبب في تعرض «كوفيه ريبابليك» لأزمة كان من شأنها القضاء عليها، هو كثرة انتشار محلات بيع القهوة المماثلة في الأسواق، غير أن الذي شجع الشركة العربية على إنقاذ «كوفيه ريبابليك» وضخ مبالغ ضخمة لشرائها وإعادة تأهيلها، هو شهرة الشركة العالمية ونوعية المنتجات التي تقدمها، لذا تحرص الشركة العربية على المحافظة على الاسم والصورة ونوعية المنتجات والقهوة، مع إضافة لمسة عصرية على الديكورات لترقى إلى المستوى التنافسي في الأسواق العالمية.

الشركة العربية للاستثمار، شركة عربية خاصة تعنى بالاستثمارات العقارية في بريطانيا والعالم، وهي صاحبة مشروع «بيناكل» أعلى ناطحة سحاب في وسط لندن التجاري، ومن المزمع الانتهاء من المشروع في نهاية عام 2012، وتسعى الشركة اليوم إلى إعادة إطلاق «كوفيه ريبابليك» بحلة جديدة لتستطيع منافسة أكبر شركات مالكة لمحلات بيع القهوة مثل «كوستا» و«ستارباكس» و«كافيه نيرو».

وبحسب طارق عفارة، فالشركة العربية للاستثمار متفائلة من هذا المشروع وترى فيه خيرا، خاصة أن هناك تكهنات مفادها أن الشركة العربية استطاعت شراء «كوفيه ريبابليك» بسعر مقبول جدا، في حين لم يعلق عفارة على موضوع كلفة الصفقة.

ويقول عفارة إنه من المهم جدا أن ينظر إلى «كافيه ريبابليك» من اليوم فصاعدا على أنها شركة عربية، فمن المعروف عن العرب حبهم للقهوة، «لذا من المهم أن تكون لنا محلات قهوة خاصة بنا». وردا عن سؤال حول ما إذا كانت الشركة تنوي تعريب القهوة مع إعادة إطلاق المحلات، قال عفارة إن الفكرة واردة، وأضاف: «من المهم جدا الاستماع إلى العاملين في المحلات وأصحاب الامتياز، فهم على صلة مباشرة مع الزبائن، وبإمكانهم معرفة مدى رواج المنتج».

وتابع عفارة أن الشركة تملك أفكارا عديدة يقوم بترجمتها حاليا فريق كامل من المختصين، كل في مجاله، كما تتم أيضا المشاورات الجدية لتوسيع الشركة في المنطقة العربية، وإضافة منتجات جديدة تتناسب مع الذوق العربي.

ويقول ريتشارد هيل، أحد الشركاء في شركة (KPMG) التي تعاملت معها «كافيه ريبابليك» لإيجاد مشتر لإنقاذها من الإفلاس، إنه سعيد جدا بهذه الصفقة، فإيجاد مشتر مسؤول لـ«كافيه ريبابليك» كان أساسيا، ومن شأنه إنقاذ وظائف عديدين. وأضاف هيل أن الشركة عانت من مشاكل مادية في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية التي طالتها وطالت باقي الشركات والأعمال، وأدت إلى إغلاق عدد من محلات بيع القهوة مثل «ستارباكس». وأضاف هيل: «الإقبال الشديد على شراء (كافيه ريبابليك) كان دليلا قاطعا على أهمية الماركة والاسم والمنتج التي تقدمه الشركة، وأنهى كلامه بالقول إنه ممتن بأن الصفقة وقعت على الشركة العربية للاستثمار التي من شأنها المحافظة على تاريخ «كوفيه ريبابليك».

يشار إلى أن «كافيه ريبابليك» كانت فكرة الأخوين بوب وسارة الهاشمي، وهما من أصول إيرانية، نقلا فكرة محلات بيع القهوة من نيويورك إلى لندن في عام 1995، وافتتحا أول فرع للشركة في شارع «نيو مولتن»، وكبرت الشركة وأصبحت واحدة من أهم شركات بيع القهوة في بريطانيا، وتوسعت المحلات من لندن إلى غلاسغو واسكوتلندا وبليموث وصولا إلى ديفون، ووصلت بعدها إلى باقي بلدان العالم مثل الكويت والسعودية ومالطا وبلغاريا ودبي وتركيا.