خالد بن محفوظ.. مصرفي وسع البنك الأهلي

شجع الشباب على تقلد المناصب

TT

«اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، ذلك هو المبدأ الذي سار عليه رجل المال والأعمال السعودي خالد بن محفوظ المالك السابق للبنك الأهلي الذي غيبه الموت مساء أول من أمس إثر أزمة قلبية مفاجئة.

وذكر عبد الهادي شايف، الذي عمل ما يزيد على 25 عاما، كمدير للبنك الأهلي أن علاقته بالراحل خالد بن محفوظ كانت حميمية لم تخل من الاختلافات الموضوعية التي كانت تؤخذ دائما بطريقة عقلانية. وقال شايف في حديث لـ«الشرق الأوسط» «كان رجلا مصرفيا حاد الذكاء وسريع البديهة، لا سيما أنه يعرف الأوقات الملائمة لاقتناص الفرص، عدا عن استمراره في تشجيع الشباب لتقلّد مناصب قيادية في البنك وإعطائهم الصلاحية لذلك، إلى جانب حرصه على رفع الثقة بهم وتنميتهم وتطويرهم.

وكان خالد بن محفوظ واحدا من أشهر رجال المال والبنوك في السعودية، كونه احتل المرتبة 24 في قائمة أغنى 50 شخصية عربية في العالم لعام 2008 بثروة تقدّر بنحو 3.2 مليار دولار، متراجعا ثلاث مراتب عن عام 2007 الذي حصده بثروة بلغت حوالي 3.35 مليارات دولار. وأوضح شايف أن التوسع في فروع البنك الأهلي داخل السعودية والنمو السريع لها ومحاولة توسعة نشاطاتها دوليا كان من أبرز الإنجازات التي قام بها خالد بن محفوظ.

وأضاف: استطاع إدخال خدمات جديدة على مستوى السعودية بالكامل والتي من ضمنها صناديق الاستثمار ومصرفية قطاع الشركات المالية، لافتا إلى أن مسيرته العملية بدأت منذ أوائل عمره واستمرت لأكثر من 35 عاما أدار فيها ما يزيد على 5 آلاف موظف.

وعلى الصعيد الإنساني يؤكد عبد الهادي شايف أن خالد بن محفوظ لم يعتذر في يوم عن أي عمل خيري، إذ كان رجلا شهما وكريما، يعطف على الفقير والمريض بمنتهى التواضع وبدون حساب دون أن يخبر أحدا بما يقوم به من أعمال خيرية وصلت إلى خارج السعودية.

ويقول: كانت له مشاريع خيرية كثيرة في إنقاذ الأسر والأفراد والمجاميع، إلى جانب مشاركته في بناء المساجد والمستشفيات والأربطة، وتكفله بعلاج الفقراء والمحتاجين على نفقته الخاصة بميزانية مفتوحة وفي أي وقت من منطلق الحديث الشريف «ما نقص مال من صدقة»، دون أن يتحدث عما يقوم به. وبدأ الراحل خالد بن محفوظ مشواره في البنك الأهلي منذ أن كان طالبا، إذ تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط بمدارس الفلاح في مدينة جدة، غير أنه كان يرافق والده سالم بن محفوظ في فترات الإجازات المدرسية، وذلك بحسب ما ذكره فاروق عيد لـ«الشرق الأوسط» والذي عمل لنحو 11 عاما مديرا للعلاقات العامة بالبنك الأهلي.

ويقول عيد، عمد الشيخ سالم بن محفوظ إلى إنزاله مع أخيه المرحوم محمد للصرّافين والعدّادين القائمين على إعداد رزم النقود، وذلك ليبدأ في العمل المصرفي بالتدرج والإلمام بجميع المراحل التي يمر بها هذا العمل.

وأضاف: تعلم الراحل كيفية الاحتكاك بالعملاء من والده الذي كان يرسله إلى عملائهم في المناطق المجاورة لهم مثل شارع قابل والخاسكية والأشراف ومنطقة البلد، الأمر الذي جعله يتدرج في العمل المصرفي بشكل كبير، إلا أنه أحب الأعمال الخاصة المسماة بالعلاقات الخارجية المتمثلة في الحوالات والاعتمادات.

وبيّن أن البنك الأهلي كان من أوائل البنوك التي أنشأت البورصة، إلى جانب إنشاء أول غرفة تداول في الشرق الأوسط على مستوى رفيع، وحصول البنك على جائزة أفضل تصميم مبنى في العالم والتي حصدها مبنى الإدارة العامة بجدة عام 1984، إضافة إلى العديد من المشاريع الخاصة الكبيرة والمميزة والتي من ضمنها مستشفى السلامة «التخصصي حاليا».

واحتفظ الشيخ خالد بن محفوظ باسم والده كمدير عام لسنوات عديدة، والذي أوكل له منصب المسؤول الأول للبنك الأهلي فترة مرضه، إذ كان خالد آنذاك في أوائل الأربعين من عمره، ولم يغيّر اسم والده إلى أن توفي.

ويعد الراحل، الوريث لثروة والده في البنك خلال 20 عاما، إذ إنه باع نحو 20.7 في المائة من حصته في البنك بقيمة 1.8 مليار دولار لمستثمرين سعوديين عام 1997، إضافة إلى قيامه ببيع 50 في المائة من حصة العائلة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، لتبيع العائلة مجددا ما تبقى من حصتها لنفس الصندوق عام 2002.