«جنرال موتورز» لا تريد التفريط في «أوبل»

في ظل تصاعد التوتر بين الحكومة الألمانية وإدارة الشركة

المقر الرئيسي لشركة «أوبل» في روسلسهايم بالقرب من مدينة فرانكفورت الألمانية (أ.ف.ب)
TT

عقد مسؤولون بالحكومة الألمانية ومجموعة «جنرال موتورز» الأميركية العملاقة لصناعة السيارات «اجتماع أزمة» في برلين لبحث مستقبل شركة «أوبل» الألمانية لصناعة السيارات المملوكة لـ«جنرال موتورز»، في ظل تقارير عن اتجاه «جنرال موتورز» نحو الاحتفاظ بـ«أوبل» التي كانت قد أعلنت اعتزامها التخلص منها بنهاية العام الحالي.

وقد بعثت «جنرال موتورز» بنائب رئيسها جون سميث إلى برلين لإجراء المحادثات مع ممثلين للحكومة الاتحادية وحكومات الولايات الألمانية.

وعلمت وكالة الأنباء الألمانية من أعضاء في وفد التفاوض الألماني أن رئيس مجموعة «جنرال موتورز» فريتس هندرسون لم يحضر اللقاء، مضيفة أن المجموعة أرسلت جون سميث نائب رئيس المجموعة للتفاوض باسمها مع الحكومة الألمانية.

يأتي ذلك في أعقاب نشر صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تقريرا في عددها اليوم يقول إن شركة «جنرال موتورز» قد تقرر عدم بيع «أوبل» وقد تحاول عوضا عن ذلك جمع 4.3 مليار يورو لإعادة هيكلة الأخيرة.

ويأتي اجتماع برلين في ظل تصاعد التوتر بين الحكومة الألمانية وإدارة «جنرال موتورز» بسبب فشل الأخيرة في التوصل إلى اتفاق بشأن هيكلة ملكية «أوبل» الجديدة.

وقالت هذه الدوائر إن سميث سيتفاوض مع مسؤولين كبار في الحكومة الألمانية والولايات، الذين تتشكل منهم اللجنة الحكومية الألمانية المسؤولة عن ملف «أوبل».

وتجدر الإشارة إلى ن تأخر «جنرال موتورز» في اتخاذ قرار بشأن بيع حصتها في «أوبل» قد أثار تكهنات بشأن رغبة المجموعة الأميركية في الاحتفاظ بالشركة التي تنتج سيارات «أوبل» و«فوكسهول».

من جهة أخرى سحب العاملون بشركة «أوبل» وعددهم 25 ألفا عرضهم بالتنازل عن إعانة العطلات المستحقة لهم، وهو العرض الذي تقدموا به في وقت سابق، احتجاجا على ما يرونه «تسويفا» تتبعه الشركة الأم «جنرال موتورز» منذ فترة.

وجاء في منشور داخلي وُزع في أروقة الشركة بمدينة روسلسهايم بولاية هيسن وسط ألمانيا، حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة، منه أن العاملين بالشركة أنهوا من جانبهم الاتفاق الذي أبرموه مع الشركة في هذا الخصوص من قبل وأن إعانة العطلات لا بد من صرفها بداية من حسابات الشهر المقبل.

وجاء في المنشور أن إدارة العمل بالشركة كانت أكدت على أنه في حال العودة إلى «جنرال موتورز» لن يسهم العاملون ولو بسنت واحد من مستحقاتهم في دعم الشركة. وأضاف المنشور أنه في هذه الحالة يكون الاتفاق الخاص برفع الأجور ودفع مبلغ مرة واحدة من نقابة الصناعات المعدنية.

ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مصادر مقربة من «جنرال موتورز»، القول إن مجلس إدارتها الجديد المعين بدعم من الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب بوضع خطة تمويل جديدة بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل للإبقاء على «أوبل» عقب خروج «جنرال موتورز» من حالة الإفلاس الراهنة.

وكانت الشركة تسعى في السابق إلى التفاوض على بيع «أوبل» مع عدد من الشركاء الأوروبيين منذ مايو (أيار).

وتأتي الخطوة بعد أشهر من المفاوضات المعقدة بين «جنرال موتورز» والحكومة الألمانية التي قدمت قرضا مؤقتا من أجل دعم «أوبل» خلال عملية البيع مع وجود مزايدين رئيسيين، هما مجموعة شركات نمساوية وروسية ومجموعة «آر إتش جي إنترناشيونال» الاستثمارية ومقرها في بلجيكا.

وذكرت الصحيفة نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية فريدريدك هندرسنون تم تكليفه بوضع خطة تمويل قابلة للتطبيق وعرضها في اجتماع مجلس إدارة الشركة المقبل مطلع الشهر القادم.

وكان مجلس الإدارة الجديد قرر الجمعة الماضي رفض الصفقة المعدلة من جانب شركة «ماغنا» الكندية وهو العرض المفضل لدى الحكومة الألمانية ونقابات العمال. وتوظف «أوبل» نحو 25 ألف عامل في ألمانيا، أي نحو 50 في المائة من قوتها العاملة الإجمالية في أوروبا.

وتم الترحيب أساسا بعرض «ماغنا» باعتباره الأقل شطبا للوظائف.