عليكم بخدمة التنبيه الإلكترونية لحساباتكم المصرفية

سعود الاحمد

TT

ما زال البعض يشتكي من عمليات سحب نقدية تتم على حساباتهم المصرفية، لا يعلمون عنها شيئا.. أو لا يتذكرون أنهم أمروا بتنفيذها! وعمليات القرصنة والسطو على الحسابات المصرفية أصبحت مثيرة للقلق بعد أن تحولت من عمليات فردية محدودة إلى عمليات تديرها شبكات مدربة. وإدارات البنوك العامة والفروع وإدارة التفتيش البنكي لدى مؤسسة النقد لديها الكثير من الشكاوى على هذا النحو. ناهيك عن شكاوى العملاء من المشاكل اليومية للصراف الآلي.

والحقيقة التي لا مفر منها، أن الخدمات المصرفية (وبالأخص الآلية) التي بدأت قبل ما يقارب ثلاثة عقود، لم يواكبها ما تستحقه من نشر الوعي العام التدريجي بحيث يستطيع المجتمع السعودي التعرف على الطرق الصحيحة لإجراء العمليات المصرفية والتعامل مع الطرفيات الآلية المتاحة للخدمات المصرفية. ورغم أن البنوك قد شكلت (أخيرا) لجنة لنشر الوعي المصرفي. وأن لهذه اللجنة جهودا ملحوظة بالصحف ووسائل الإعلام الأخرى، إلا أن الملاحظ على هذه اللجنة أنها جهود لم تواكب حاجة المجتمع من الوعي.

فالخدمات المصرفية الآلية متعددة، ومنها عمليات السحب والإيداع والاستفسارات والحوالات بين حسابات العميل داخل البنك الواحد وفيما بين عدة بنوك وما بين حسابات العملاء داخل البنك الواحد. وهناك خدمات سداد الفواتير والمستحقات الحكومية.. إلى غير ذلك من الخدمات. وهذه الخدمات تقدم لمختلف شرائح وأطياف المواطنين والمقيمين عن طريق عدة طرفيات مصرفية. فهناك من عملاء البنوك من هم من كبار السن ومن هم ضعيفي البصر والمتقاعدين ومحدودي المستوى التعليمي والأميين والنساء والأطفال وغير الناطقين بالعربية والإنجليزية... ولا بد للبنوك أن تعمل ما يمكن لتعينها على تنفيذ ما تحتاجه من عمليات مصرفية بالشكل المناسب. وبالمقابل توجد طبقة مثقفة تستطيع استخدام الحاسب الآلي بمهارة.. ويمكن لها أن تعين البنوك على رفع مستوى خدماتها. ولدينا خدمات أجهزة الصراف الآلي والهاتف المصرفي وخدمات الإنترنت ونقاط البيع لدى المحلات التجارية.. ومن الطبيعي أن يكون لكل نوع من هذه الطرفيات غالبية مستخدميها. ومن هنا فحتى يمكن نشر الوعي بين مستخدمي هذه الطرفيات، لا بد من تشخيص مشاكل مختلف شرائح هؤلاء العملاء مع كل خدمة من الخدمات المصرفية وبالتالي عمل استراتيجية خاصة بالأساليب المناسبة لتوعيتهم بما يحتاجونه من معلومات لكل خدمة لتعريفهم بكيفية إجراء مختلف العمليات المصرفية على الوجه المطلوب.

وفي الختام.. أُذكر بأن خدمة التنبيه الآلي بما يتم على الحساب من حركات، هي من أفضل الطرق لحماية الحسابات البنكية. فهذه الخدمة تبلغ العميل بكل عملية سحب أو إيداع تتم على حسابه بمبلغ يصل إلى مائة ريال. حيث يقوم النظام المصرفي الآلي لدى البنك بإرسال رسالة للهاتف الجوال يبلغه بأي عملية سحب أو إيداع تتم على حسابه، كما ترسل للعميل رسالة على بريده الإلكتروني تبلغه بهذه العملية. ويتم الإبلاغ بنفس الوقت الذي يتم فيه عملية السحب أو الإيداع. وللمعلومية فهذه الخدمة تقدمها جميع البنوك السعودية مجانية لعملائها، بمجرد طلبها.

وهي خدمة مهمة جدا. فلو سرقت أو ضاعت بطاقة السحب الآلي من العميل، فإنه يستطيع ملاحظة ذلك مع أول عملية سحب، ليتمكن من الاتصال بالبنك فورا لإيقاف البطاقة. كما لو حصل وأن سرقت من العميل أرقام البطاقة والرقم السري وتمت عمليات تحويل عن طريق الهاتف أو الإنترنت، فإن العميل (كذلك) سيتنبه لها مع أول عملية سحب يتم إجراؤها دون علمه. وبالتالي لن يستطيع المجرم التمادي في مواصلة السحب من الحساب.

والأهم من ذلك فإن البنوك مدعوة إلى بسط مثل هذه الخدمة وإتاحتها للعملاء بشكل أوسع وتشجيعهم على الاستفادة منها وتدريبهم عليها. حتى تتلافى هذا التزايد من الشكاوى والتذمر من قبل مختلف شرائح مستخدمي العمليات المصرفية.

* كاتب ومحلل مالي