دبي تعلن افتتاح «مترو دبي» في الـتاسع من الشهر المقبل

تضاعف تكلفة المشروع إلى 7.6 مليار دولار

تسعى دبي للرد على ما تسميه هجوما على سياستها الاقتصادية، بالمضي في مشاريعها الرئيسية العملاقة التي يمثل مترو دبي أهمها («الشرق الأوسط»)
TT

9/9/2009 هو الموعد الذي ستفتتح فيه دبي مترو الإمارة، وفق ما أعلن رسميا أمس، بعد أقل من أربع سنوات من العمل في هذا المشروع. ومن المقرر أن ينطلق المشروع في مرحلته الأولى بعشر محطات رئيسية، على أن يتم تشغيل 19 محطة في مراحل لاحقة أقصاها فبراير (شباط) 2010.

وعلى الرغم من أن الموعد الذي تردد سابقا هو الموعد ذاته الذي تم التأكيد عليه أمس، فإن توقعات ذهبت في وقت سابق هذا العام إلى أن المشروع ربما يتم تأجيله بسبب تأثيرات الأزمة المالية العالمية، فيما كانت تقارير قد قالت إن المشروع قد توقف عن العمل في بعض مراحله خلال الشهور السابقة.

وتسعى دبي للرد على ما تسميه هجوما على سياستها الاقتصادية، بالمضي في مشاريعها الرئيسية العملاقة، التي يمثل مترو دبي أحد أهم هذه المشاريع. فيما لا تزال الأنظار متجهة لبرج دبي، أعلى برج في العالم، وسط توقعات بافتتاحه خلال احتفالات العيد الوطني الإماراتي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وفي مؤتمر صحافي عقد أمس، أكد مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، أنه تم الالتزام في تنفيذ مشروع مترو دبي بأعلى معايير السلامة العالمية، حيث تمت الاستعانة بمؤسسات دولية لتقييم معايير السلامة في المشروع في جميع مراحله، كما تم استخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال صناعة القطارات، وتوفير جميع وسائل الراحة والرفاهية للركاب.

وفيما كانت تكلفة المشروع عند البدء به في مارس (آذار) 2006 بلغت 15.5 مليار درهم (حوالي 4.2 مليار دولار)، قال الطاير إن هذه التكلفة تضاعفت إلى ما يقرب من 28 مليار درهم (7.6 مليار دولار)، مشيرا إلى أن معظم هذه الاعتمادات يتم تدبيرها من حكومة دبي، أو بقروض ضمانات حكومية، أو من الموارد الذاتية لهيئة الطرق والمواصلات.

عن الأسباب التي أدت إلى زيادة ميزانية المشروع، قال الطاير إنه تم تمديد الخط الأخضر للمترو في منطقتي «النهدة» و«جداف»، مما ترتب عليه إقامة محطتين إضافيتين، وإضافة محطتين أخريين على الخط الأحمر، في منطقتي «مول الإمارات» و«صلاح الدين».

وسينطلق مترو دبي، الذي سيفتتحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعشر محطات رئيسية على الخط الأحمر هي: الراشدية، المبنى رقم 3 لمطار دبي، سيتي سنتر، الرقة، الاتحاد، خالد بن الوليد، الجافلية، المركز المالي، مول الإمارات، نخيل هاربور آند تاور، على أن يتم افتتاح باقي المحطات لاحقا بصورة مرحلية، في حين سيتم افتتاح الخط الأخضر منتصف العام المقبل. وسيبلغ طول مسار الخطين الأحمر والأخضر عند الانتهاء منهما 70 كيلومترا مع 47 محطة.

وتشير تقديرات المسؤولين إلى أن المترو سيحمل 27 ألف راكب في الساعة و355 مليون راكب في العام، عند عمل الخطين بكامل طاقتهما. وبإمكان كل قطار حمل 643 راكبا يتم توزيعهم على خمس مقصورات. وتتراوح تكلفة التذاكر بين 2.50 درهم (0.68 دولار) و6.50 درهم (1.80 دولار).

ولا تنظر دبي إلى «مترو دبي» على أنه مشروع للنقل العام فقط، بل إنها تسعى من خلاله إلى إيقاف شبح الازدحام الذي يقلق سكانها، كما يقلق زائريها أيضا. ووفقا لتقديرات حكومية فإن الخسائر الناتجة عن ازدحام حركة السير تصل إلى 4.6 مليار درهم سنويا، وهو ما يوازي 3.15 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي للإمارة.

وعن تأجيل افتتاح بعض المحطات بخلاف الخطة المعدة سابقا، أشار الطاير إلى أنه لم يتم تشغيل بعض المحطات على الرغم من جاهزيتها بالكامل منذ فترة طويلة، «وذلك نتيجة لعدم اكتمال تنفيذ المشاريع العقارية التي تخدمها هذه المحطة وعدم توفر الطلب عليها، مثل: محطة جبل علي، هذا بالإضافة إلى أن بعض المحطات لم يكتمل تنفيذها نظرا لتعدد الأنظمة الداخلية الخاصة بالمترو».

مترو دبي سيتم تشغيله في شهر رمضان من السبت إلى الخميس، من الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، وفي يوم الجمعة من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، وستكون فترة تشغيل المترو بعد شهر رمضان من السبت إلى الخميس من الساعة السادسة صباحا وحتى الحادية عشرة ليلا، وفي يوم الجمعة من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل.

وبحسب رئيس مجلس إدارة هيئة طرق دبي فإن زمن التقاطر سيكون بمعدل قطار كل عشر دقائق، بمعدل ستة قطارات في الساعة الواحدة، بطاقة استيعابية تقدر بنحو 3858 راكبا في الساعة في كل اتجاه، متوقعا أن يصل حجم الطلب على الخط الأحمر 3500 راكب في الساعة في كل اتجاه.

وقال مطر الطاير إن المعايير التي على أساسها تم اختيار المحطات العشرة التي سيتم تشغيلها في التاسع من سبتمبر (أيلول) 2009، هي توفر الكثافة السكانية في المنطقة التي تخدمها كل محطة لتوفير الراحة لسكان المناطق القريبة منها، وتوفر الأنشطة التجارية في المنطقة التي تخدمها كل محطة، ووجود مجموعة من الأنشطة الحكومية القريبة من كل محطة، إلى جانب ارتباط المحطة بمواقف المركبات متعددة الطوابق، وارتباط المحطة بوسائل المواصلات الأخرى مثل الحافلات ووسائل النقل البحري، وكذلك مدى الجاهزية الفنية للمحطات، وعدد الركاب المتوقع لكل محطة. وأكد مطر الطاير أنه روعي عند وضع تعرفة التنقل بوسائل النقل الجماعي أن تكون في متناول الجميع، مشيرا إلى أن تكلفة التنقل بمترو دبي واحدة من أرخص أنظمة المترو في العالم.